من «صباح الخير يا سينا» إلى «مصر اليوم فى عيد»
«العندليب وشادية وثروت والخيام»
أبرز من غنوا لأرض الفيروز
تعتبر «الأغنية الوطنية» هى السلاح الأسرع فى التعبير عن الفرحة والسعادة والانتصار والعزة والكرامة.. وأصبح المطربون جنودا حقيقيين ساعة الجد لانهم يملكون سلاحا مهما من «قنابل النغم» وصواريخ الألحان الموسيقية، يشحذون بها الهمم فى نفوس ابناء الوطن والعروبة ضد كل معتد أو طامع أو محتل.
ومصر تحتفل كل عام فى هذا التوقيت الهام من تاريخها العظيم بذكرى تحرير سيناء، ففي الخامس والعشرين من أبريل عام 1982، تم رفع العلم المصري فوق شبه جزيرة سيناء،.، بعد استعادتها كاملة من إسرائيل .بفضل جسارة وشجاعة القوات المسلحة المصرية، وإصرارها على التضحية بكل ما هو نفيس وغالي من أجل استرداد الارض والكرامة.
شاركت «الكتائب الفنية» فى هذه المناسبة العزيزة على المصريين، وتغنى عدد كبير من كبار المطربين لأرض الفيروز، وكتب كبار الشعراء والكتاب أجمل الأغنيات الملهمة لما لسيناء من مكانة في القلوب.
«الجمهورية» استطلعت اراء النقاد والشعراء، ورصدت أبرز الأغاني التى تغنى بها المطربون عن سيناء وأعيادنا الوطنية..
يقول الناقد الفنى كمال القاضى ان الاغنية الوطنية شهدت ازهى مراحل انتشارها وتاثيرهافى الخمسينيات والستينيات لاسباب اتصلت بالاحداث السياسية واهمها عدوان 56 ثم حرب 67 ثم حرب الاستنزاف ثم حرب اكتوبر 73 وعودة ارض سيناء الحبيبة بكاملها فى 82، ولعبت الاغنية الوطنية هنا دورا كبيرا فى التعبئة المعنوية للجماهير وشحذ الهمم والقضاء التام على حالة اليأس، اذ دفعت الجماهير الى مساندة الدولة فى حروبها المهمة، وبالطبع كان هناك رموز للاغنية الوطنية على مستوى الكتابة والغناء والتلحين، ومن ابرز من غنى للوطن هو عبدالحليم حافظ الذى لقب فى بداية ظهوره فى بداية الخمسينات بمطرب الثورة، وكذلك لعب صلاح جاهين دورا رائدا فى كتابة الأغنية الوطنية الى ان ظهر الشاعر عبدالرحمن الابنودى واحمد شفيق كامل، وعلى مستوى التلحين والتوزيع كان هناك الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب وكمال الطويل وعلى اسماعيل وبليغ حمدى وغيرهم الكثير، وهؤلاء كان لوجودهم انذاك ضرورة حتمية لنهضة الاغنية الوطنية.
وبمناسبة الاحتفال بعودة ارض سيناء كاملة.. قال القاضى ان اشهر من غنى لسيناء كان عبدالحليم حافظ الذى ادى اداء متميزا فى اغنية «بالاحضان يا سينا» التى كتبها عبدالرحمن الأبنودى، فتلك الاغنية هى فاتحة الخير التى وجهت التنمية مباشرة إلى سيناء.. وهناك العديد ايضا من الاغانى التى اقترنت بسيناء مثل اغنية «طالعين على أرض الفيروز» التى غنتها ياسمين الخيام .. وايضا غنى لسيناء وللوطن عشرات من المطربين والمطربات .
اكد الشاعر الغنائى محمد الشاعر ان الاغنية الوطنية هى اهم اداة للتعبير عن حب الوطن ووحدة صف ابنائه فى مواجهة الدخلاء والاعداء، ويمكن من خلالها استشعار الخطر والاستعداد لمواجهته.
اضاف ان الاغنية المكتوبة هى اهم ادوات التعبير الابداعى والبنية الاساسية للعمل الغنائى ككل، فالكلمة الصادقة والحماسية المعبرة عن الحدث الوطنى خاصة وقت الازمات والحروب أو الافراح هى التى تستطيع ان تؤثر فى الوجدان الانسانى، ويأتى بعدها اللحن والتوزيع ويتشبع باحساسها المطرب أو المطربة فى أداء متميز فتصل بسرعة الى القلوب والمشاعر، وتكون الرأى السليم المساند والمؤيد للدولة.
مصر اليوم في عيد
من أهم الاغانى التى سجلها التاريخ الوطنى عن سيناء وستظل محفورة في التاريخ والأذهان هي أغنية «مصر اليوم في عيد» التي قدمتها الفنانة الراحلة شادية يوم 25 أبريل 1982 على مسرح الزمالك للقوات المسلحة أثناء احتفالات عودة سيناء وهى كلمات عبدالوهاب محمد وألحان الموسيقار جمال سلامة.. فكم كانت كلمات تلك الأغنية معبرة عن الفرحة الشاملة لكل المصريين بعودة سيناء كاملة لتصبح مصر بالفعل فى عيد فى ذلك اليوم التاريخى الذى عمت فيه الفرحة كما قالت الأغنية: «ياللى من البحيرة وياللى من آخر الصعيد.. ياللى من العريش الحرة أو من بور سعيد.. هنوا بعضيكم وشاركوا جمعنا السعيد.. سينا رجعت كاملة لينا ومصر اليوم.. مصر اليوم فى عيد.. ألف ميت مبروك علينا بالسلام».. وظلت الاغنية تتردد لسنوات واجيال مختلفة ولازالت تحتفظ بزخمها وهديرها لانها فعلا تهز المشاعر والوجدان.
صباح الخير يا سينا
أغانٍ كثيرة قدمت عن سيناء تلك الأرض الغالية وتلك البقعة التاريخية من أرض مصر التى شهدت بطولات وتضحيات المصريين على مر التاريخ ولكن ستظل كلمات الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودى وصوت عبدالحليم حافظ فى أغنية «صباح الخير ياسينا» هى التى كلما نسمعها تتداعى فى ذاكرتنا كل البطولات والتضحيات لجيشنا العظيم الذى نفتخر به فى الحرب والسلم .. تقول كلماتها:
«فى الأولة قلنا جينيلك وجينالك ولا تهنا ولا نسينا.. والتانية قلنا ولا رملاية فى رمالك عن القول والله ما سهينا.. والتالتة أنتى حملى وأنا حمالك صباح الخير يا سينا.. وصباح الخير يا سينا.. رسيتى فى مراسينا، تعالى فى حضننا الدافى ضمينا وبوسينا يا سينا».
عاشت بلادنا
أغنية «عاشت بلادنا» للفنان محمد ثروت من أهم الأغنيات التي كتبها عبدالوهاب محمد ولحنها محمد عبدالوهاب للاحتفال بهذه الذكرى والاحتفال ببطولات الجيش المصري في سيناء تقول كلماتها «عاشت بلادنا، عاشت حرة لولادنا.. وولاد ولاد ولادنا لحد آخر الزمان.. دامت بلادنا، وارثة أمجاد جدودنا.. ومحققه بجهودنا مجد أعظم م اللي كان».. كما قدّم «ثروت» أغاني للوطن بصوته القوي الحماسي، وله تاريخ فني زاخر بتلك الأغاني، منها «مصريتنا وطنيتنا حماها الله»، «عينيا السهرانين»، «كل بلاد الدنيا جميلة»، «احموا مصر يا مصريين»، «مصر يا أول نور في الدنيا».
طالعين على أرض الفيروز
وأيضا تعد أغنية «طالعين على أرض الفيرو» التي غنتها المطربة ياسمين الخيام وشاركها في غنائها الفنان أسامة رؤوف، من أبرز الاغاني التي قدمت وتم طرحها عن تحرير سيناء كتبها الشاعر الكبير عبدالسلام أمين، ولحنها الموسيقار محمد الموجي.. وتبدأ الأغنية بكلمات: «طالعين على أرض الفيروز.. الرمل ماس والقلب كنوز.. اخضرى يا سينا مطرح خطاوينا.. بعرقنا نرويكى بالحب تروينا.. دى ميتك شربات اللوز..
أغنية «سيناء»
أغنية «سيناء» قدمها مجموعة من المطربين في عام 2007 من إنتاج التليفزيون المصري بمناسبة ذكرى تحرير سيناء من إخراج هادي الباجوري من غناء حميد الشاعري وإيهاب توفيق وفريق واما وكتب كلماتها الشاعر أيمن بهجت قمر، ولحنها حميد الشاعرى وحققت نجاحاً كبيراً.
الننى الننى
اغنية «النني النني» غنتها الفنانة صفاء أبوالسعود في منتصف الثمانينات، وكتبها الشاعر نادر ابوالفتوح، ومن ألحان الموسيقار الكبير عمار الشريعي.. تقول كلماتها «الننى الننى مين ياخدك منى.. من صغر السن ويا سينا وانتى فى الننى.
وقدم المطرب محمد فؤاد أيضا أغنية» هو دا» احتفالا بأعياد تحرير سيناء من انتاج الشئون المعنوية بالقوات المسلحة حيث تقول كلمات الأغنية «اللي نفسه يموت علشانك ألف مرة.. اللي حالف تفضلي يا مصر حرة.. هو ده درعك وسيفك وابن بلدي.. اللي بتفرح وتتشرف بلد.. اللي قاله أصيل نعم الولد.. اللي سيرته رحته مسك ورد بلدي».
مصر بتكبر رغم الصعب
اغنية «مصر بتكبر رغم الصعب» قدمتها الفنانة أنغام في إحدى احتفاليات القوات المسلحة احتفالا بذكرى التحرير.. ومن ضمن اغانيها الوطنية، أغنية «حلفونا»، التي تتباهى كلماتها بجمال سيناء أرض الفيروز، وهي من كلمات مصطفى حدوتة، وألحان إيهاب عبدالواحد، وتوزيع وميكس نادر حمدي.
ظهرت أغان أخرى كثيرة كانت عن سيناء وعن استعادة الأرض والانتصارات ولكن سيظل العندليب عبدالحليم حافظ والفنانة شادية والمطربة ياسمين الخيام والمطرب محمد ثروت هم الأفضل فى الغناء لسيناء وأرض الفيروز، خاصة الأغانى التى واكبت الحدث فى وقتها لتأثيرها الكبير على النفس والمشاعر والوجدان، رغم ان مئات المطربين قدموا المئات من الاغانى الوطنية فى مختلف المناسبات الوطنية والتى لاقت أيضاً التفاعل مع أبناء مصر الشرفاء.. فحُب الوطن والمشاركة بالأغاني الوطنية، شعور لا يفارق الفنان.. فهو يُعبرً عن مشاعر الانتماء إلى أبناء وطنه، وهي سمة المغنين المصريين فوطنيتهم راسخة داخل الوجدان.