بدأت شوادر بيع حلوى المولد النبوى فى الانتشار فى شوارع الغربية كعادتها كل عام، الجميل ان هذه الشوادر تتبارى بشكل لافت للانظار لعرض الحلوي، حيث تستعد مصانع الحلوى داخل المحافظة للتصنيع والانتاج قبل المولد بشهرين لأنه أهم موسم تصنيع لهم ويعتمد عليه الكثيرون، ولكن الامر اختلف هذا العام نتيجة ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج من سكر وسمسم بالاضافة الى مواد التغليف من علب وغيرها، وكذلك تزامن المولد النبوى مع الاستعداد لعودة الدراسة، كل ذلك ادى الى تأخير التصنيع فى العديد من المصانع، حيث ان أغلبهم فضل البدء قبل الذكرى بشهر هذا العام تخوفا من الركود، ورغم كثرة الشوادر التى تملأ الشوارع الا ان الاقبال ضعيف هذا العام، ويتوقع التجار ان يتزايد خلال هذا الاسبوع مع اقتراب موعد الذكرى التى تحل فى الثانى عشر من شهر ربيع الأول والذى يوافق هذا العام يوم السادس عشر من شهر سبتمبر.. الجمهورية تجولت بين المصانع لاستطلاع رأى صُنّاع الحلوى والتجار.
«زيادة التكلفة»
إبراهيم الصياد – صاحب مصنع من اقدم مصانع الحلوى بالغربية – توارث هو واخوته المهنة من اجدادهم، يقول الصياد: ان المولد النبوى الشريف اهم موسم تصنيع لهم ويعتمدون عليه بشكل اساسى فى ادخار مصاريف تساعدهم طوال العام، ولكن الحال تبدل خلال العامين الماضيين وازداد هذا العام فالجميع يتعامل هذا العام بحذر، بدءاً من الكميات المصنعة ونهاية بالكميات المعروضة للبيع، ويرجع ذلك لارتفاع اسعار الحلوى عن العام الماضى بنسبة 40٪ نتيجة ارتفاع اسعار الخام مثل السكر من 23 جنيها الى 35 جنيها وكذلك باقى الخامات مثل السمسم والسودانى والعسل وغيرها من الخامات، بالاضافة الى مواد التغليف من أوراق وعلب، كل ذلك كان سببا رئيسيا فى ان نبدأ التصنيع هذا العام قبل شهر من الموسم رغم اننا كنا نبدأ قبله بشهرين انتظرنا هذا العام.
محمد الصياد يؤكد ان الزيادة لم تقتصر على الخامات فقط،وانما ايضا شملت أموراً أخرى مثل اجرة الايدى العاملة، وكل هذه يرفع تكلفة التصنيع وبالتالى تكلفة المنتج، بالاضافة الى انه صادف الاستعداد للمدارس خلال العام الماضى والحالي، كل ذلك ادى الى ضعف الطلب والاقبال.
«ننتظرها من العام للعام»
أضاف منذ 4 سنوات كنا نعمل ليلا ونهارا من اجل توفير الكميات المطلوبة منا ورغم كثرة الايدى العاملة كنا لا نلاحق سوق الطلب، اما الان أصبحنا نعمل انا واخوتى مع القليل من العمالة نتيجة حالة الركود، ونتمنى من الوزارات المعنية توفير الخامات لنا باسعار مخفضة لاصحاب المصانع خلال المناسبات والمواسم على الاقل ومراقبة التصنيع والبيع لان ذلك سيساعدنا فى توفير المنتج باسعار مخفضة وبالتالى ستكون حركة البيع والشراء اكثر من الان، وستخفف بهذه الطريقة عن كاهل الأسرة المصرية.
أشار محمود إبراهيم صاحب شادر الى انه يقوم باعداد هذا الشادر لبيع حلوى المولد حيث يكون فرصة تجارية جيدة له يعتمد عليها طوال العام، ولكن هذا العام هناك ركود شديد واقبال ضعيف جدا من الاهالى، ورغم ذلك فالكميات التى يتم سحبها من المصانع كما هى حتى الآن لكنه يتوقع ان يتزايد الاقبال خلال النصف الاول من شهر سبتمبر ومع اقتراب موعد الذكرى النبوية الشريفة.
«المدارس والمولد»
واكد طارق عبدالمنعم صاحب شادران اهم سبب وراء ضعف الاقبال فى تقديره اختلاف الأولويات عندهم مثل شراء مستلزمات المدارس فى الوقت الحالي، وذلك لتزامن الاحتفال بالمولد مع بدء العام الدراسي، فالبرغم من ان الزيادة ليست كبيرة نظرا للكميات التى اعتاد الاهالى على شرائها فالاسعار العام الماضى كانت تتراوح بين 100 الى 150 وزادت هذا العام من 140 الى 190 وتصل فى بعض الحلويات المميزة التى تشمل مكسرات الى 650 جنيها، ولكن السوق به ركود، وهذا ما نتمنى ان يتغير مع اقتراب الذكرى الكريمة خاصة ان قطاع صناعة الحلوى يشمل مصانع وعمالا موسميا بمعنى ان هذه المناسبة تمثل لهم اهم دخل سنوى.. وأوضح فهمى الغفير تاجر: انه اعتاد كل عام شراء 2 كيلو لبيته و2 كيلو لكل بنت من بناته الثلاث ولكن منذ العام الماضي، قام بتقليل الكمية الى كيلو واحد فقط، فالامر هو مجرد ادخال السعادة الى منزله ومنزل بناته فليس بالكمية انما بأى شيء للشعور بهذه الذكرى العطرة.. وقالت ندا على موظفة: اقوم بشراء الحلوى كل عام لاسعاد اولادى فهم يعشقون السودانية، وكنت احب دائما ان احضر لهم كبيرة لهم خاصة انها مناسبة لا تتكرر سوى كل عام، ولكن مع ارتفاع الاسعار اصبحت افضل شراء ثلاث قطع فقط لكل ولد من اولادى الاربعة، فى محاولة لادخال البهجة والسعادة عليهم، خاصة انى اتذكر فى الماضى كان ابى »رحمه الله« يشترى لنا من كل الاصناف وكان يصمم على شراء عروسة لى وحصان لاخوتى الاولاد، وكنا نشعر بسعادة لا توصف وهو ما نحاول ان نفعله مع ابنائنا ولكن الظروف المادية اصبحت اكثر قسوة من الماضى.