كشف الدفاع المدنى الفلسطينى أمس بأن أكثر من 100 شهيد سقطوا فى غزة ، بالإضافة إلى 264 جريحا،بسبب الغارات الإسرائيلية وذلك منذ الإعلان عن الاتفاق مساء الأربعاء الماضى.
واغار الطيران الاسرائيلى أمس على عدة مناطق منها جباليا فى الشمال ومدينة غزة مما أسفر عن سقوط حوالى 20 شهيدا ليرتفع اجمالى عدد الشهداء منذ الاعلان عن الاتفاق إلى 103 شهداء.
وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن 82 شهيدا وقعوا فى شمال قطاع غزة، و16 شهيدا فى جنوب القطاع، و5 شهداء فى المنطقة الوسطي، وأن من بين الشهداء 27 طفلا و31 امرأة، مؤكدة إصابة 264 مواطنا بجروح متفاوتة، نتيجة العدوان المتواصل على القطاع.
من جانبها قالت حركة حماس ان الاحتلال يتعمد ارتكاب المجازر فى سعى منه لإفشال الصفقة، مؤكدة ان مواصلة العدو ارتكاب المجازر المروعة بغزة وتكثيفها بعد الاتفاق يؤكد نهجه الإرهابى وتعطشه لسفك الدماء.
وطالبت حماس المجتمع الدولى والأمم المتحدة والأطراف المعنية بالتحرك الفورى لوقف الإرهاب الصهيونى.
من ناحية أخرى قالت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، إنَّ إسرائيل اعترفت ضمنيًا بارتكاب جنودها جرائم حرب فى غزة، عبر نصح الجنود بتجنب نشر صور ومشاهد تشكل أدلة تدينهم فى ملاحقات خارجية.
وفى حديث صحفي، نشر أمس، أشارت ألبانيز إلى أنَّ استمرار هجمات إسرائيل على غزة أمر غير مقبول ، واصفة موقف جيش الاحتلال الإسرائيلى بخصوص حث أفراده على عدم نشر صور ومشاهد بأنه «صادم».
وأضافت انه بدلًا من أن تنصح إسرائيل جنودها بعدم ارتكاب جرائم، تقول لهم غطوا وجوهكم أو اطمسوها عند مشاركة مقاطع الفيديو.
وأكدت ألبانيز أن هذا يعد اعترافًا من إسرائيل أنه من الممكن أن يرتكب جنود إسرائيليون جرائم، وهذا أمر غير مقبول.
بالتزامن، أكد مسئول كبير فى وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) أن المهمة التى تواجه عمال الإغاثة بينما يستعدون لتكثيف استجابتهم فى غزة صعبة.
كما أوضح سام روز، القائم بأعمال الأونروا فى غزة أنه تعذر الوصول إلى العديد من مستودعات المنظمة الأممية لعدة أشهر خلال الحرب، مشيرا إلى أن العمل جار على تجهيز تلك المستودعات مجددا وان لديهم موظفين على الأرض.
وأكد روز أن دخول المساعدات إلى القطاع تم «إعاقته بشكل منهجى»، مع تفاقم الوضع الأمنى وتدمير الطرقات فى القطاع ، محذرا من الذخائر غير المنفجرة المخبأة تحت الأنقاض، ومؤكدا أنها تشكل خطراً كبيراً على الأطفال والمدنيين.
من جانبها اعلنت وزارة الصحة العالمية انها تخطط لإدخال مستشفيات جاهزة إلى غزة خلال الشهرين المقبلين ، مشيرة الى انها تتوقع زيادة عمليات الإجلاء لأكثر من 12 ألف مريض مع وقف إطلاق النار.
على صعيد آخر نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن قائد فرقة غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلى يستعد لإجراء تغييرات تاريخية بشأن مفهوم الدفاع عن مناطق غلاف غزة.
وذكرت أن الجيش يخطط لإقامة 14 موقعا عسكريا جديدا على امتداد الحدود مع القطاع، مشيرة إلى أن الفرقة 162 ستتولى مسئولية القطاع الشمالى بالغلاف بينما ستتولى فرقة غزة القطاع الجنوبى.
وأضافت أن المواقع العسكرية الجديدة ستكون جزءا من منظومة دفاعية جديدة هدفها منع أى إمكانية تسلل إلى إسرائيل.
من ناحية أخري، نشرت وكالة أسوشيتد برس فى وقت سابق صور أقمار اصطناعية حديثة تشير إلى أن إسرائيل ربما تسعى إلى إنشاء منطقة عازلة فى قطاع غزة رغم الاعتراضات الدولية.
وقالت الوكالة إن الحزام العازل المحتمل سيقتطع نحو 60 كيلومترا مربعا من القطاع الذى يبلغ نحو 360 كيلومترا مربعا.
وتوثق الصور الفضائية تحوّل مدينة غزة بأكملها إلى حطام وركام، كما نسف جيش الاحتلال آلاف المباني، خاصة فى المناطق القريبة من السياج الحدودى فى القطاع، وشقّ طرقا، وأقام مواقع عسكرية محصنة فى محور نتساريم وسط القطاع.