كل عام وأنتم بخير بمناسبة اقترابنا من حلول شهر رمضان الكريم ومعه تتضاعف الكميات المطروحة من السلع بالأسواق توقعا لزيادة الاستهلاك فى شهر الخير.. لذلك لم تتردد الدولة عن دعم مبادرة اسواق اليوم الواحد بمختلف المحافظات بعد ان تبين ان هذه الاسواق تحولت الى ملاذ آمن للمواطنين من محدودى الدخل خاصة مع انخفاضات فى اسعارالسلع المطروحة بداخلها مقارنة بالمطروح خارجها.
من المؤكد ان استهداف الدولة للحد من تأثير الحلقات الوسيطة بين المنتج والمستهلك فى عملية توريد السلع التى يتم طرحها بسوق اليوم الواحد ساهمت بشكل ملموس فى تراجع الاسعار ولكن وجود اكثر من سلعة وبائعين بالآلاف يتيح للمستهلك الاختيار بين تنوع المعروض من السلع وجودتهاوبما يؤدى ايضا الى رفع مستوى المنافسة بين التجار لصالح المواطن ويسهم فى النهاية الى تحقيق التوازن بين العرض والطلب وينعكس على اسعار السلعة بالانخفاض وتوافرها بالاسواق.
واسواق اليوم الواحد لاتعتبر حلاً مؤقتًا لمواجهة التجار الجشعين بل انها تستهدف تعزيز الانتاج المحلى وتحقيق الاستقرار الاجتماعى والاقتصادى ولذلك من الأهمية التوسع فى اقامتها مع مراعاة طرحها ايضا بالقرى والنجوع ولا تقتصر على المدن حتى يستفيد المواطنون المقيميون بهذه المناطق من انخفاض اسعار سلعها والتى يمكن عدم الشعور بها مع تكاليف المواصلات والانتقالات من القرى والنجوع للمدن!!
من المؤكد ان فكرة اقامة سوق اليوم الواحد لمحاربة موجة الغلاء تحتاج أيضا زيادة منافذها من ناحية وإلى اهمية تواجد مفتشى التموين بداخلها للتصدى للتجارالمتجاوزين فى الاسعارواستبعادهم من المشاركة فى هذه الاسواق التى تعتبر طوق نجاة لمحدودى الدخل.
ومن الاهمية التفكير فى مدى امكانية طرح الملابس والاحذية والادوات المنزلية مستقبلا بهذه الاسواق بدلا من اقتصارها على سلع الخضروات والفاكهة واللحوم لضمان تعميم الاستفادة وبحيث يتوافر امام المستهلك سوق واحدة متكاملة.
كما انه من المتصور بحث امكانية العمل والاستمرار فى تنظيمه لاكثر من يوم طالما ان هذه الاسواق كتبت شهادة ميلادها لصالح المنتفعين منها من الفقراء ومحدودى الدخل بعد ان انقذتهم من غول الاسعار وجشع بعض من التجار الذى لانهاية له.
اعتقد ان طرح السلع الغذائية والخضروات والفاكهة واللحوم والاسماك والدواجن بأسعار لا تقبل المنافسة بهذه الاسواق انما هى رسالة من الدولة للتجار بعدم المغالاة فى الأسعار ومساندة البسطاء.
بالفعل اسواق اليوم الواحد اصبحت حقيقة كاشفة عن انها تحقق مطالب كافة المواطنين بتوحيد سعر السلع وفقا لانواعها داخل السوق مع التحفيز على تحقيق مكسب للتجار ولكن بتحديد هامش ربح معقول
والاداء المتميز لاسواق اليوم الواحد لطرح كل السلع فى مكان واحد وباسعار مناسبة للغاية مع مراعاة التاكد من صلاحية السلع والتعبئة والتخزين للمحافظة على جودة السلعة مسألة كانت ضرورية لتشجيع المستهلكين على ارتيادها
بكل تأكيد مثل هذه الاسواق تمهد الطريق لافكار متجددة لاقامة اسواق على مدار العام بما يسهم فى رواج السلع وبخاصة من المواد الغذائية بشكل كبير وبما ينعكس بالاستفادة على معظم التجار وبما يعد خطوة ايجابية نحو تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
من المؤكد ان حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة على توفير الرعاية الاجتماعية لمحدودى الدخل وانهاء معاناتهم التى يعيشون فيها بسبب جشع العديد من التجار بطرح رؤى وافكار متجددة لحل مشاكلهم وتلبية مطالبهم فى الحصول على سلعهم الأساسية دون حرمان هو الشغل الشاغل لهم وحماية المواطن من الوسطاء والسماسرة فى بورصات أسعار السلع والتى تتسبب فى موجة الغلاء.