منذ عشرة أيام ظهرت فى الافق ازمة تذاكر الحج كما تتناولها الشركات المنظمة للحج السياحى.. وهى الأزمة التى ظهرت مع تسعير مصر للطيران لاسعار تذاكر سفر الحجاج.. والتى بدأت أسعارها بـ 45 الف جنيه ووصلت إلى 95 ألف جنيه اليوم الأخير للسفر.. وعلى الرغم من هذه الأسعار الا ان مصر للطيران لا يوجد لديها أماكن شاغرة.. وهناك اكثر من 10 آلاف حاج على قائمة انتظار مصر للطيران..
وفى الحقيقة ان كل تكاليف برامج الحج بنوعياته المختلفة «القرعة أو الجمعيات أو السياحة» ارتفعت بشكل جنونى خلال السنوات الماضية.. واصبح الحج فعلا «لمن استطاع اليه سبيلا» لارتفاع تكاليف برامج الحج.. والسبب الرئيسى فى ذلك ليست مصر.. ولكنها القواعد المنظمة للحج التى وضعتها السلطات السعودية فى محاولة لضبط الحركة وتنظيم تحرك الحجاج خلال الموسم.. حتى التأشيرات التى كانت تمنحها السفارات السعودية حول العالم.. اصبح اصحابها مطالبين بضرورة الدخول على منظومة الحج السعودية.. وشراء باقة من الباقات المطروحه على المنظومة.. وهى ليست باقات بأسعار رخيصة.. ولكن اغلبها بأسعار عالية.. فى حين انه كان فى السابق اصحاب هذه التأشيرات يبعدون عن الجهات الرسمية المنظمة للحج.. ويعتمدون على انفسهم ويكونون فيما بينهم مجموعات ويستأجرون مساكن فى مكة المكرمة أو المدينة المنورة طوال الموسم وكانت تكاليف الحج فى متناول السواد الاعظم من المسلمين.. أما الان فتكاليف الحج وربط تنظيمه من خلال المسار الرسمى للجهات المسموح لها تنظيم الحج.. أو من خلال المنظومة السعودية فقد اصبحت مرتفعة جداً..
وإذا عدنا لارتفاع أسعار تذاكر الطيران فإن الرقم المتداول بين الجميع والذى يتردد على لسان الاغلبية العظمى 95 الف جنيه فى حين أنه مطروح فقط لتذاكر سفر الحجاج اخر أيام سفر الحجاج من القاهرة للاراضى السعودية.. وكذلك العودة فى أول يوم عودة للحجاج بعد قضاء المناسك.. وفى الطبيعى ان برامج حج هؤلاء الحجاج هى برامج حجاج الخمس نجوم والتى تكون اسعارها اضعاف الحج السياحى الاقتصادى، أو حجاج القرعة أو الجمعيات.. ولا اعتقد ان ثمن التذكرة يشكل عائقا لاصحاب هذه البرامج..
أما ومع ارتفاع اسعار تذاكر الطيران فلماذا لا تلجأ شركات السياحة الى البدائل.. وان تعود مرة أخرى لتنظيم رحلات حج وعمرة عبر البواخر السياحية من ميناء السويس أو مختلف موانى البحر الاحمر.. واعتقد ان هذا سيوفر كثيرا من تكاليف وسيلة النقل.. فضلا عن أن رحلة الباخرة رحلة ممتعة..
وإذا كنا نتحدث عن ارتفاع سعر تذاكر سفر الحجاج بالطيران.. فلابد ان يتطرق الحديث الى السفر بالطائرات عموما.. على مختلف شركات الطيران وليس مصر للطيران فقط.. واذا بدأنا بأسعار تذاكر الطيران الداخلى فحدث ولاحرج.. الاسعار ارتفعت بشكل جنونى وغير مبرر.. ولكن اللافت للنظر هنا ان شركات الطيران المصرية الخاصة اصبحت اسعار تذاكر الطيران الداخلى لديها اغلى من مصر للطيران بنسبة تصل الى 25 ٪ فى كثير من الاحيان.. وهو امر يثير العديد من علامات الاستفهام والتعجب!!.. خاصة لو حاولنا ان نقارن بين عدد الرحلات الداخلية التى تنظمها مصر للطيران ونسبة انتظامها.. وبين عدد رحلات هذه الشركات ونسبة انتظامها..
واذا انتقلنا لاسعار تذاكر الطيران الدولى فأيضا اسعارها اصبحت مرتفعة جداً جداً جداً.. وعلى مختلف شركات الطيران.. وعلى الرغم من ذلك اذا تابعت نسب الامتلاء.. تجد انها تسجل ارقاما مرتفعة.. وان عددا كبيرا من الرحلات لمختلف شركات الطيران تتجاوز نسب الامتلاء فى المتوسط 92 ٪.. وهى نسبة كبيرة جداً..
إذن المسألة ليست ارتفاع اسعار تذاكر الحج فقط.. ولكن ارتفاع اسعار تذاكر الطيران بصفة عامة.. واعتقد انها نتيجة طبيعية لارتفاع تكاليف السفر عموما سواء داخليا أو خارجيا.. وارتفاع اسعار الإقامة فى الفنادق فى مختلف المقاصد السياحية المصرية أو الدولية..
وان كان هناك امكانية للتغلب على ارتفاع تذاكر الحج من خلال عودة تشغيل البواخر.. فأن السكة الحديد ايضا يمكن ان توفر بديلا مناسبا للسفر الداخلى خاصة مع اكتمال شبكة القطارات السريعة.. إلى جانب تقديم عدد من شركات النقل البرى اتوبيسات فاخرة بمقاعد مماثلة لمقاعد درجة رجال الاعمال على اتوبيساتها..
وفى النهاية نتمنى حجا مبرورا لكل الحجاج.. وان يتقبل الله سعيهم وحجهم.. وتحيامصر..