قال الدكتور إسلام ثروت، أستاذ مساعد هندسة وعلوم الحاسب بجامعة النيل، إن الذكاء الاصطناعي يقدم فرصاً هائلة في مختلف المجالات التنموية. في القطاع الصحي، يمكنه تحسين التشخيص الطبي، وتحليل البيانات الطبية الكبيرة لاكتشاف الأنماط الخفية التي تسهم في العلاج المبكر للأمراض. في التعليم، يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تحسين التجربة التعليمية من خلال تخصيص المحتوى التعليمي بناءً على احتياجات الطلاب.
وأضاف د. إسلام ثروت في تصريحات لـ”الجمهورية”: وفي مجال الزراعة، يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية من خلال تحليل البيانات الزراعية وتوقع الظروف المناخية. في المركبات ذاتية القيادة، الذكاء الاصطناعي يحسّن من منع الحوادث والسلامة على الطرق من خلال التعرف على الأنماط والتنبؤ بالمخاطر. وفي مجال الأمن السيبراني، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حيوياً في كشف التهديدات، ولكنه يشكل أيضًا خطرًا حيث يتبناه المهاجمون، مما يؤدي إلى سباق تسلح.
الذكاء الاصطناعي يعزز كفاءة العمل
تابع قائلًا: أيضا في مجال تطوير البرمجيات، سيحدث الذكاء الاصطناعي تغييرًا كبيرًا في تطوير البرمجيات، من خلال أتمتة المهام وإنشاء الأكواد باستخدام اللغة الطبيعية. وأخيرا في صناعة إنشاء المحتوى، يستخدم الذكاء الاصطناعي البيانات السلوكية لإنشاء محتوى مخصص لصناعة الترفيه، مما يزيد من تفاعل المستهلكين.
أكد أستاذ مساعد هندسة وعلوم الحاسب بجامعة النيل أنه في المجمل، الذكاء الاصطناعي يعزز كفاءة العمل ويوفر الوقت والجهد من خلال أتمتة المهام الروتينية، مما يسمح للبشر بالتركيز على المهام الأكثر إبداعاً واستراتيجية. أيضاً، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحسين إدارة الموارد وتطوير استراتيجيات أفضل للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
مخاطر محتملة للتقنية الجديدة
وعن مخاطر المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، قال: رغم الفوائد الهائلة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك مخاطر محتملة يجب التعامل معها بحذر. أولاً، من أبرز المخاطر هو تهديد الوظائف؛ حيث إن أتمتة العديد من الوظائف قد يؤدي إلى فقدان فرص العمل في بعض القطاعات. ثانياً، هناك مخاطر تتعلق بالخصوصية، حيث تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على كميات هائلة من البيانات الشخصية، مما يزيد من احتمالية انتهاك الخصوصية إذا لم تتم حماية هذه البيانات بشكل كافٍ.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الاستخدام غير المسؤول للذكاء الاصطناعي إلى قرارات غير منصفة أو متحيزة، خاصة إذا كانت البيانات التي يتم تدريب الأنظمة عليها غير شاملة أو متحيزة. كما قد يشكل الذكاء الاصطناعي تهديدات أمنية، خاصة إذا تم استخدامه لأغراض ضارة مثل القرصنة أو إنشاء أسلحة مستقلة.
قلة الموارد لتطوير التكنولوجيا
أضاف الدكتور إسلام ثروت: من بين التحديات الرئيسية التي تواجه استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي هو قلة الموارد المتاحة لتطوير هذه التكنولوجيا في بعض الدول، وخصوصاً في الدول النامية. يتطلب تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قوية قدرات عالية في مجالات البيانات الضخمة والمعالجة الحسابية، وهذا قد يكون تحدياً للدول التي تفتقر إلى هذه البنية التحتية. ايضا، يستلزم الامر توافر بيانات ضخمة جدا حتى يمكن تطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي ذات كفاءة واعتمادية عالية.
التحدي الآخر هو القوانين والتشريعات. يجب أن تتكيف التشريعات والقوانين بسرعة لتتناسب مع التطورات التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف حماية حقوق الأفراد وضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التكنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك، هناك تحديات مرتبطة بالوعي المجتمعي حول التكنولوجيا وفهم كيفية عملها وتطبيقاتها بشكل صحيح.
عوائد مادية ضخمة
وعن قيمة العوائد المادية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، قال: على مستوى العالم، تشير التقارير إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهم بمليارات الدولارات في الاقتصاد العالمي، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير في السنوات المقبلة. وفقاً لبعض الدراسات، من المتوقع أن يضيف الذكاء الاصطناعي أكثر من 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030. في المنطقة العربية، هناك اهتمام متزايد بتبني الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة مثل النفط، والتجارة الإلكترونية، والقطاع المالي، مما يسهم في تحقيق عوائد اقتصادية كبيرة.
أوضح أنه من المتوقع أن تشهد المنطقة العربية نمواً كبيراً في العوائد الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي خلال السنوات المقبلة، خاصة في ظل الجهود التي تبذلها الحكومات لتعزيز التحول الرقمي واحتضان الابتكار التكنولوجي. تعد السعودية والإمارات من الدول الرائدة في هذا المجال، حيث أعلنت عن استراتيجيات وطنية طموحة لتبني الذكاء الاصطناعي وزيادة عوائده على الاقتصاد المحلي.
ورش عمل ومسابقات بالتطبيقات والبرامج
أشار إلى أنه يقوم ببعض بعض المجهودات التي تم تنفيذها مع الطلاب خلال الفترة السابقة في هذا المجال، منها تنفيذ مسابقات لريادة الأعمال لبناء تطبيقات وبرامج معتمدة على الذكاء الاصطناعي، وعقد ورش عمل لطلاب المدارس التكنولوجية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع مستثمرين لدعم المشروعات الطلابية، وعقد ورش عمل للطلاب يحاضر فيها أكبر الأساتذة في الجامعات الأمريكية والأوروبية المرموقة في مجال الذكاء الاصطناعي.