حرص الرئيس السيسى منذ اللحظات الأولى لتوليه الرئاسة على النهوض بالمجتمع ومواجهة كل مشكلاته بكل جسارة، وبحنكته المعهودة وانسانيته فطن الرئيس إلى ان الاهتمام بالطفل بداية من كونه جنيناً إلى ان يبلغ السن القانونى هو المفتاح السحرى لبناء مجتمع سليم صحياً وعلى قدر كافٍ من الثقافة والتعليم، فهو اللبنة الأساسية لبناء الأجيال ، وتجلى ذلك الاهتمام فى اطلاق العديد من المبادرات الصحية مثل «العناية بصحة الأم والجنين» التى نجحت فى فحص 2 مليون و390 ألف سيدة منذ انطلاقها و توفير العلاج والرعاية الصحية بالمجان للام والجنين، وكذلك مبادرة « الأمراض الوراثية» لحديثى الولادة للكشف المبكر عن 19 مرضاً وراثياً وعلاجهم ايضاً بالمجان، ومبادرة «الكشف المبكر لضعف وفقدان السمع لحديثى الولادة» للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع لحديثى الولادة ، حيث تم إجراء المسح السمعى لـ 5 ملايين ونصف طفل وتركيب سماعات اذن واجراء جراحة زراعة قوقعة اذا لزم الامر.
الكشف المبكر لضعف وفقدان السمع لحديثى الولادة
فحص 5 ملايين ونصف طفل فى 34 مركزاً
انتشرت مشاكل السمع لدى الاطفال وخاصة حديثى الولادة الذين يحتاجون زرع القوقعة بسبب عدم اكتشاف المشاكل السمعية فى وقت مبكر، وبشعور الانسان المسئول اطلق الرئيس السيسى مبادرة للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع لحديثى الولادة فى سبتمبر2019، حيث تم إجراء المسح السمعى لـ 5 ملايين ونصف طفل ضمن المبادرة، حيث تم زيادة أعداد مستشفيات ومراكز الاحالة السمعية لـ 34 مركزا بجميع محافظات الجمهورية وتزويدها بأحدث الأجهزة والمستلزمات الطبية، لتقديم خدمات مبادرة السمع، كما تم زيادة عدد مراكز فحص الكشف السمعى للأطفال بدءا من يوم الولادة وحتى عمر 28 يوماً إلى 3500 وحدة صحية فى جميع محافظات الجمهورية، وتم تحويل 37 ألفا و720 طفلا إلى مستشفيات ومراكز الاحالة بهدف تقييم الحالة بدقة أعلي، وبدء العلاج أو تركيب سماعة للأذن، أو تحويل الطفل لإجراء عملية زرع القوقعة لمن تستدعى حالته، كما تم تحديث شهادة الميلاد وإدراج خانة الفحص السمعى بها، حيث يتم التسجيل من خلال قاعدة بيانات المواليد وملف التطعيمات، وذلك بهدف إنشاء ملف كامل للطفل يتضمن حالته الصحية.
الدكتور احمد مصطفى – مدير معهد السمع والكلام والمدير التنفيذى لمبادرة الكشف وعلاج ضعف وفقدان السمع للاطفال حديثى الولادة – يقول إن المبادرة تقوم على هدف وهو اكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع عند الاطفال حديثى الولادة من خلال عمل فحص سمعى للاطفال بالوحدات الصحية والمنتشرة فى مختلف محافظات الجمهورية ويستهدف الفحص الاطفال من عمر 3 إلى 7 ايام ومن خلاله يظهر ما اذا كان الطفل طبيعيا ام يشتبه فى اصابته بضعف السمع، ومؤخرا تم تحديث شهادة الميلاد ، وإدراج خانة الفحص السمعى بها، حيث يتم التسجيل من خلال قاعدة بيانات المواليد وملف التطعيمات، وذلك بهدف إنشاء ملف كامل للطفل يتضمن حالته الصحية، موضحاً ان الحملة تقدم العلاج بالمجان بهدف خفض نسب الاعاقة السمعية والوصول إلى احصائيات واقعية ومعتمدة لنسبة اعاقة السمع فى مصر كما ان تاخر اكتشاف الاعاقة لا يحقق النتائج المرجوة من العلاج، كما ان هذا المسح يساهم فى نشر الوعى وتثقيف المواطنين بمخاطر ضعف السمع مما سيؤدى إلى خفض نسبة الإعاقة السمعية، فالكشف المبكر بعد الولادة هو الاستراتيجية الامثل للحد من مخاطر هذه الاعاقة وتأثيرها على الاطفال من اجل توفير حياة كريمة خالية من اى اعاقة سمعية.
ويضيف الدكتور حسام عبد الغفار – المتحدث الرسمى لوزارة الصحة وأستاذ الأنف والأذن والحنجرة – ان معدلات الإصابة بضعف السمع مرتفعة بين المصريين، فنسب الإصابة تبلغ فى المتوسط 3 فى الألف وتتراوح ما بين ضعف سمع خفيف أو ضعف سمع شديد أو صمم موضحاً ان هذه المشاكل يمكن تجنبها من خلال الفحص المبكر للمشاكل السمعية وهذا الهدف من مبادرة رئيس الجمهورية حيث يساهم فى التدخل العلاجى المبكر، فالسمع هو البوابة الأساسية لتعلم اللغة لارتباطه بفترة سنية معينة، فبعد 5 سنوات لا تستقبل مراكز اللغة معلومات جديدة، لافتًا إلى أنه فى حال التدخل بشكل مبكر هناك فرصة بنسبة 98٪ أن يكون الطفل طبيعياً عند عمر 5 سنوات، والتأخر فى التدخل الطبى يسبب اعاقة سمعية للطفل ، مشيرا إلى ان تبنى الرئيس هذا الملف هو امر فى غاية الأهمية لحماية صحة أطفالنا وتقليل الاعاقات السمعية و التى يعانى منها حديثو الرضع والتى تسبب قوائم انتظار الجراحات الخاصة بزرع القوقعة والتى تتكلف آلاف الجنيهات وتكبد الدولة ميزانيات كبيرة.
«الأمراض الوراثية» لحديثى الولادة
الاكتشاف المبكر يساهم فى العلاج
بعد تفاقم مشكلة الأمراض الوراثية الخطيرة و حدوث مضاعفات خطيرة ، حيث كان يتم إجراء الفحص لحديثى الولادة لمرضين فقط، الامر الذى فطنت له القيادة السياسية فتم اطلاق مبادرة الكشف عن «الأمراض الوراثية» لحديثى الولادة ليصل عدد الامراض التى يتم الكشف عنها إلى 19 مرضاً وراثياً وتقديم العلاج بالمجان بهدف الوصول إلى جيل صحى وخالِ من مسببات الإعاقة، ومن المقرر أن تشمل المرحلة الثانية للمبادرة إجراء المسح الطبى لجميع حديثى الولادة بكافة الحضانات بالمستشفيات الجامعية ومستشفيات القطاع الخاص والوحدات الصحية على مستوى الجمهورية بمعمل مجهز بأحدث الأجهزة العالمية فى مجال الكشف عن الأمراض الوراثية، كما تم تخصيص 25 مركزاً لعلاج المرضي.
الدكتورة ناهد عبد الخالق – مدير الإدارة العامة للحد من الإعاقة – تقول إن مرض التمثيل الغذائى هو اضطراب فى عملية الاستفادة من الطعام فمثلا عملية تكسير المادة المتناولة إلى أجزاء صغيرة يسمى الهضم وعملية تحويلها إلى مادة أخرى يستفيد منها الجسم هى التمثيل الغذائى أى تحويل جزيئات الطعام من صورة إلى اخرى بمساعدة أنزيمات الجسم للاستفادة منها وأحيانا يتم ذلك للتخلص من أشياء معينة فهناك أكثر من 80 عملية تمثيل غذائى تتم فى الجسم ويعد الكبد هو مصنع التخلص من السموم فعندما يصاب الطفل بخلل فى التمثيل الغذائى فإن المادة التى يأخذها من الطعام لا تصرف وتتراكم ومنها الضار الذى يؤثر بالسلب على المخ، ونظراً لخطورة مرض التمثيل الغذائى فقد تم إضافته لبرنامج المسح القومى حيث يتم اكتشافه لدى الأطفال حديثى الولادة عن طريق التحليل الخاص «بالكعب» وعند التأكد من إصابته بالمرض يتم تقنين البروتين الداخل إلى جسمه مع ضرورة وقف الرضاعة الطبيعية واعطائه لبناً بديلاً مخصصاً للأطفال المصابين بالتمثيل الغذائى بحيث يكون خالياً تماما من مادة «فينيل الانين» وهو حمض أمينى أساسى لكل طفل بالاضافة إلى مادة «تيروسين»، مؤكدة ان أى تأخير فى علاج المرض يؤثر على نمو الطفل ودرجة ذكائه ويسبب على المدى الطويل التخلف العقلي.
ويضيف الدكتور سيد حسن -استشارى الاطفال وحديثى الولادة – هناك العديد من الحالات المصابة بالامراض الوراثية والتى لم يتم اكتشافها مبكرا إما لعدم إجراء عينة «كعب القدم» أو أن العينة لم تؤخذ بشكل صحيح مما يمثل خطورة بالغة على حياة الأطفال حيث تبدأ أعراض التأخر النمائى أو ما يعرف بـ «تأخر النمو» فى الظهور والتى تشمل كل وظائف الجسم والمتمثلة فى عدم التعرف على المحيطين وعدم الفهم وتأخر النطق والحركة وعدم القدرة على تمييز الاشياء من حوله فيكون التأخر الذهنى أسرع من التأخر الحركى خاصة عند الحالات التى لا يمكن اكتشافها الا بعد 5 أشهر من الولادة وفى هذه الحالة لا يمكن علاجهم نظرا لأنهم أصيبوا بالإعاقة الذهنية ولهذا جاءت اهمية المبادرة بأن يكون هذا التطعيم اساسياً خلال ايام من الولادة حتى يتم الاكتشاف المبكر وسرعة علاجهم بحيث يتم منع الرضاعة الطبيعية واعطاء اللبن البديل لعدة ايام ثم تتم الرضاعة الطبيعية بشكل تدريجي.
فحص 3 مليون و390 ألف سيدة
للحفاظ على صحة الأم والجنين
المتخصصون: اكتشاف الأمراض التى تنتقل وراثياً.. والتشخيص المبكر يحمى الأجنة
نجحت المبادرة الرئاسية «العناية بصحة الأم والجنين» فى فحص 2 مليون و390 ألف سيدة منذ انطلاقها، مع توفير العلاج والرعاية الصحية بالمجان حيث تقدم خدماتها من خلال الوحدات الصحية ومراكز الأمومة والطفولة 90 مركزاً على مستوى الجمهورية ويشارك فيها 4 آلاف فريق طبى مدربين، وتشمل إجراء فحص إكلينيكى لتقييم الحالة العامة للحامل والجنين، واكتشاف عوامل الخطورة التى قد تصاحب الحمل والتطعيم ضد التيتانوس وقياس الطول والوزن وضغط الدم وإجراء تحاليل متنوعة للكشف عن الإصابة بالأنيميا، بالإضافة إلى صرف المغذيات الدقيقة اللازمة للأم أثناء الحمل.
الدكتور محمد امام راشد – استشارى نساء وتوليد ومدير مستشفى عين شمس العام سابقا – يؤكد ان المبادرات الرئاسية مكنتنا من منع انتقال عدوى مرض فيروس نقص المناعة البشرى من الأمهات الحوامل المصابات بالمرض إلى الأجنة بنسبة 100٪، ومنع انتقال عدوى فيروس التهاب الكبدى B بنسبة 99٪، وذلك منذ انطلاق المبادرة فى مارس 2020 و هذه النسب تتجاوز المتوسط العالمى لمنع انتقال الأمراض المتنقلة من الأم إلى الجنين، فهى من الانجازات الكبيرة التى حدثت فى مصر، ففى الماضى كانت تحدث نسب وفيات كبيرة اثناء الحمل او بعد الولادة وهذه المبادرة لصالح صحة الام والجنين قبل وبعد الولادة فهى تهتم بالكشف عن الامراض التى تعتبر ذات خطورة عالية أثناء الحمل والتى قد تضر بالجنين مثل امراض السكر وارتقاع الضغط والقلب والزهرى والذى يعد من اهم عوامل الخطورة على الجنين لانه قد يؤدى إلى حدوث تشوه بالاجنة، واجهاض مبكر وقد يحدث ولادة مبكرة
ويوضح امام، ان مرض نقص المناعة البشرى «الايدز» احد اهم الامراض التى تمثل خطورة كبيرة على الام والجنين، فالاكتشاف المبكر لهذه الامراض يسهل العلاج فى مراحله الاولى ولتفادى حدوث اى مضاعفات او تطورات صحية خطيرة مشددا على ضرورة ان تستهدف الحملة الاماكن النائية والقرى والارياف وذلك لنقص الثقافة وقلة الوعى بأهمية الكشف المبكر وعمل التحاليل اللازمة ومتابعة الحالة الصحية بالمجان لان هذا الامر قد يكون مكلفاً ماديا والتوعية بخطورة هذه الامراض والتعامل معها وتقديم العلاج المناسب حتى تمر المرأة المصرية بفترة الحمل بأمان.
ويضيف الدكتور أحمد على – أستاذ أمراض النساء والتوليد بقصر العينى – ان المبادرة تهدف إلى دعم صحة الام والجنين حتى بعد الولادة لمدة تصل إلى 42 يوماً وفى هذه المبادرة يتم التطعيم ضد التيتانوس خاصة فى المناطق الريفية وقياس ضغط الدم والسكر وقياس الطول والوزن والكشف المبكر عن الاصابة بفيروس بى والكشف عن فيروس نقص المناعة البشرى ومرض الزهرى واعداد المصابين به فى مصر قليلة جدا، كما يتم صرف المغذيات الدقيقة اللازمة فى فترة النفاس ويتم اجراء فحص اكلينكى لتقييم الحالة العامة للحامل والجنين والتحاليل المتنوعة و اللازمة للكشف عن الاصابة بالانيميا، موضحاً انها من المبادرات الهامة لانها استهدفت المرأة وهى نصف المجتمع والطفل وهو نواة اى مجتمع فالتوعية الصحية للسيدات الحوامل التى تقدمها الحملة والكشف عن الامراض المختلفة يمكننا الحفاظ على حياة الجنين فى حالة اصابة الام بأى مرض.