كل يوم تؤكد إسرائيل أنها أحقر وأبشع قوة احتلال فى التاريخ.. كل تصرفات قادة هذا الكيان تؤكد بشاعتهم وانتهازيتهم وسوء أخلاقهم ورفضهم أن يكون لهم موقف رجولى يؤكد أن هذا الكيان دولة لها قيم وأخلاقيات وسياسات تعكس نزاهة وإنسانية أصحاب القرار فيها.
كل دول العالم تعاطفت خلال الأيام الماضية مع الشعب السوري، وسعدت لسعادته.. وصدرت تصريحات إيجابية من معظم دول المنطقة تحث الشعب السورى على الوحدة والتضامن والوقوف فى وجه كل محاولات الفوضى والانجرار إلى مواجهات طائفية.. وهى تصريحات ومشاعر طبيعية تجاه شعب يواجه أزمة حقيقية ويحتاج المساعدة والمساندة حتى يتجاوز محنته ويعيش حياة الحرية والكرامة واحترام حقوق الإنسان التى يتطلع إليها.. إلا الكيان الصهيونى الذى أبى أن يكون دولة لها قيم ومبادئ وأخلاق فاستغل حالة الفراغ والفوضى فى سوريا وشنت قواته عمليات قصف لمنشآت علمية وبحثية وأمنية وأمر مجرم الحرب «النتن ياهو» قواته باحتلال مساحة كبيرة من الأراضى السورية، ووضع بها معداته ومتاريسه العسكرية.. وكأن إسرائيل تعاقب السوريين على الاطاحة ببشار الأسد وحزينة على رحيله!!
بصراحة.. لم يعد أحد يدرى كيف يفكر قادة العصابة الصهيونية فى تل أبيب وماذا يريدون بالضبط؟
>>>
بعد سقوط بشار وهروبه من البلاد ذهب مجرم الحرب الصهيونى ومعه حاشية من أعوانه إلى الحدود مع سوريا وأعطى أوامره بالاستيلاء على المنطقة العازلة وأعلن انتهاء اتفاقية فك الاشتباك الموقعة بين سوريا وإسرائيل عام 1974 فى خطوة واضحة لاحتلال المزيد من الأراضى السورية.. وخلال ساعات كانت قوات الجيش الصهيونى تتوغل وتحتل أكثر من 15 كيلو مترا من أراضى سوريا وسط صمت مريب من المجتمع الدولى ودول المنطقة التى لم تتحرك منها ضد هذا العدوان الصارخ على الأراضى السورية – حتى كتابة هذه الكلمات – إلا مصر والأردن وتبعتهما العراق.. وكأن أمر سوريا لا يعنيهم وترك إسرائيل تحتل منها ما تشاء!!
لقد أعلن مجرم الحرب الصهيونى الذى يقود الكيان المحتل أن سقوط نظام بشار الأسد «فرصة جديدة لدولة إسرائيل» ما يعنى استكمال المخطط الصهيونى المدعوم من أمريكا بتوسيع مساحة دولة الاحتلال على حساب دول الجوار العربية وهو ما يحدث الآن على الأرض، فقد احتلت غزة من جديد، وبدأت فى إقامة مستوطنات جديدة فى الضفة الغربية.. ثم احتلت مساحة كبيرة من الجنوب اللبناني.. وها هى تحتل مساحة كبيرة من الأراضى السورية وستظل بها تحت ستار حماية دولة الاحتلال حتى يأتى حكم ترامب ليدعم استمرار إسرائيل فيما احتلت من أراض فى لبنان وسوريا فقد سبق وأعلن دهشته من صغر مساحة دولة الاحتلال!!
سوريا الآن يجب أن تكون فى عهدة أشقائها العرب يبذلون كل جهد لحماية وحدتها وبداية نهضتها وبنائها من جديد وإعادة شعبها المهجر الى معظم دول العالم إليها فقد اشتاق معظم السوريين إلى تراب بلادهم وهم قادرون على إعادة البناء.
ينبغى أن تكون سوريا للسوريين وحدهم ولذلك على الدول العربية أن تقف موقفا واحدا فى وجه مخططات تقسيمها واحتلال الدول المجاورة المزيد من أرضها وعلى الدول العربية أن تصعد من حملتها.
>>>
ما رأيناه ونراه على أرض سوريا الشقيقة الآن يؤكد أنه لا وجود للجيش العربى السورى الذى انفرط عقده وذاب فى لحظات ولم يعد له وجود فى الأحداث ولم يعد قادرا على التصدى لأعداء الوطن من الصهاينة وغيرهم.. وهذا على العكس تماما مما حدث فى مصر.. فجيش مصر العظيم هو الذى حمى أرض مصر وحدودها ومؤسسات الدولة فى أحداث يناير 2011، وتحرك هذا الجيش العظيم بدافع وطنى لحماية إرادة الشعب، وهو الذى حمى مصر من المخططات الأجنبية التى كانت تستهدف حرق الأخضر واليابس فى بلادنا العربية.
قوة الجيش المصرى سجلت فى تاريخه صفحات جديدة من التفوق تدعو كل المصريين والعرب إلى الافتخار به، فهو الجيش الوحيد فى المنطقة العربية الذى صمد أمام كل التحديات،.
لقد اتضح للجميع أن الدول التى لا تمتلك جيوشا قوية تظل دائما فى مهب الريح ولا قدرة لها على مواجهة التحديات والمؤامرات وهذا ما أدركته القيادة السياسية والعسكرية فى مصر خلال السنوات العشر الماضية فبدأت فى تحديث وتطوير ودعم قدرة الجيش المصرى.. حفظ الله سوريا الشقيقة وكل الدعوات الصادقة لشعبها بأن يكونوا على قدر المسئولية وأن ينبذوا كل محاولات الفرقة وأن يحافظوا على وطنهم ويعودوا به وطنا قويا عزيزا قادرا على مواجهة كل الطامعين فيه.