كثيرا ما انتقدت أحوال الكرة المصرية التى لا تسر عدواً ولا حبيباً خاصة فى بندى العدالة والانضباط وهما كلمتان فقط ولكنهما سبب أساسى لكل أزمات الكرة المصرية على مستوى المنتخبات والأندية.
أذكر أننى تناولت على مدى شهور فى هذا المكان كل أزمات الكرة المصرية واقترحت بقدر استطاعتى الحلول المناسبة لها فى ضوء إمكانياتنا وكان ضمن هذه القضايا بند اللوائح وتناولتها تحت عنوان «الجهل باللوائح» الذى تسبب فى العديد من المشاكل والأزمات على المستوى الدولى لأن أغلب الإداريين ومديرى الكرة لا يقرأون اللوائح بل الغالبية العظمى منهم لا يتحدث الإنجليزية اللغة التى يكتب بواسطتها أغلب اللوائح الدولية فى العالم، وبالتالى نصطدم بالمشاكل التى تفسر فى النهاية على أنها الجهل.
ومنذ أيام تعرضت الكرة المصرية لأزمة عنيفة تسيء لها تماما والعجيب أنها الأزمة الثانية خلال عامين وفى نفس البطولة وهى دورى كرة القدم للشباب تحت 20 سنة والتى تعتبر المسابقة الأكبر بين كل مسابقات الناشئين لأنها تسبق مباشرة مباريات الفريق الأول.
فمنذ عامين فقط احتفل الأهلى والزمالك معا بالفوز بدورى الشباب فى نفس الوقت وفى نصفى الملعب عقب مباراتهما نظرا لعدم وضوح اللوائح أو عدم تفسيرها بوضوح من جانب اتحاد الكرة قبل انطلاق المباراة حتى تكون الأمور واضحة بعد المباراة، وكان كل فريق يفسر اللائحة بطريقته فكان الاحتفال المزدوج الذى لم أشاهده فى أى مكان فى العالم.
اتحاد الكرة لم يتعلم من دروس الماضى وترك الأمور معلقة فى نفس المسابقة هذا الموسم قبل المباراة الختامية بين الأهلى وإنبى دون أن يوضح مصير الاحتجاج الذى تقدم به نادى إنبى احتجاجا على تزوير لاعب شارك فى مباراتهم أمام المصرى والتى خسرها إنبى 0ــ 2 وبالتالى طالب إنبى باعتباره فائزا بتلك المباراة ومن ثم فائزا بالدوري.
ماذا حدث.. لقد تكرر المنظر بالكربون واحتفل الأهلى وإنبى معا كل فى نصف ملعبه عقب اللقاء الذى انتهى بفوز إنبى 4ــ 3.. الأهلى احتفل لأنه طبقا للائحة هو الفائز بفارق الأهداف بعد تساوى الفريقين فى عدد النقاط وفى المواجهات المباشرة بينهما، وإنبى احتفل معتبرا أنه الفائز بمبارته أمام المصرى لأنه أشرك لاعباً مزوراً لا يخضع لقواعد السن التى تشترط مشاركة مواليد 2003 أو ما بعدها وبالتالى فإن لاعبى إنبى احتفلوا بفوز فريقهم بالدورى بفارق 3 نقاط قبل أن يتخذ أى قرار بشأن صحة التزوير من عدمه فى واقعة مكررة للفشل أمام كاميرات التليفزيون وكنت معلقا على المباراة على شاشة أون تايم سبورتس ولم أجد الكلمات التى أتحدث بها عند نهاية المباراة وأنا أرى هذه المهزلة المكررة.
ليس مهما من يفوز ببطولات المراحل السنية لأن أهمية هذه البطولات هى البحث عن نجوم المستقبل وضخهم فى الفريق الأول وتوسيع قاعدة المواهب وليس تحقيق لقب بطولة، ولكن من المهم أن يتعلم هؤلاء الناشئون كيفية احترام اللوائح، وماذا يفعلون إذا كان رب البيت بالدف ضاربا؟
كان الأحرى باتحاد الكرة إنهاء القضية تماما بالإسراع فى تحديد مصير شكوى إنبى لمعرفة البطل فى النهاية بمجرد انتهاء المباراة دون أى تكهنات.. ولكن «هى عادتنا ولا هنشتريها».