يقولون: »الحياة مدرسة«.. يحتاج لدخولها الاجبارى كل الناس.. سواء حصلوا على أعلى الدرجات العلمية والتكريمات.. أو خاضوا الحياة محملين بالحلم.. يتنافسون.. يفكرون.. ينجحون مرة ويعانون من الفشل مرات.. حتى يحصلوا فى النهاية على لقب »عصامى« الذى للأسف أوشك علي الانقراض.
ذلك أن مدرسة الحياة.. اجبارية لكل البشر.. المتعلمين.. الأكاديميين يكملون مشوار الحصاد من نظريات ونماذج بالمعامل والمدرجات بما يسمي مجتمعيا اللمسة الاخيرة التى تشمل حسن العرض والاستفادة معاً.. وبالتالى القدرة على التعامل مع الابناء والاحفاد.
أما النوع الثانى فيملك سواعد العزيمة والإرادة والقوة.. رغم ما تمر به حياتهم من الغاز وفوازير.. آمال واحباطات.. وفى النهاية يصلون لنفس القدرة لتربية الابناء.. وان كانوا يفضلون ان يكونوا بجوارهم فى المهنة أو النشاط المختار للوصول بالفرحة الكبرى.. حلم كبير.. انها سنة الحياة لمن يفهم ومن يريد..
أول الدروس التى تعلمتها فى رحلة الحياة ان العمل يمدنا بالأمانى والأمل.. ويشعرنا بالثقة والاطمئنان ونصحنا أهل الحكمة بالبحث عن وسائل واقعية لصعود سلم التقدم والتطور وصناعة المستقبل.. والحوار الهادئ دائما يحل المشكلات واضعا مرضاة ربك نصب عينيك.. وأن تكون الافعال نابعة عن اخلاق أصيلة فى القلب.
قال تعالى: وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الامور- سورة آل عمران 681 صدق الله العظيم، والصبر هنا قلب الحكمة.. والطريق إلى الفوز الكبير.
وهنا.. أحذر الصابرين من التعنت والتشدد.. تعاملوا باعتدال مع الأهل والاقارب وزملاء العمل.. والحوار الهادئ والعطاء.. السر فى السعادة.
وبعد مشوار جاوز النصف قرن فى مهنة المتاعب.. قابلت فيها الشخصيات.. وتوقفت أمام الاحداث.. واستمعت إلى وجهات النظر والاستنتاجات.. لا أنكر أن أجمل أيام حياتى.. لقاءات مع كوكبة فريدة فى عالمنا الثقافى المصرى والعربى والعالمى.. عشت في بساتين فكرهم وحكمتهم ورأيت فيهم القدرة على فهم الدنيا بصدق الايمان والعمل الصالح.
ويبقى الفوز بالقلوب.. بالوفاء بالوعود والعهود.. وهى مهمة سامية تحتاج إلى الصبر وتوفيق الله سبحانه وتعالى.. كما ان القلب الطيب حاجز فعال ضد العواصف والصعاب.. ويقى صاحبه من الاخطار.
وفي النهاية.. يارب نسألك العلم والايمان والاحسان والحكمة والرضا بما قسمت والشكر على ما أنعمت والقناعة بما أعطيت والعمل بما أمرت.
يارب.. ارزقنا نعيم الدنيا وصحبة الانبياء والصالحين يوم الدين وبارك فى أولادنا وأحفادنا اللهم آمين.