من حق الشعب المصرى بمختلف انتماءاته الدينية والاجتماعية أن يفرح وأن يحتفل بالأعياد التى تتعلق بحياته وعمله حتى يأتى العام الجديد محملاً بفرحة وسعادة هو فى أشد الاحتياج إليها.
فمنذ عدة أيام احتفل المسلمون بعيد الفطر المبارك وكان المسيحيون قد بدأوا الصوم فى نفس اليوم ليأتى احتفالهم هذه الأيام بعيد القيامة المجيد ويحتفل الأقباط بقيام السيد المسيح ودخوله إلى مدينة القدس.
وفى اليوم لاحتفالات الأخحوة الأقباط بعيد شم النسيم وفيه يتشارك الجميع فى السفر والتنزه واعتباره بداية لفصل الربيع.. وعلى الرغم من ارتباط موعد شم النسيم ويعتبر مناسبة لجميع المصريين منذ قديم الزمن بل إلى عهد قدماء المصريين.
وبين هاتين المناسبتين يأتى الاحتفال بعيد العمال وهو مناسبة عالمية يحتفل خلالها عمال مصر مع عمال العالم بعيدهم الذى ينتظرونه كل عام.. إلا أن احتفالهم هذا العام يختلف إلى حد كبير عن الأعوام السابقة حيث يشهد الإنجازات التى تحققت على أيديهم خلال الفترة السابقة وأنهم أصبحوا بالفعل النجوم المضيئة للجمهورية الجديدة من خلال ما تحقق بفضل سواعدهم وعطائهم وقوة إرادتهم وتحدى الصعاب لكى يعلوا بشأن بلادهم.. ولعل الرسالة التى وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى لعمال مصر على موقع التواصل الإجتماعى تؤكد مدى تقديره للدور الذى يقوم به عمال مصر الذين تعهدوا ببناء وطننا العزيز وأوفوا بما وعدوا به من خلال بذل قصارى الجهد لبناء دولتنا العصرية الحديثة.
الواقع أن الدولة المصرية قد أولت اهتماماً غير مسبوق بعمال مصر وهو ما انعكس بشكل واضح من خلال إستراتيجية الجمهورية الجديدة لدعم وتطوير الأيدى العاملة على كافة المستويات وتوفير حياة كريمة لهم وعلى مدار 10 سنوات كان العمال وبحق هم الحراك والوقود فى معركة بناء الجمهورية الجديدة حيث ساهمت المشروعات العملاقة التى شهدتها البلاد خلال هذه الفترة فى توفير ملايين فرص العمل ونجحت الدولة منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية فى خفض معدلات البطالة رغم الأزمات الاقتصادية التى يشهدها العالم مع الحرص على تحسين أجور العمال ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 6 آلاف جنيه.. هذا بالإضافة إلى إنشاء صندوق إعانة للعمالة غير المنتظمة.
ومن المؤكد أن الفترة الرئاسية الجديدة سوف تشهد اهتماماً أكبر بملف الصناعة والاقتصاد وسوف يعاد النظر فى موقف المصانع التى أغلقت أبوابها للوقوف على أسباب ذلك ومعاونتها لاستعادة نشاطها الصناعى خاصة على ضوء توجه الدولة إلى تشجيع القطاع الخاص على القيام بدوره فى مجال التنمية والتصنيع والتصدير لتحقيق أكبر عائد اقتصادى لأصحاب تلك المصانع والذى سوف ينعكس على العاملين بها بصفة خاصة وعلى الدولة المصرية بصفة عامة.
هكذا جاء هذا الأسبوع حاملاً معه الاحتفال بثلاثة أعياد مصرية صميمة كل منها له تاريخه وله طقوسه وقد كانت الدولة حريصة على أن تعطى لأبناءها من الشعب راحة من أعباء العمل ولو لمدة يوماً واحداً إلا إنها أرتأت تأجيل أجازة عيد العمال من يوم الأربعاء إلى يوم الأحد الموافق الخامس من مايو وهو نفس يوم الاحتفال بعيد القيامة وهنا حاول بعض الخبثاء التقليل من قيمة الاحتفال بعيد القيامة من منطلق أن الدولة منحت جميع العاملين بالدولة إجازة بمناسبة عيد العمال واستدلوا على ذلك بتهنئة العمال بعيدهم دون الإشارة إلى عيد القيامة إلا أن تدخل العقلاء من هنا وهناك نجح فى إحتواء ذلك الفهم الخاطئ فى أن التهنئة بعيد العمال جاءت مقدمة على عيد القيامة لأنه يسبقه بخمسة أيام وأن ترحيل الإجازة يأتى فى إطار سعى الدولة إلى إعطاء فرصة كافية للشعب لأخذ قسطاً كافياً من الراحة خاصة وأن اليوم التالى لعيد القيامة سوف يكون أجازة رسمية بمناسبة شم النسيم.
هنيئاً لعمال مصر الأوفياء الاحتفال بعيدهم.. هنيئاً لأقباط مصر بعيدهم.. هنيئاً لمصرنا الغالية تلك الأعياد والمناسبات السعيدة التى نستحقها ونستحق أن نحتفل بها.
وتحيا مصر…