قمت من النوم وأنا أتألم من وجع ضرس العقل فهرعت الى المضاد الحيوى الذى يلازمنى منذ فترة ليست قصيرة، وذهبت الى حيث أضع «القرنفل» لأحصل على ثلاث حبات أضعها حيث الألم.. محاولات متعددة والنتيجة واحدة.. الألم مستمر والخلع هو الحل.
انتظرت حتى استيقظ احد أصدقائى المخلصين وبعد مشاورات ومداولات اتجهت الى العيادات الخارجية لكلية طب اسنان بنات جامعة الازهر بالحى السابع بمدينة نصر.. وكانت المفاجأة.
البداية.. من المدخل الخارجى تجد افراد امن يستمعون بهدوء الى كافة المترددين ويوجهونهم الى المكان المطلوب بدقة وبعد مسيرة دقيقة تجد نفسك امام صرح طبى «لم اتخيل» انه بهذا النظام والنظافة ومراعاة القواعد الطبية العالمية لعدم انتقال العدوي.. على مدخل العيادات تجد ابتسامة من احدى الطبيبات «اكتشفت بعد ذلك انها من طالبات الامتياز» تسألك عن نوع الألم ليتم توجهك إلى الاستراحة حيث تقوم بالإجراءات الإدارية البسيطة.
عقب ذلك يتم توجهك الى العيادة المختصة بك ..وكان نصيبى عيادة الخلع ؛ بعد انعدام فرصة العلاج ؛ نظرت نظرة من اسفل النظارة وانا على باب العيادة اتفقد العدد الكبير من المرضى الذى يتم علاجه «كله خلع» والصمت الرهيب الذى يسود المكان والأجهزة الحديثة التى تتفوق على ما هو موجود فى المستشفيات الاستثمارية ؛حتى حضرت لى طبيبة رقيقة جميلة الهيئة واللغة غير مصرية؛ تتحدث العربية بالفصحي.. ابتسمت ثم تعرفت على حالتى واخذتنى الى الطبيبة المختصة يما يناسب حالتى وفى دقيقة التف حولى ثلاث من أمهر الطبيبات يتناقشن حول الأشعة وضرورة «الخلع» وإمكانية العلاج خاصة اننى قد تناولت كمية غير عادية من المضادات الحيوية من قبل أن أذهب إليهم جلست على الكرسى المخصص للخلع فقد كان القرار المناسب.. وبدأت الطبيبة التى اكتشف على ما يبدو أنها «الشاعرة» الاجراء الأولى للعملية؛ وكشف دقيق من متخصصة تعرف ماذا تفعل ،ثم اختفت دقائق ، وفجأة ساد صمت رهيب وهدوء جميل ؛ و ظهرت من بعيد ترتدى بدلة زرقاء ويرتسم على وجهها ابتسامة رقيقة وتوجهت إلى حيث أجلس مباشرة ..تحدثت مع الطبيبة الشابة «الشاعرة» ثم طلبت الأشعة وقالت تمام.
تمام «مين» هكذا تحدثت الى نفسي.. هو فيه ايه .. طلع «رأس الضرس» هش وفيه جزء مكسور والجذر مش طبيعي.. حكاية.. أخذت اراود نفسي.. قوم اجري.. طب منظرك.. وقبل ان ارجح قرار الفرار قالت الاستاذة الدكتورة سمية ذكير الاستاذة المساعدة بكلية طب اسنان بنات الأزهر نبدأ بإذن الله.
وأخذت حقنة البنج الأولى ثم الثانية واستمع الى تعليمات الطبيبة جيدا وفجأة بدأت اشعر بتنميل ثم لم اعد أشعر بالجزء المستهدف.. اغلقت عينى وسرحت مع قصص الأهل والاصدقاء عن عمليات خلع ضرس العقل.. وثلاث دقائق ووجدت الطبيبة النابهة تضع قطنة مكان الخلع وتعطينى تعليمات المتابعة.. أنهت المهمة بمهارة فائقة وانا فى دهشة واندهاش.. احنا خلصنا ومافيش تدمير للثة ولا شق جراحي.. الحمد لله.
منظومة طبية على أرض العيادات الخارجية لكلية طب بنات الازهر تفخر بها مصر ونفخر بها جميعا يتابعها بشكل مباشر الأستاذة الدكتورة ايناس طلعت عميدة الكلية واشراف يومى من رئيس القسم ومتابعة كاملة من الاستاذ الدكتور حاتم احمدى والاستاذة الدكتورة سوزان عبدالحكيم ودينامو العيادات الاستاذة الدكتورة حنان رضا.. التى تهتم بكافة التفاصيل الفنية للمرضى وتقدم الدعم الكامل لطالبات الامتياز.
كان لزاماً عليٌ ان أنقل هذه التجربة التى عشتها بنفسى كى القى بعض الضوء على منظومة ناجحة تدار عبر كوادر مصر بفكر وطنى وحب للوطن.