من ظلال ووحى ذكرى العاشر من رمضان .. نصر أكتوبر العظيم
فى تاريخ هذا الوطن.. فترات ولحظات فارقة.. ما بين الانكسارات والانتصارات.. ما بين محن وشدائد وإنجازات ونجاحات.. تحديات وأزمات.. وقدرة فائقة على التجاوز والعبور وتحويل التحديات إلى إنجازات والمحن إلى منح.. لذلك ليس عجيباً أو غريباً ان يسطر المصريون وجيشهم العظيم ملحمة العاشر من رمضان (أكتوبر 1973).. أو انقاذ الوطن من براثن جماعة إرهابية ضالة ومتآمرة.. أو الخروج من نفق أزمة اقتصادية خانقة استمرت 4 سنوات.. أو هزيمة قوى الشر وأكاذيبها وتشكيلها.. لذلك الرهان على الإنسان المصرى دائماً يصنع الفارق ويحقق المعجزات وهو ما أدركه وآمن به الرئيس عبدالفتاح السيسى.. القائد الذى لم يسبقه أى رئيس سابق فى انحيازه إلى المواطن المصري.. فهو سر أسرار الخلود.. وهو البطل دائماً لقصص النجاح المصرية.
يزداد بريق وروعة وعبقرية أكتوبر 1973 «العاشر من رمضان» فهو مثل المعدن النفيس يزداد قيمة ومكانة كلما مضى عليه الزمن.. فرغم مرور أكثر من 50 عاماً على ملحمة العبور إلا أنها مازالت فياضة بالأمجاد والدروس والفخر والاعتزاز بما صنعه وقدمه جيل أكتوبر العظيم الذى فاق فيما حققه قوانين الطبيعة إلى حد المعجزة العسكرية والوطنية تفوق على نفسه فى العطاء والتضحيات عبر المستحيل ذاته.. وتحدى التحدى وتجاوز كل العقبات والصعاب ليحفظ لهذا الوطن أمجاده ويعيد له أرضه وكرامته.. لذلك سيظل هذا النصر العظيم الذى سطره خير أجناد الأرض.. أبطال قواتنا المسلحة خالداً غالياً ثميناً مهما مر عليه من الزمن.. يظل تاج هذا الوطن ودرة انتصاراته ورمزاً لعظمة المؤسسة العسكرية المصرية.
انتابتنى حيرة شديدة وتساءلت كيف أتناول ذكرى العاشر من رمضان نصر أكتوبر العظيم بعد مرور 50 عاماً.. هل أتناول عبقرية اليقظة الإستراتيجية التى جاءت عقب ما حدث فى يونيو 1967؟.. هل أتناول هول الانكسار الذى وقع في1967 وكيف قامت الدولة المصرية واستردت المؤسسة العسكرية المصرية قدراتها وثقلها من جديد؟.. هل أكتب عن عظمة الانتفاضة المصرية وتصحيح المسار والأوضاع واتخاذ القرار الإستراتيجى «ان ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة» والوقفة التاريخية مع النفس فى الوصول إلى نقاط الضعف وأسباب ما حدث.. والتأكيد والتعظيم لنقاط القوة والبناء عليها.. وإعادة هيكلة القوات المسلحة وتطويرها لتحقيق الهدف الإستراتيجى وهو النصر والأخذ بالثأر واسترداد الأرض والكرامة؟.. هل أكتب عن عبقرية التخطيط والإعداد والتدريب والاستعداد لملحمة العبور.. بكل هذه الدقة والحسابات العلمية.. والتنفيذ المذهل على أرض وجبهة القتال؟.. وكيف عبر المقاتل المصرى كل العوائق والتحصينات والعقبات حتى يصل إلى هذا الهدف وتحقيق هذا النصر العظيم؟.. هل أكتب عن مرحلة ما بين الانكسار والانتصار.. أعنى ملحمة حرب الاستنزاف.. وكيف استعاد المقاتل المصرى ثقته فى نفسه وقيادته وسلاحه وقدرته على تحقيق النصر؟.
الحقيقة ان كل بند من هذه البنود يحتاج إلى مجلدات وكل محور منها يمثل مجداً عظيماً ونظراً فريداً وتفوقاً على النفس البشرية فى ظل هذا الأداء الاحترافى الملحمى الذى أذهل العالم.. لكن وجدت نفسى أطرح سؤالاً مهماً.. من كان وراء هذا الإبداع والعبقرية والإرادة والصلابة حتى تحقق هذا النصر العظيم؟.. ليس هذا فحسب.. سألت نفسى بشكل أعم وأشمل ما سر صلابة وتفوق وصمود هذا الوطن وقدرته الهائلة على تجاوز المحن والصعاب والتحديات والأزمات.. وكيف حفظ هذا الوطن لنفسه البقاء والخلود وما له من قدرة فى أن يعيش آمناً مستقراً قوياً قادراً فى وسط الحرائق ولهيب الصراعات.. وكيف يسخر له دائماً قادة عظماء وشرفاء يقودونه دائماً نحو العبور والبناء والتنمية والقوة والقدرة؟
وجدت نفسى أقول انه الإنسان المصرى هو سر الانتصارات والأمجاد والبطولات.. هو سر العبور الدائم والمتكرر للانكسارات والأزمات والتحديات تتحول إلى ماض وتاريخ ويبقى الإنسان المصرى رمزاً للصلابة والإرادة والصمود والشموخ.. وهنا الإنسان المصرى يعنى (المواطن والمقاتل).. الإنسان المصرى هو الشعب الذى جاء منه هذا الجيش العظيم.. الأسطورة من نسيج هذا الشعب ومن أبنائه.
قولاً واحداً.. الإنسان المصرى المقاتل والمواطن هو سر أسرار عظمة هذا الوطن.. ومفتاح خلوده وأن الرهان عليه دائماً رابح يكفى ان أقول فى هذه الذكرى العظيمة (حرب العاشر من رمضان) ان ما تعرضت له الدولة المصرية وجيشها العظيم فى يونيو 1967 كان كفيلاً بكسر ظهر أى أمة.. أو قل لن تقوم لها قائمة.. فالكارثة كانت شديدة المرارة والوطأة تسببت فى خسائر فادحة على مستوى قدرات الجيش المصرى والكارثة الأخطر هى ضياع سيناء بوابة مصر الشرقية.. والتى تمثل سدس مساحة مصر وجاءت النكسة مثل المطرقة على رءوس المصريين والزلزال الذى كان كفيلاً بتدمير إرادة أمة.. لكن هل هذا حدث.. أو نال من إرادة وصلابة المصريين على الاطلاق.. بل كان غاية الصحوة واليقظة والروح التى دبت فى جسد الأمة المصرية لتنفض وتعلن أنه ليس هناك بديل عن الثأر واسترداد الأرض والكرامة.. الإنسان المصرى مثل الجبل الشامخ (مواطن ومقاتل) الجميع فى صوت واحد لا بديل عن المعركة الفاصلة.
الجيش تحمل تداعيات وآثار ما حدث عسكرياً ونفسياً وسرعان ما حقق الاستدارة.. جاء القرار ما حدث لن يتكرر وانه لا بديل عن عودة الأرض والكرامة المصرية والثأر لأرواح ودماء الشهداء.. لم تمض أيام إلا وجاء الرد قاسياً ضربات جوية من القوات الجوية التى تعرضت لأكبر خسائر فى يونيو 1967 إذ بها تضرب العدو فى عمق سيناء.. وينفذ أبطال القوات المسلحة عمليات قتالية فى عمق العدو.. واختراق قواعده وموانيه وتوجيه ضربات مؤلمة.. وتنفيذ عمليات خاصة خلف خطوط العدو.. وصولاً إلى إغراق المدمرة إيلات فى أكتوبر 1967 فى ضربة قاصمة هزت قلاع العلوم العسكرية.. فما حدث كان درساً بليغاً وتغييراً جذرياً فى الفكر العسكري.
ملحمة الإعداد والاستعداد والتجهيز لمعركة العبور تفوق فيها الإنسان المصرى وكان فوق مستوى البشر.. نجح فى خداع العدو بأن مصر لم ولن تقاتل واتخذ من الإجراءات الكفيلة بترسيخ هذا الاعتقاد لدى العدو.. أم التخطيط والتنفيذ المذهل فى مرحلة العبور إلى الضفة الشرقية.. وكيف نجح المقاتل المصرى فى اختراق الحواجز والنقاط الحصينة وخط بارليف؟.. وكيف حيّر قوات العدو الصهيوني؟.. وكيف اختار يوم وتوقيت وساعة القتال بمنتهى الذكاء؟.. كيف وصل إلى هذه الحسابات والتقديرات الدقيقة؟.. وكيف حفظ كل مقاتل مهمته بدقة؟.. وكيف قاتل الضابط والجندى المصرى بهذه الشجاعة والبسالة والاستعداد غير المحدود للفداء والتضحية؟.. وكيف كانت إرادة النصر متوهجة وحاضرة؟.. انه أداء أسطورى وملحمى لجيش مصر العظيم.. وبطولات استثنائية تفوق فيها الانسان المصرى (المقاتل) وقدرة فائقة على تجاوز المحنة وتحدى الصعاب وعبقرية فى التخطيط والتنفيذ.. وذكاء نظرى فى تنفيذ المهام وتحقيق المفاجأة والمباغتة للعدو وخداعه.
على الجبهة الأخرى من القتال هناك الإنسان المصرى (المواطن) ضحى بالغالى والنفيس.. اصطف خلف جيشه.. لديه استعداد على للفداء والتضحية.. يكفى انه تحمل المعاناة الشديدة خاصة ان 80٪ من الدخل القومى كان ينفق على المجهود الحربى والاستعداد لمعركة الثأر والكرامة.. تسابق فى تقديم أغلى ما يملك لدعم جيشه.. تحمل عناء الحياة.. والطوابير الممتدة للحصول ولو مرة شهرياً على سلعة أساسية تسابق لتقديم التبرعات والدماء فى مشهد لا يفعله إلا المصريون فى اصطفافهم خلف وطنهم وجيشهم.. بل وانضم المصريون من الفدائيين لكتائب الجيش فى الصمود والدفاع عن مدينة السويس واجبار العدو على التراجع والهزيمة والفشل.. ويكفى أيضاً ان محاضر الشرطة لم تسجل أى حادثة أو جريمة خلال أيام حرب أكتوبر.. وهو الأمر الذى يشير إلى وعى المصريين واصطفافهم.. هذا هو الإنسان المصرى (المقاتل والمواطن) الذى حقق أعظم انتصارات العسكرية المصرية فى التاريخ الحديث.. وأبهر العالم.. لكن تبقى صلابة وإرادة وعبقرية وخصوصية الإنسان المصرى هى سر أمجاد وبطولات وانتصارات وخلود هذا الوطن.
تعرض الإنسان المصرى لاختبارات كثيرة جسدت خصوصيته وتفرده وصلابته وأكدت ان الرهان عليه رابح لا محالة بشرط ان يجد القيادة التى يثق فيها ويقدرها ويحترمها.. ومن أهم وأبرز المواقف القاسية والصعبة والتى لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر خروج الإنسان المصرى إلى الميادين والشوارع بعشرات الملايين.. عندما استرد المصريون وعيهم واستفاقوا على كابوس كاد يهدد بسقوط وضياع البلاد والعباد بعد وصول الإخوان المجرمين إلى سدة الحكم فى مصر واكتشف الشعب ان الجماعة الإرهابية متحالفة ومدعومة من قوى الشر فى الخارج وانها تمضى وفق مخطط شيطانى يسعى إلى تقسيم المصريين وايقاع الفتنة والاقتتال فيما بينهم.. وإضعاف مصر وتحويلها إلى دولة تابعة مقسمة ضعيفة مستكينة ليتعرض شعبها للإذلال والتنكيل.. لذلك أطلق المصريون نداءهم التاريخى إلى جيشهم العظيم يطلبون منه حماية إرادتهم.. وحمايتهم من أخطر تنظيم سرى هو تنظيم الإخوان الفاشي.. بعد أن نزل المصريون بالملايين إلى الميادين والشوارع فى أعظم ثورة عرفها تاريخ مصر فى ٠٣ يونيو ٣١٠٢.. الجيش المصرى بقيادة قائد عظيم وطنى شريف.. رفض فى شجاعة وشموخ أن يدير ظهره لإرادة شعبه.. وقرر إنفاذ إرادة المصريين وحمايتهم وتحمل الجيش الثمن نيابة عن المصريين.. لذلك تجلت عظمة المصريين شعباً وجيشاً فى درء الخطر عن هذا الوطن.. ففى اصطفاف «الجيش والشعب» تكمن عظمة الأمة المصرية.. وتسطر أمجادها جيلاً بعد جيل.
عندما كشف الإخوان عن الوجه القبيح للجماعة الإرهابية وقادوا أكبر وأخطر مؤامرة ضد مصر.. فى حرب بالوكالة نيابة عن قوى الشر الداعمة للتنظيم الإرهابى الإخوانى لابتزاز وتركيع وإسقاط الدولة المصرية.. وقف الجيش والشعب صفاً واحداً فى مواجهة الإرهاب وقدم خير أجناد الأرض جيشاً وشرطة تضحيات عظيمة.. أسفرت عن نصر عظيم.. وسحق كامل لبؤر وخلايا الإرهاب الأسود.. واستعادة كامل الأمن والاستقرار.. لتبقى أرواح الشهداء ترفرف وتظلل هذا الوطن.. وتكون رصيداً ثميناً من الفداء والعطاء لا يغادر ذاكرة ووجدان المصريين.
عندما قرر القائد العظيم الشريف الوطنى المخلص لوطنه اتخاذ قرار الإصلاح الشامل.. وما له من تداعيات مؤلمة لكنه كان السبيل والطريق إلى التنمية وإنهاء عقود الأزمات والمعاناة.. اصطف المصريون خلف قيادتهم التى وثقوا فيها.. واطمأنوا وأيقنوا أنها أبداً لم تضيعهم أو تغامر بالوطن والمواطن.. لذلك انتصرت رؤية القائد الشريف.. وإرادة الشعب وهى معركة جديدة.. تضاف لسلسلة أمجاداً الإنسان المصرى الذى دائماً يتفوق على نفسه ويصنع الفارق.. ويسطر أمجادًا جديدة.. ويأخذ بيد وطنه إلى عبور الأزمات والتحديات.
على مدار الـ٤ سنوات الماضية.. واجهت مصر تحديات غير مسبوقة.. فبعد عبور معاناة العقود الماضية وبدأت مرحلة الانطلاق.. فوجئت مثل باقى دول العالم بأزمات عالمية متوالية ومتلاحقة وقاسية.. بدأت بجائحة «كورونا» وما شهده العالم من انعزال واضطرابات فى سلاسل الإمداد وارتفاع فى تكلفة الشحن وأسعار الطاقة.. ثم جاءت منذ أكثر من عامين الحرب «الروسية–الأوكرانية» وما لها من آثار مؤلمة على الاقتصاد العالمي.. وأوضاع ومعاناة شعوب الدول النامية والاقتصادات الناشئة وبطبيعة الحال امتدت هذه الآثار إلى مصر.. ثم جاءت الاضطرابات الجيوسياسية فى الشرق الأوسط.. واندلاع العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وبطبيعة الحال هناك آثار صعبة.. ومع هذه الأزمات والمعاناة والضيقة الاقتصادية التى عاشها المصريون.. لم تتوقف حروب الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه ومحاولات هز الثقة والوقيعة.. والطرق على عقول المصريين بالأباطيل ورغم هذه المعاناة الصعبة.. واستمرار الأكاذيب.. إلا أن الإنسان المصري.. ظل صامداً صلباً واعياً محتضناً وطنه.. ومصطفاً حول قيادته.. لم يستجب لحملات قوى الشر.. وأهدافها فى توجيه العقول :إلى التدمير والتخريب.. لم يتحرك المصريون إلا لمساندة هذا الوطن.. فى ظل أتون هذه الأزمات المؤلمة والقاسية والخانقة.. استشعر المصريون أيضاً خطورة ما يحدث فى قطاع غزة.. وأن وراءه مؤامرة تسعى إلى محاولات المساس بقدسية الأراضى المصرية.. وأهداف شيطانية تتمثل فى محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان قطاع غزة وتوطينهم فى سيناء على حساب الأراضى المصرية وبما يشكل تهديداً على الأمن القومى المصري.. والأرض بالنسبة للمصريين مثل العرض.. لديهم حساسية مفرطة فى هذا الأمر.. لذلك انتفضوا حول موقف قيادتهم السياسية الوطنى والشريف والشامخ الذى رفض بحسم وصلابة.. كل ما يدور فى أذهان الشياطين من قوى الشر.. ونزلوا من جديد بالملايين فى الشوارع والميادين وفى كافة ربوع البلاد مفوضين قائدهم فى اتخاذ ما يراه مناسباً لحماية الأرض والأمن القومى المصري.
عظمة الإنسان المصرى تجلت فى أروع المشاهد فى الخروج الكبير والتاريخى إلى صناديق الانتخابات الرئاسية.. وسجلوا أعلى نسبة مشاركة فى تاريخ الانتخابات المصرية.. يعرفون هدفهم جيداً.. ومنحوا وجددوا ثقتهم فى قائد عظيم لم يعرف سوى النجاح والإنجازات والإنقاذ والإنجاز وقبل كل ذلك الصدق مع شعبه والانحياز له والانتصار لإرادته.. هذه المشاكل العبقرية شديدة الخصوصية.. جاءت فى أتون تداعيات الأزمة الاقتصادية المؤلمة والخانقة.. وأيضاً فى اشتعال حرب الأكاذيب والتشكيك والتشويه.. ورغم كل ذلك لم تفلح قوى الشر فى خداع المصريين والتغرير بهم.. لأنهم وثقوا وعلموا وفهموا ووعوا.. لذلك الرهان على المصريين هو الرابح وهو الذى يقود إلى حسم التحديات والأزمات.. وتحقيق الانتصارات.. ويتجاوز المحن والشدائد.. وهذا ما أدركه جيداً الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى راهن على شعبه.. وانتصر له.. وخلصه من طوفان من الأزمات والمشاكل المتراكمة.. والمعاناة العميقة.. وجعله على رأس أولويات الدولة.. وعلى رأس أهداف التنمية المستدامة.. وربح الرهان بامتياز.. فالاستثمار فى بناء الإنسان المصرى هو الكنز.. لذلك دائماً يقول ويؤكد الرئيس السيسى بثقة أن البطل هو الشعب المصري.. وأنه لولا وعى وصبر المصريين ما حققنا هذه النجاحات غير المسبوقة.. وأن الشعب هو بطل حكاية هذا الوطن.. والحقيقة أن الرئيس السيسى استثمر فى بناء الإنسان المصرى بإيمان وقناعة أنه إذا تهيأت أنسب الظروف والأجواء للإنسان المصرى فإنه قادر على صنع المعجزات.. وسوف يحلق بعيداً.. لذلك تجد أن توجه الدولة المصرية وهدفها الاستراتيجى هو الاستثمار فى بناء المصرى من خلال مقاربة شاملة.. تتضمن كافة جوانب البناء.. صحياً وتعليمياً.. واجتماعياً واقتصادياً.. وفكرياً وثقافياً.. فالمواطن المصرى حصد ثماراً كثيرة لأكبر ملحمة بناء وتنمية ومشروع وطنى لتحقيق التقدم.. فلم تكن المشروعات القومية العملاقة إلا إستراتيجية تتحقق منها عملية بناء الإنسان المصري.. فالقضاء على العشوائيات وفيروس «سي».. وقوائم الانتظار.. والاهتمام غير المسبوق بقطاع الرعاية الصحية والمبادرات الرئاسية فى هذا المجال والاهتمام غير المسبوق بتطوير التعليم والحرص على مواكبته للتطور العالمي.. بحيث يلبى متطلبات واحتياجات سوق العمل المحلى والإقليمى والدولي. وكذلك الاهتمام الاستثنائى بالحماية الاجتماعية.. والسكن الكريم واللائق.. وتطوير شبكة ومنظومة النقل والمواصلات والتى تشهد طفرة غير مسبوقة بدلاً من الزحام والتكدس والاختناق الذى عانى منه المصريون خلال العقود الماضية.. تجد شبكة مترو الأنفاق.. وتطوير السكة الحديد.. وهناك الأتوبيسات الحديثة.. والقطار الكهربائى والمونوريل.. إيماناً بأن المواطن المصرى يستحق لما قدمه من عطاء وتضحيات لمصر.. وأيضاً «الحياة الكريمة».. هذه المبادرة الرئاسية التى أطلقت أعظم مشروع فى تاريخ مصر وهو تطوير وتنمية قرى الريف المصرى الذى يستهدف الارتقاء بجودة الحياة لقرابة ٠٦ مليون مواطن مصرى يعيشون فى الريف.. بالإضافة إلى الارتقاء بجودة الخدمات.. وزيادة الأجور والمعاشات بشكل غير مسبوق.. وتوفير السلع الأساسية والاحتياجات دون العناء والطوابير للحصول عليها والأهم من ذلك كله بناء وطن قوى وقادر زاخر بالفرص الحقيقية التى ترسم ملامح المستقبل الواعد للمواطن.. وقادر على حمايته من الأنواء والعواصف والمؤامرات والمخططات وترسيخ أعلى درجات الأمن والاستقرار.. فكل جهود الدولة فى البناء والتنمية وجذب الاستثمارات تعود على المواطن سواء فى توفير فرص عمل حقيقية أو الارتقاء بجودة حياته وظروفه المعيشية.
ورؤية الرئيس السيسي.. تقول إنه من الاهتمام ببناء الإنسان والارتقاء بجودة حياته وظروف المعيشة وتوفير سبل ومقومات مواكبة التطور العالمي.. تعود بالإيجاب على قوة وقدرة الوطن.. لذلك فإن الرهان والاستثمار فى بناء الإنسان المصرى أعظم مسار ورؤية.. عوائدها مضمونة.. وهى قيمة مضافة لقوة وقدرة الوطن.
جل أهداف الرئيس السيسى هو بناء الإنسان والشخصية المصرية «المتوازنة» التى تحتفظ بعراقتها وقيمها ومبادئها.. وأيضاً تواكب التطور العالمى مع الحفاظ على الهوية المصرية المتفردة التى تصنع الفارق.. والقادرة على التفاعل والتجاوب مع كافة الثقافات فى العالم دون تطرف أو مغالاة.. وهو ميراث تاريخى فلا طالما تفاعلت الشخصية المصرية مع شعوب العالم.. والجاليات من دول أخرى عاشت فى مصر.. ولم يعرف سوى التسامح والاعتدال والمحبة.. ورغم هذا التفاعل فلديه قدرة عجيبة على الاحتفاظ بهويته وقيمه.
تحية إلى جيل أكتوبر العظيم.. الذى ترك لنا ثروة عظيمة من البطولات الفذة.. والتضحيات العظيمة.. والأمجاد الخالدة.. وتحية إلى الشعب المصرى العظيم «مقاتل ومواطن».. وتحية إلى قائد عظيم.. راهن على المصريين.. وجعل بناء الإنسان المصرى على رأس أولوياته.. لذلك لم يخيب ظن الوطن أبداً.. فعبر وتجاوز وتقدم رغم المحن والشدائد التى حولها إلى منح وإنجازات غير مسبوقة.