أثار قيام محافظة القاهرة بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار بصيانة أسدى كوبرى قصر النيل ضمن صيانة التماثيل التاريخية بالميادين العامة حالة من الجدل وردود الفعل الغاضبة من قبل المهتمين بالفن التشكيلى والتراث والذين رأوا أن استخدام هذه الأساليب فى الترميم والصيانة تهدد القيمة الفنية لتلك المعالم المهمة.
بينما رأى أساتذة آثار إسلامية وترميم وصيانة أن الطريقة التى اتبعها مرممو المجلس الأعلى للآثار فى صيانة أسدى كوبرى قصر النيل سليمة وعلمية ومتعارف عليها وهو أمر معتاد ويحدث بصفة دورية.
أكد شريف فتحى وزير السياحة والآثار أن ما أثير حول تمثالى قصر النيل هو مجرد شائعات تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعى.
وزير السياحة والآثار شريف فتحى قال: إن ما أثير حول تماثيل أسود كوبرى قصر النيل هو مجرد شائعات تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعى.
أوضح وزير السياحة والآثار ـ فى تصريح خاص لقناة «إكسترا نيوز» الإخبارية ـ أن موضوع تنظيف هذه التماثيل أصبح حديث الساعة عبر منصات التواصل الاجتماعى، مضيفاً أن أعمال التنظيف والصيانة التى تمت لتماثيل أسود كوبرى قصر النيل تأتى فى إطار التعاون مع محافظة القاهرة والاستعانة بالخبرات الموجودة بالمجلس الأعلى للآثار فى مجال الترميم.
أشار إلى أن أعمال التنظيف اقتصرت على إزالة الأتربة والاتساخات الملتصقة وغسله بمادة ووضع طبقة عزل لحمايته من العوامل الجوية، مؤكداً أنه خلال أعمال الصيانة لم يتم رصد أى صدأ بسبب خضوع هذه التماثيل لأعمال التنظيف الدورية، لافتاً إلى أن هناك قنوات طبيعية للتواصل معهم فيما يتعلق بالاقتراحات لتحسين الوضع، معرباً عن ترحيبه بأى أفكار تسهم فى الحفاظ على الآثار.
ومن جهته، نفى الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار قيام وزارة السياحة والآثار ممثلة فى المجلس الأعلى للآثار بطلاء تماثيل أسود كوبرى قصر النيل باللون الأسود أثناء أعمال الصيانة التى يتم تنفيذها حالياً.
أكد أن ما يتم تداوله فى هذا الشأن هو عار تماماً عن الصحة، وأن تماثيل أسود كوبرى قصر النيل ليست فى عداد الآثار المسجلة، وأن أعمال التنظيف والصيانة التى يقوم المجلس بتنفيذها بها حالياً تأتى فى إطار التعاون مع محافظة القاهرة ورغبتها فى الاستعانة بالخبرات الموجودة بالمجلس فى مجال الترميم لتنظيف وصيانة التماثيل الموجودة بالميادين والحدائق العامة بالمحافظة بهدف إظهار هذه الميادين بالشكل اللائق وإضفاء الشكل الحضارى والجمالى عليها.
وقال إن أعمال التنظيف والصيانة التى يقوم بها فريق العمل من مرممى المجلس تتم بدقة وحرص شديد ووفقاً للقواعد العلمية والفنية المتبعة والمتعارف عليها، حيث إن هذه التماثيل ذات قيمة فنية وتاريخية عظيمة وهى جزء من تراث مصر الحضارى والثقافى والتاريخى.
أكد مصطفى أن أعمال تنظيف هذه التماثيل اقتصرت فقط على إزالة الأتربة والاتساخات الملتصقة وغازات التلوث الجوى فقط، بالإضافة إلى وضع طبقة عزل شفافة لحماية التماثيل من العوامل الجوية من أشعة الشمس والأتربة والهواء ومياه الأمطار ولم يتم إطلاقاً استعمال ورنيش أو أى مواد ملونة أو ملمعة أدت إلى تغير لونها كما أشيع.
وقال الدكتور غريب سنبل أستاذ الترميم ورئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم بوزارة السياحة والآثار السابق أن الطريقة التى يتبعها المجلس الأعلى للآثار فى صيانة أسود قصر النيل طريقة سلمية وعلمية ومتعارف عليها حيث إن تنظيف وصيانة تماثيل ميادين القاهرة أمر معتاد عليه ويحدث بصفة دورية ولكن تماثيل أسد قصر النيل له طبيعة خاصة لأنه مسجل من ضمن تعداد الآثار الإسلامية بوزارة السياحة والآثار وهى تعتبر من التماثيل البورنزية، .
وتعود تماثيل أسود قصر النيل إلى أواخر القرن التاسع عشر وقد أبدعها المثال الفرنسى الشهير هنرى جاكمار بطلب خاص من الخديو إسماعيل و«جاكمار» هو المثال الذى صنع تمثال الكولونيل جوزيف سيف الذى عهد إليه محمد على باشا ببناء الجيش المصرى الحديث فاستوطن مصر التى أحبها واعتنق الإسلام فصار يعرف باسم سليمان باشا الفرنساوى.