رغم محاولات التشكيك فى الأسرة المصرية وتماسكها من خلال التهويل لحوادث فردية والتهوين من النماذج المضيئة.. الجمهورية تواصل الاحتفاء بأسرة الطالب محمد رضا الفائز بالمركز الأول فى مسابقة تحدى القراءة العربى فئة ذوى الهمم.. وبالحديث مع الوالدة السيدة البسيطة التى لم تتلق من التعليم سوى حتى المرحلة الثانوية ثم الحديث ومع الأب الذى يضرب المثل للرجل المصرى الشريف الذى يعمل ويتعب ليأكل من عَرَقِ جبينه حيث يعمل «نجار موبيليا» واستطاع أن يحصل على مؤهل متوسط من منزله، وكلا الوالدين يقدسان الأبناء ويعتبران أنهم نعمة يجب الإحسان فى تربيتهم.
غالبت دموع الفرحة عيون أسماء رمضان والدة الطالب محمد رضا وهى تتحدث عن نجلها الفائز بالمركز الأول فى التصفيات المؤهلة لمسابقة تحدى القراءة العربى فى الإمارات، قائلة: «ضنايا بطل يستاهل كل خير»مرحش» تعب السنين هدر يامحمد، واصفة رحلتها معه برحلة الحب والسعادة منذ ميلاده مرورا بنبوغه وحفظه للقرآن الكريم وتفوقه فى مراحل الدراسة وحبه للاطلاع والقراءة.
أضافت أن محمد» هو مثلى الأعلى وأحلى حاجة فى الدنيا كلها وهو روحى وعقلى وعينى اللى بشوف بيها، وقد سخرت وقتى وجهدى لخدمته منذ طفولته، ولم أجعله يشعر يوما أنه مختلف عن باقى إخوته، وعاملته كطفل عادى مثل باقى الأطفال، وأدخلت فى قلبه ونفسه الأمان والسكينة، وأرى أنه نعمة كبيرة من الله تستحق كل التضحية» فهو يتميز بأخلاقه وأدبه ومحمد منحه الله تعالى الخُلق والدين والالتزام بالصلاة والمحافظة والحفظ لكتاب الله تعالي.
أسماء والدة محمد تبلغ من العمر 38 عاماً ربة منزل لديها ٤ أبناء أكبرهم محمد فى الصف الثالث الثانوى وملك فى الصف الثالث الإعدادى وندا فى الصف السادس، ومحمود فى الصف الرابع الابتدائي، قالت للجمهورية: اخترت لأولادى التعليم الأزهرى لأنى أؤمن بأهمية تحفيظ القرآن، ولأننى درست بالأزهر حتى المرحلة الثانوية ثم تزوجت وأعيش من أجل أسرتى ومثل أى أم أحلم أن أرى أولادى فى أماكن تليق بطموحهم و»نفسى أشوف محمد دكتور فى الجامعة» فقد منحه الله تعالى مكانة تختلف عن باقى إخوته، ورسالتى معه مستمرة حتى يتحقق ما أشوف الحلم اتحقق وعن حبه للاطلاع والقراءة أكدت أنها كانت توفر له الكتب وتقرأها له يوميا بعدما لاحظت حبه وتعلقه بالكتب خاصة أن محمد لديه إصرار على النجاح ولديه العزيمة والإرادة.
قالت» رحلتى مع محمد لم تكن سهلة وكلها تحد للصعوبات فقد وقفت معه وكنت أحفظه القرآن فى سن مبكرة بنفسي، بجانب التحاقه بكُتَّاب القرية وتعليمه على يد مشايخ حتى حفظه كاملا بالقراءات الخمس، وأقوم بتوصيله للدروس والكتُّاب وانتطره للعودة به للبيت، وتحكى الأم عن يوم ممطر أصر فيه محمد على الذهاب إلى الكُتاب رغم سوء الطقس فرافقته وسط الطين فى الشوارع والظلام ليقابلها زوجها ويعود بهما، وربنا أعطانى الصبر والقوة من أجل محمد.
بينما قال رضا والد محمد أنه كان عنده احساس ويقين أن الله سيكرمه فى محمد فقد اجتهد وتعب والله لايضيع أجر من أحسن عملا، ومحمد متفوق منذ صغره وقد حصل على المركز الثانى فى المرحلة الابتدائية والمركز الأول فى المرحلة الإعدادية ونتمنى أن يحصل فى امتحانات الثانوية على المركز الأول.
قال: اعمل نجار على باب الله يوم شغال ويوم قاعد، ومع ذلك اهتم بتعليم أولادى وتحفيظهم للقرآن، وأنا لو هبيع آخر جلابية عندي، وأنا وراهم حتى آخر نفس وربنا يبارك فى والدتهم، والد محمد حصل على الابتدائية ثم حصل على دبلوم منزلى قسم زخرفة، ويرى أن رزقه كله فى ابنه محمد، وأن العلم يرفع شأن صاحبه.
أضاف أن محمد يصرف على كتبه وملابسه من معاش تكافل وكرامة وبخلاف الجوائز النقدية عن فوزه فى مسابقات القرآن الكريم ويصلى بالناس فى رمضان، ورزقه واسع، والسعادة ليست فى المال السعادة فى صلاح حال الأبناء، معربا عن أمله أن تحقق التصفية النهائية فى الإمارات فوز ولده محمد وأن يرفع علم مصر، مؤكدا أنه كان مع ابنه محمد لحظة إعلان فوزه بالمركز الأول فى مسابقة تحدى القراءة ولم أستطع التحرك من مكانى ولم اشعر بقدمى وعنيا كانت مليئة بدموع الفرحة.
