رحيل الفنان أحمد فرحات «1947- 2024» المعروف بلقب أشهر طفل فى السينما المصرية، يعيد إلى الاذهان الحديث عن «أطفال السينما» الذين تألقوا على الشاشة فى عصرها الذهبى منهم من استمر وحقق نجاحاً كبيراً، ومنهم من توقف بعد عدد قليل من الافلام ومن هؤلاء أحمد فرحات الذى أحبه الجمهور منذ شاهده فى فيلم «شارع الحب» عام 1958 وكان يبلغ من العمر 11 عاماً، وفى ذلك الفيلم يظهر فى المشهد الشهير الذى يرقص فيه على موسيقى أغنية «قولولو الحقيقة « لعبد الحليم حافظ بصحبة نجوى فؤاد وعبدالسلام النابلسى وزينات صدقى وعبدالمنعم ابراهيم ورياض القصبجى والخواجة بيجو.
ظهور «فرحات» وسط هذه الكوكبة من الفنانين منحت الطفل الموهوب شهادة ميلاد فنية موثقة وممهورة بتوقيع كل هؤلاء النجوم، ظهر بعدها فى 31 فيلماً آخرها «معبودة الجماهير» عام 1976 وبعد ذلك تفرغ للدراسة فى معهد التعاون واختار تخصص «الاتصالات» وقد كان من التخصصات الجديدة فى تلك الفترة وتفرغ تماماً لعمله وعاد للظهور فى بعض المسلسلات لكن تكوينه الجسمانى حد من إختياراته بالتالى كانت فترة طفولته هى أفضل فترات حياته وكان الجمهور على حق عندما تعلق به فى ذلك السن.
نفس الموقف حدث من قبل مع الفنانة فيروز التى اشتهرت بلقب «الطفلة المعجزة» بعد ان اكتشفها أنور وجدى وقدمها عام 1950 فى فيلم «ياسين» وكانت تبلغ من العمر 7 سنوات وحققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وشاهدها الجمهور فى 10 أفلام لكنها اعتزلت وهى فى سن الخامسة عشرة وهو عكس ما حدث مع الطفلة فاتن حمامة فى فيلم «يوم سعيد» مع الموسيقار محمد عبدالوهاب وقامت بدور الطفلة «أنيسة» كانت تبلغ من العمر 9 سنوات ولكنها استمرت وتألقت وأصبحت سيدة الشاشة العربية، وهى أيقونة السينما لامصرية فى عصرها الذهبي.
الطفل أحمد يحيى ظهر مع عبدالحليم حافظ وفرودس محمد فى فيلم «حكاية حب» عام 1958 لم يستمر كممثل ولكنه إتجه للاخراج وحقق نجاحاً كبيراً أما الطفلة دينا عبدالله التى قامت بدور «رويتر» فى فيلم «الحفيد» 1947 مع عبدالمنعم مدبولى وكريمة مختار نجحت كممثلة وهى صغيرة ولكنها اختارت العمل كمذيعة عندما انهت دراستها الجامعية.
والفنان كريم عبدالعزيز بدأ مشواره وهو طفل فى فيلم «المشبوه» مع عادل إمام 1891 لكنه تألق عندما أصبح شاباً وبعد تخرجه فى معهد السينما أصبح أحد كبار نجوم السينما المصرية اليوم بالاضافة إلى عمله فى أهم المسلسلات التليفزيونية وقام فى رمضان الماضى ببطولة مسلسل «الحشاشين».
وفى فيلم بحب السيما عام 2004 يقع اختيار المخرج أسامة فوزى على الطفل يوسف عثمان للقيام ببطولة الفيلم ويحقق نجاحاً كبيراً مع ليلى علوى ومحمود حميدة وزكى فطين عبدالوهاب ويظهر يوسف عثمان بعد ان اصبح شاباً فى بعض الافلام والمسلسلات لكن فى أدوار قليلة ومتباعدة.
كان الراحل أحمد فرحات تحيل الجسد ويبدو فى سن أصغر من حقيقته وظهر ذلك فى فيلم «إشاعة حبش» وكان يبلغ من العمر 31 عاماً لكنه يبدو فى سن السادسة أو السابعة أمام هند رستم وعمر الشريف ويوسف وهبي.
رحم الله أحمد فرحات الذى أعاد رحيله ذكريات جميلة على شاشة السينما.. عاشت معنا وسوف تعيش طويلاً.