قد يصادف أن تعمل معروفا صغيرا وبسيطا جدا من وجهة نظرك لانسان سواء كنت تعرفه أو لا تعرفه من باب الشهامة، ومن باب التعاطف ثم تنساه وتمضى الأعوام ولكن الله لا ينسى فتجد ان الخير الذى فعلته لهذا الشخص عاد إليك أضعافا مضاعفة وربما بعد وقت طويل وإذا بحثت فى حياتك ستجد انك مررت بشيء من هذا القبيل.. والعكس صحيح إذا صدر من شخص شىء سيء تجاه احد وخطط له المكائد.. سيأتى اليوم الذى يعود اليه ما فعله من شر ولو بعد حين فمن سنن الله الثابتة ان الجزاء من جنس العمل فلابد انك ستشرب من نفس الكأس حلوها ومرها وسأسرد قصة تدعم ذلك ففى اسكتلندا انقذ فلاح فقير فتى صغيرا من مستنقع خطير وفى اليوم التالى طرق باب الفلاح سيد ثرى وقال للفلاح انه والد الطفل الذى انقذه الفلاح وقدم له مبلغاً من المال على سبيل المكافأة فرفض الفلاح المبلغ ولكن الثرى عرض عليه عرضا اخر ليعبر عن امتنانه للفلاح فعرض عليه ان يصطحب ابنه ليعلمه ارقى تعليم ممكن فقبل الفلاح العرض ومرت السنوات وتخرج ابن الفلاح فى كلية الطب ليصبح سير اليكسندر فليمنج مكتشف البنسلين ومرة اخرى تعرض ابن الثرى للالتهاب الرئوى وانقذه ابن الفلاح اليسكندر فليمنج عندما وصف له البنسلين فالفلاح بمعروفه البسيط الذى ربما لم يلق له بالا اصبح ابنه من مشاهير الطب فى العالم كله.. فقليل ان تنتقى ما تلقى به الناس فقد يعود اليك الحجر جبلاً وقد تعود اليك الزهرة حديقة.
علمتنى الحياة
علمتنى الحياة ان كل شىء فى الدنيا يمكن تعويضه إلا شىء واحد اسمه «الكرامة» لان الكرامة هى اغلى واعز ما يمتلكه الانسان والتى بدونها لا يذوق المرء طعم السعادة ان كل الجروح يمكن ان تندمل لكن جرح الكرامة جرح غائر وعميق ويستعصى على الإلتئام وفى سباق الحياة افعل ما تشاء ولكن بشرط ان تضع الكرامة فى المقدمة دائما ويخطيء من يظن ان فى الاعتذار عن الخطأ اهانة للكرامة وانما العكس صحيح.. وكثير من رفاق مشوار العمر اعتبرتهم مثلا أعلى لان سلوكهم كان اقوى من اعاصير الزمن وعندما ضاع منهم كل شىء كانت الكرامة هى السند والملاذ الوحيد له.
وقد قال لى احدهم وهو على فراش المرض إذا لم تحى على الأرض بكرامة فمن الافضل ان تعيش فى باطنها رحم الله كلاً من الكبير محسن محمد والصديق سعيد عبدالخالق وصديق العمر أحمد رجائى وكانت هذه من المرات القليلة التى تغلبنى فيها دموعى الممزوجة بعميق الاحترام لمن رحل عن دنيانا منذ سنوات طويلة لكنه مازال وسيظل صديقى.. وأيضاً الذين رحلوا مؤخراً الزملاء أحمد بيومى وحلمى بدر و نجوان محرم و عبد الوهاب اليرقانى .. رحم الله الجميع.
وفى النهاية كيف السبيل لان نحيا بلا ألم فى عالم بات فيه الغدر عنوانا.