نحب، فنغني.. نحلم، فنغني.. ننتصر، فنغني.. فى أفراحنا نغني.. فى أوقات الحنين للذكريات نغني.. وفى أعيادنا أيضًا نغني.. هى «تركيبة» المصريين عبر أجيال وأجيال.. فلكل مناسبة أغنياتها التى ارتبطت بها وخلدت.. وما أكثر وأجمل أغانى الأعياد التى نرددها مع أبنائنا كما رددها معنا آباؤنا وأمهاتنا.. فللعيد أغنياته التى صارت طقوسًا مصرية خالصة.. معًا نسترجع، ونغني..
أغنية «يا ليلة العيد» لكوكب الشرق أم كلثوم، تعد من أشهر أغنيات العيد وأكثرها ارتباطًا فى الوجدان المصرى بالأعياد، حيث نستطيع أن نطلق عليها أيقونة العيد لكلماتها التى تبعث على البهجة وتجدد الآمال وما تحمله أيضًا من ذكريات وحنين للماضى الجميل..
الأغنية ظهرت فى أربعينات القرن الماضي، وحققت نجاحها الكبير وسطوتها على أغانى العيد فى قلوب المصريين منذ ذلك الحين.
ولأغنية «ياليلة العيد» قصتان طريفتان.. أولاهما أن كوكب الشرق سمعت، أثناء دخولها مبنى الإذاعة المصرية ذات يوم فى سنة 1937، أحد الباعة يروج لبضاعته مرددًا «يا ليلة العيد أنستينا»، وبحسها الفنى الفائق استقرت العبارة فى ذهنها، وحينما دخلت الإذاعة وجدت الموسيقار زكريا أحمد، والشاعر بيرم التونسى فى انتظارها، فطلبت من بيرم أن يكتب لها أغنية يكون مطلعها تلك العبارة التى ارتجلها البائع، لكن بيرم تعرض لوعكة صحية فلم يستطع كتابة كلماتها، فأوكلت سيدة الغناء العربى الأمر للشاعر أحمد رامى كلماتها التى لحنها الموسيقار زكريا أحمد، والتى تقول فى مطلعها: «يا ليلة العيد آنستينا وجددتى الأمل فينا.. يا ليلة العيد، هلالك هل لعينينا فرحنا له وغنينا.. وقلنا السعد حيجينا على قدومك يا ليلة العيد.. جمعتِ الأنس ع الخلان ودار الكاس على الندمان.. وغنى الطير على الأغصان يحيى الفجر ليلة العيد».
أما القصة الثانية فدارت وقائعها فى النادى الأهلى وتحديدًا فى 17 سبتمبر 1944 الذى صادف ليلة عيد الفطر، فغنت السيدة أم كلثوم «ياليلة العيد»، وأثناء غنائها كلمات الأغنية وبينما وصل إلى مكان الحفل الملك فاروق الذى اتخذ مقعدًا وجلس ينصت بعد أن أمر باستمرار الحفل وعدم التوقف عن الغناء، فواصلت كوكب الشرق الغناء مستعينة بذكائها الشديد لتضيف إلى كلمات الأغنية بعض عبارات الترحيب بالملك والثناء عليه، فكان من نتيجة هذا التصرف أن أنعم الملك وقتها عليها بنيشان الكمال من الدرجة الثالثة، لتصبح أم كلثوم بذلك أول فنانة مصرية فى التاريخ تنال لقب «صاحبة العصمة».
كذلك تعد أغنية «الليلة دى عيد» التى غنتها ياسمين الخيام، فى الثمانينات من القرن الماضي، بصوتها القوى ذى المساحات العريضة، واحدة من أجمل أغانى العيد القديمة المعبرة عن فرحة قدوم الأعياد لدى المصريين، وصارت كلماتها تتردد عبر أجيال أيضًا بين الكبار والصغار.. الأغنية من كلمات الشاعر عبد الوهاب محمد، وألحان الموسيقار إبراهيم رأفت، وتقول كلماتها فى مطلعها: «والليلة دى زى السنة دى ارتاح فؤادى واللى فات قبل النهاردة واللى جاى بعد النهاردة والليلة عيد دى الليلادى عيد».
ومن أغانى العيد الشهيرة أيضًا، تلك الأغنية التى غنتها المطربة نور الهدي، من كلمات بيرم التونسي، وألحان فريد الأطرش، بعنوان «هل هلال العيد»، وهى الأغنية التى أعجب بها ملك العود فريد الأطرش فغنى الأغنية نفسها بصوته.. تقول كلمات الأغنية فى مطلعها: هل هلال العيد عالإسلام سعيد.. هل هلاله علينا مبارك شاكر فضل الله تبارك.. متّعنا ياهلال بأنوارك واطلع فوق وزيد.. طوف ياهلال علينا ودور واملا العين جمال ونور.. واملا القلب هنا وسرور بأكتر ما بتريد».
أما أغنية «أهلًا بالعيد» التى غنتها الفنانة صفاء أبو السعود، فقد احتلت مكانتها بين أغانى العيد وتربعت على قلوب المصريين أطفالاً وشبابًا وكبارًا، وصارت علامة مميزة من علامات صباحات الأعياد فى شوارع مصر وبيوتها.. الأغنية من كلمات الشاعر عبد الوهاب محمد، وألحان الموسيقار جمال سلامة، وهى الأغنية التى نستطيع أيضًا تصنيفها ضمن أيقونات العيد، لما تتميز به الأغنية من نعومة الكلمات وبساطتها ولحنها المميز الذى استطاعت صفاء أبو السعود إضفاء المزيد من البهجة عليه بصوتها المبهج، وتم تصوير الأغنية «فيديو كليب» للمخرج شكرى أبو عميرة ويظهر فيه الأطفال والدراجات والحنطور والبالونات وغيرها من مظاهر الفرحة بأيام العيد.. غنت صفاء فى مطلعها: «أهلاً.. أهلاً بالعيد..مرحب.. مرحب بالعيد.. العيد فرحة وأجمل فرحة.. تجمع شمل قريب وبعيد.. سعدنا بيها بيخليها.. ذكرى جميلة لبعد العيد».
كما سبق صفاء أبو السعود، فريق الثلاثى المرح، المكون من وفاء مصطفى وصفاء يوسف وثناء الباروني، إلى أغنية حملت الاسم نفسه «أهلا بالعيد» وذلك من خلال فيديو يصور عادات وتقاليد الأسر المصرية فى الاحتفال بعيد الفطر المبارك.. تقول كلمات أغنية الثلاثى المرح فى بدايتها: «أنوارك هلت ع الدنيا وطلت.. محلاها يا عيد وقلوبنا اتهنت م الفرحة وغنت لك أحلى نشيد.. أهلا بالعيد أهلاً أهلاً».