الدولة حريصة على تعزيز التنمية المستدامة.. و إنهاء عشوائيات السكن والفكر
قالت د.جيهان حسن مدير عام ثقافة الطفل والمشرف العام على المشروع الثقافى للمناطق بديلة العشوائيات فى وزارة الثقافة إن المشروع عمل كبير من أجل مساندة المواطنين فى الأماكن الآمنة فى القاهرة والمحافظات وبناء أجيال جديدة واعية فى إطار إنهاء عشوائيات السكان والفكر.
وأضافت فى حوار مع «الجمهورية الأسبوعي» ان المشروع الثقافى بتوجيهات القيادة السياسية هو بناء الإنسان فى هذه المناطق التى أصبحت آمنة ما يعنى أنه مشروع ينهى عشوائيات السكن والفكر.
وقالت د.جيهان حسن ان المشروع الثقافى يؤكد حرص الدولة على العمل المتكامل فى اتجاه «جودة الحياة والحياة الكريمة» وهو تنفيذ دقيق يحقق «رؤية مصر 2030» والتى تستهدف تكامل مشروعات العمل فى تحقيق الحياة الكريمة للمواطن المصرى وخاصة فى الأماكن الجديدة التى تم نقل سكان العشوائيات إليها فى العشر سنوات الأخيرة.
< بداية.. ماذا عن المشروع الثقافى لبناء الإنسان والبرنامج الذى يقدمه لبناء الإنسان فى مناطق بديل العشوائيات؟
– بعد بناء الحجر، لابد من الاستمرار فى بناء البشر تلك المنهجية التى فطنت إليها الدولة التى سخرت جهودها وصولا إلى تلك اللحظة الفارقة باتجاه بناء الإنسان المصري، بناء يليق بقيمته أولا كإنسان، وبوطنه وتاريخه وبحلمه فى مستقبل يتسق ويليق بكل هذه المكونات، وتوفير حياة كريمة.. وبعد أن تهيأت المفردات الأولى والضرورية والاساسية والحياتية من وحدات سكنية على مستوى راق يتوافر بها جميع الخدمات المعيشية من خطوط مواصلات ومستشفيات ومتنزهات ومدارس، ولأن حياة الإنسان بالقطع والضرورة تتأثر بوعيه وثقافته ووعيه، حيث تصير حياته أرقي، تضمنت تلك النقلة خطة موازية ومهمة لتحقيق رؤية مصر 2030 بتعزيز التنمية المستدامة والعدالة الثقافية ودعم أبناء وأهالى المناطق الجديدة الآمنة، عبر دعم عناصر تلك المجتمعات الجديدة من البشر بتطوير مهارات الطفل والمرأة والشباب، وتشجيع الإبداع والابتكار مع دمج الثقافة فى استراتيجيات التنمية البيئية والاجتماعية وهذه كانت من أهم أهداف ثورة 30 يونيو وهذا ما تحققه وزارة الثقافة فى هذا البرنامج.
< ما بين النقطة التى يقف عندها المشروع حاليا وما بين البدايات منذ خمس سنوات كيف طور المشروع من أهدافه وفعالياته وأنشطته؟
– كان من أهم أهدافنا الرئيسية تحسين جودة حياة الاهالى داخل الاسكان البديل تبنينا فكرة «أحلم ونحن نجيب»، حيث ادركت الدولة المصرية، ضرورة بناء الانسان حتى عندما وجدت الدولة الأطفال والأهالى فى درجة من الوعى وارتقاء الحس ويرفضون التوصيف بـ»العشوائيات»، فى الأخبار المتداولة حتى لو كان الحديث عن ماض، لأنهم أيقنوا وصدقوا أنهم انتقلوا بأجسادهم وعقولهم وأرواحهم إلى أفق مغاير، تم التعامل مع هذا ولم تستخدم الدولة هذا الوصف، فهناك احترم لآدميتهم وإنسانيتهم والتنمية الثقافية التى ظهرث ثمارها فى الآونة الاخيرة هى تنمية متكاملة متداخلة مع جميع الوزارات ظهرت ملامحها فى «الأسمرات، أهالينا، الخيالة، روضة السيدة، معا، حدائق أكتوبر، بشائر الخير»، سواء فى القاهرة والجيزة أو فى المحافظات الأخري، وكان بديعا أن تتكاتف أجهزة ومؤسسات الدولة لحصد ثمار هذا التعاون المثمر الذى يستثمر فى الإنسان من وزارة الثقافة، والتربية والتعليم، والأوقاف والمجلس القومى للمرأة، والصحة والسكان، والبيئة، والتضامن الاجتماعي.
وكان من أهم أهداف المشروع الثقافى فى المناطق الآمنة السعى الدءوب لتحسين جودة حياة المواطن بتقديم منتج ثقافى وفنى هادف، وتحقيق مبدأ العدالة الثقافية، ووصول الخدمات الثقافية لجميع فئات المجتمع.
< ماذا عن أهم الفعاليات التى يقدمها المشروع الثقافى قى الاعياد والمناسبات الاجتماعية فى مناطق المناطق الآمنة؟
– أطفال المناطق الحضارية أمانة.. مهمتنا تنمية مواهبهم وقدراتهم. ونحرص على تواجدنا فى كل الاعياد والمناسبات الدينية من خلال عروض مسرحية وترفيهية للاطفال وتوزيع الهدايا وعمل مسرح للعرائس وعمل ورش فنية يشارك الاطفال بعمل كارت معايدة بطريقة الطباعة بالاستنسل بالألوان المائية على ورق كانسون أبيض ورسومات جميلة من ابداعهم ونجحنا فى هذه المناطق من خلال فعاليات متنوعة للأطفال ببرنامج «فرحة العيد» الذى تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة فى كل عيد ضمن المشروع الثقافى المقدم برعاية وزارة الثقافة إضافة إلى برامج أخري.
< ما الفئات التى يستهدفها المشروع الثقافى فى الأماكن بديلة العشوائيات؟
– نحن نستهدف كل فئات المجتمع، ولكن نركز اهتمامنا على الطفل بشكل أكبر وأخطر لأننا ندرك بأننا اذا أردنا تغيير المجتمع لأفضل وعمل نقلة نوعية حضارية فعلينا بالطفل والاهتمام به مستقبليا كى نخرج أجيال الجمهورية الجديدة وهذه من أولى توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو الاهتمام الكبير بأبناء الجمهورية الجديدة.
وحرصنا من خلال المشروع الثقافى على عمل برنامج فى معرض الكتاب السابق بعنوان «النزاهة والشفافية لمكافحة الفساد»حرصنا من خلال هذا البرنامج على توعية الاطفال بخطورة الفساد وكيفية محاربته وتأثيره السلبى والخطير على دولته حتى ينشأ اطفال من صغرهم على القيم والأخلاق يرفضون الفساد.
< كيف يتم التنسيق بين الوزارات المختلفة والمشروع الثقافى لتحسين جودة الحياة داخل الاسكان البديل؟
– بديع أن تتكاتف أجهزة ومؤسسات الدولة لحصد ثمار هذا التعاون المثمر الذى يستثمر فى الإنسان من خلال وزارات «الثقافة، والتربية والتعليم، والأوقاف والمجلس القومى للمرأة، والصحة والسكان، والبيئة، والتضامن الاجتماعي». وكان لافتًا العمل الثقافى الملهم فى تلك المناطق، والسعى الدءوب لتحسين جودة حياة المواطن بتقديم منتج ثقافى وفنى هادف، وتحقيق مبدأ العدالة الثقافية، ووصول الخدمات الثقافية لجميع فئات المجتمع، فكان هناك التنسيق بين المشروع الثقافى ووزارة الصحة.
أيضا نتحرك فى اتجاه الاهتمام بصحة الأسرة المصرية كأساس للمجتمع، بعمل ندوات تثقيفية للتوعية بالاهتمام بصحة المرأة وحملات تنظيم الاسرة والكشف المبكر على الأمراض «والنظافة الشخصية وطرق الحماية والوقاية من الامراض المختلفة؛ بالاضافة الى حملات التوعية بخطورة تعاطى المواد المخدرة وننسق مع وزارة الاوقاف لتقديم خطاب دينى وسطى وتثقيف دينى بين الاهالى بعيدا عن التطرف الفكرى والارهاب.. كذلك التنسيق مع وزارة البيئة لعمل مبادرات توعية بضرورة الحفاظ على البيئة من التلوث والاضرار مثل مبادرة «اتحضر للأخضر».
< وماذا عن الاهتمام.. بالثقافة الأثرية وزيارة الأماكن التراثية؟
– من الأمور الجميلة التنسيق الذى حدث بين المشروع الثقافى وبين المجلس الأعلى للآثار على مستوى الجمهورية بعمل رحلات وزيارات لجميع المتاحف والأماكن الأثرية بتوفير أتوبيسات تنقل الاطفال إلى المتاحف والآثار وتكون عليهم فى الرحلات وبهذا نكون قد نجحنا فى بناء الطفل وتمكينه ثقافيا وفنيا وكذلك مشاركة والدته معنا فى زيادة وعيه ووعيها هى الاخري.. من خلال عمل زيارات ميدانية للمواقع التى يمكن من خلالها قراءة جزء من التاريخ المضيء للوطن مثل قلعة صلاح الدين، ومسجد محمد علي، وبانورما 6 اكتوبر ومتحف الحضارات الأمهات مشرفات والمركبات، حيث تجول الأطفال داخل المتاحف، ويتعرفون على أهم وأشهر المركبات الملكية القديمة التى كانت تستخدم كوسيلة تنقل وكذلك أنواع وأشكال الأزياء التى كان يرتديها الفارس أو القائد وأيضأ أشكال مختلفة للحلى فى تلك الحقبة الزمنية.
وزيارة الأطفال للمتاحف والآثار ومبادرة تبسيط التراث بالتعاون مع وزارة الآثار أدت إلى نشر الوعى الثقافى والمواطنة والتنمية الذاتية حيث شعر الطفل من خلال الزيارات انه جزء من الوطن وأصبح الان يريد أن يكون جزءاً من المستقبل يعرف هويته ويصنع مستقبله.
والقيادة السياسية تهتم برعاية وتنمية الأطفال فى مختلف المجالات، ونشر الوعى بالمجالات الحياتية المختلفة، وأن زيارة المناطق الآثرية تعنى تعرف الطفل على لمحات مهمة من تاريخ وطنه، بما يرسخ لديه قيم المعرفة والهُوية وتعظيم قدر الوطن.
كذلك نحرص على عمل المكتبة المتنقلة مع بداية كل شهر فى مناطق روضة السيدة وأهالينا والخيالة والأسمرات ومعا وحدائق أكتوبر والتى تضم مجموعة من الكتب الثقافية والدينية والعلمية تناسب كل الاعمار توافر هذه المكتبة عمل نقلة توعية خطيرة بين الاطفال والشباب فى هذه المناطق بتعزيز حبهم للقراءة والاطلاع وللمعرفة.
< الصناعات الإبداعية مشروع كبير ترعاه وزارة الثقافة بهدف الحفاظ على الحرف التراثية وفى نفس الوقت نوع من التمكين الاقتصادى فى تلك المناطق.. كيف استفدتم من هذا وماذا عن دور المشروع الثقافى فى التمكين الاقتصادى؟
– الأكيد كان هذا هو المطلب الاول لسكان هذه المناطق فجميعهم يعانون من مشاكل اقتصادية ومادية وكان هذا هو الدافع القوى لدينا بعمل ورش تعليمية لتعليم الحرف المختلفة وتم بالفعل دعم المرأة المصرية وتمكينها اقتصاديا بتعليمها الحرف والأشغال اليدوية، ورأينا الإقبال والاهتمام بالمشروعات الثقافية المقدمة من ورش تعليم خياطة، وكذلك تفصيل الملايات والاغطية وعمل ورش لتعليم صناعة الخرز والحلى وتفصيل الملابس وتعليم عن التريكو هو الكورشية لصناعة الشنط وبيعها وكذلك إعادة تدوير والتمثيل والأداء المسرحي، مناطق روضة السيدة وأهالينا والخيالة و الأسمرات وحدائق أكتوبر.
هكذا نجح المشروع الاقتصادى فى خلق فرص عمل كبيرة وتوفير مصدر دخل لكثير من الأسر الفقيرة والنساء المعيلات فى ظل غياب الرجل احيانا فساعدتهم الورش فى تعلم حرف وصناعات ابداعية جديدة تعينهم على صعوبات الحياة.
< كيف ساعدت ورش العمل على اكتشاف المواهب الفنية من الأطفال وكيف تتم مساعدتهم فيما بعد؟
– ساعدت ورش العمل على اكتشاف مواهب الكثير من الاطفال فى الرسم والتمثيل والفنون الشعبية قدمنا أول طفل وطفلة راقصين تنورة فى حى الاسمرات وتم تكوين فريق للكورال من أجمل الاصوات وقدمنا مسرجية أبطالها جميعهم من الاطفال بعنوان «بكرة أحلى من النهارده» كانت رسالة المسرحية هى مشاركة الاطفال فى التنمية المستدامة وكان توجه مؤلف وكاتب المسرحية بتوجيه الأطفال بأنهم جزء من المستقبل يشاركون فيه ويصنعونه بأيديهم.
< كيف نجحتم فى منطقة معا.. رغم أنه كانت هناك صعوبات فى البداية؟
– منطقة «معا» كانت من المناطق التى وجدنا بها صعوبة فى التعامل معها،
ولكن مع عمل الدورات التوعوية والثقافية تغير الامر جذريا ونجحنا فى التفاعل مع المنطقة والعمل على إعادة بناء الانسان وتأهيله من جديد، فنجحنا فى إعادة توجيه الأفكار من أجل الحفاظ على المكان الذى يعيشون فيه من خلال الندوات والمحاضرات الاسترشادية وبهذا نجحوا فى الحفاظ على المساحات الخضراء الواسعة والمبانى فيها وارتبطوا به ارتباطا نفسيا مقدرين دور الدولة الرائع فى نقلهم نقلة حضارية مميزة تحترم آدميتهم وحقهم فى الحياة.
< تم تقديم قوافل مائية فى منطقتى أهالينا والمحروسة فما هى القوافل المائية وما الهدف منها؟
– فى البداية كان هناك العديد من الشائعات بين سكان الاسكان بديل العشوائيات أن المياه فى هذه المناطق غير صالحة لاستخدام، وبمجرد سماعنا لهذه الشائعة قمنا بالتواصل مع الشركة القابضة للمياه بعمل قوافل مائية تجوب كل مناطق الاسكان البديل وعمل تحليلات للمياه لاثبات بأن المياه صحية وليس بها أى شوائب على الاطلاق وصالحة لاستخدام، وبالفعل نجحنا فى اثبات الحقائق للسكان وبدأنا فى توعيتهم بضرورة الحفاظ على كل قطرة ماء وترشيد الاستهلاك لأن المياه هى الحياة. وبالفعل بدأ فى السكان فى خلق طرق جديدة لترشيد المياه والحفاظ عليها.