للأسف قد يظن البعض أن الفساد المالى هو العامل المشترك فى نجاح أو فشل عمل أى منظومة أو تحقيق بطولات أو إنجازات اخفاقات، وأرى ان كل أسهم النقد تذهب تجاه الدعم المالى وتربط أى فشل بهذه النقطة لدرجة وصلت لحد طرح المقارنات بين الاتحادات بالدعم المالى التى تحصلت عليه من قبل الدولة متمثلة فى وزارة الشباب والرياضة وأصبحت كل التعليقات على صفحات التواصل الاجتماعى السوشيل ميديا تتناول هذا الأمر بصورة تغفل أموراً أخرى قد تكون هى الأساس فيما نحن وصلنا إليه كرياضة مصرية وهو ما ظهر بمنتهى الوضوح والخزى من كوارث واخفاقات فى منافسات دورة الألعاب الأولمبية بباريس.
الحقيقة أنا لست مختلفاً عن كل المطالبات التى تندد بحساب كل من تلاعب بالمال العام أو اهدره ولكنى على يقين أن التدقيق من جانبنا كرأى عام أو جهات رقابية فى هذا الأمر وحدها وبراءه كل من يثبت صحة موقفه المالى فقط من العقاب ليس هو الحل فى طريق تصحيح المسار لأنه وللأسف الشديد من السهل جداً براعة أصحاب الخبرة فى «تستيف» الورق وعمل ميزانيات تفوق الخيال، وهنا وعن قناعة أطالب بمحاسبة أصحاب فساد الفكر، وهذا يعنى الكثير فى محاولات السعى الجاد لتطهير الرياضة، فكل مشاكلنا تتلخص فى هذه الجزئية بوجود أشخاص غير مؤهلين للقيادة أو التفكير خارج الصندوق أو العمل وفقاً لأطر علمية حديثة مبنية على الدراسات والتوقعات، للأسف الشديد هناك فجوة فى هذه النقطة ودائماً تذهب حجم المسئولية على الجانب الفنى من أجهزة فنية ولاعبين دون محاولة حتى مراقبة قرارات مثل هؤلاء الذين يجلسون على الكراسى وكل همهم الأكبر كيفية التواجد أكبر وقت.
للعلم حتى لا نسمع التبريرات من أصحاب الخطب الرنانة والكلام المعسول بأن الدعم المالى الذى حصلت عليه الاتحادات من الوزارة ليس كافياً أوضح لهؤلاء بان هناك دولاًَ لاتمتلك ميزانيات أو دعماً ومع ذلك تحقق نتائج إيجابية بسبب وجود أصحاب الفكر والحرص من الجميع على التشدد فى دقة العمل وجودة القرارات والسير على منهج خطط واستعدادات هادفة حقيقية وحتى لا نجمل الكلام هناك ازمة فكر فى كراسى الاتحادات وما زال التطوير التى تعيشه مصر لم يصل هذه الأماكن فنحن دولة لها وزنها وتمتلك كل مقومات التفوق والإبداع وليس النجاح فقط، والغريب بل والعجيب أننا نمتلك أفكاراً من التميز والإبداع فى شتى المجالات وما نعيشه اليوم من إنجازات فى البنية التحتية فى كل الأصعدة يبرهن لنا أن مصر قادرة وتستطيع، ومع الأسف نجد أصحاب الفكر الحقيقى خارج التقييم والوجود ونجد أشخاصاً يعرفون أسهل الطرق للكراسى ولابد أن يكون التقييم فى كشف الحقائق لعمل الاتحادات فيه محاسبة صريحة على كل الأفكار السلبية التى وصلتنا لما نحن اليه الآن.