مقطع فيديو يتكرر على جميع منصات التواصل الاجتماعي، يختلف الأشخاص ولا يختلف السيناريو والمضمون والديكور.. شخص يجلس أمام الكاميرا مرتديًا «الروب» الأبيض، ويرسم على وجهه ملامح الجدية والثقل بالعلم، يتحدث بصوت عالٍ مليء بالثقة بأنه وجد الحل لما تشكو منه من الأمراض، والسر يكمن فى هذه العلبة أو الوصفة. ثم يزداد صوته خشونة وارتفاعًا ويوجه إليك رسالة قوية: «حان وقت الشفاء، فقط اتصل على هذه الأرقام، يصلك الدواء».
إن بيع الأدوية عبر المنصات الإلكترونية يمثل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة. هذه الفيديوهات انتشرت بسرعة وتزداد يومًا بعد يوم. المواقع الإلكترونية تبيع أدوية ومكملات غذائية دون وجود رقابة كافية، مما يجعلها عرضة للغش والتزييف. وغالبًا ما تكون هذه الأدوية مجهولة المصدر، وقد تحتوى على مواد فعالة بجرعات غير مناسبة أو مواد سامة ممنوعة دوليًا، مما يعرض المستخدمين لمخاطر صحية جسيمة.
الأدوية التى يتم شراؤها عبر الإنترنت غالبًا ما يتم تناولها دون استشارة طبية، مما يعرض المستخدمين لتفاعلات خطيرة أو آثار جانبية غير متوقعة. وقد تعرضت العديد من الحالات لأضرار صحية بسبب تناول أدوية غير مناسبة لهم.
يجب أن نكون على علم بأن العديد من المواقع الإلكترونية تستخدم إعلانات مضللة لتسويق منتجات يتم المبالغة فى فوائدها، مع تجنب ذكر الآثار الجانبية. هذه الإعلانات تستهدف بشكل خاص الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مشاكل صحية، مما يجعلهم أكثر عرضة للانخداع.
بعض الإعلانات تروج لأدوية ذات ادعاءات طبية غير مثبتة علميًا، مثل «علاج سحري» لجميع الأمراض، مما يعرض المستخدمين لخطر منتجات غير آمنة.
فى أغلب الأحيان، لا يمكن التأكد من هوية الشخص الذى يقدم النصائح الطبية أو يقترح الأدوية عبر الإنترنت. قد يكـون هؤلاء الأشخاص غير مؤهلين طبياً، أو الأطباء الوهميين، مما يعرض المرضى لخطر التشخيص الخاطئ، ان بعض الأدوية التى يتم شراؤها عبر الإنترنت قد تكون منتهية الصلاحية ومخزنة بشكل غير صحيح، مما يؤثر على فعاليتها وسلامتها.
فى النهاية، يعد شراء الأدوية عبر الإنترنت ممارسة محفوفة بالمخاطر، خاصة فى ظل غياب الرقابة والإشراف الطبي. لذلك، يجب توخى الحذر واتباع الإرشادات الصحية والقانونية لتجنب التعرض لمخاطر صحية. كما يجب تعزيز التوعية الصحية بين أفراد المجتمع حول مخاطر شراء الأدوية عبر الإنترنت دون ضوابط. ولابد من الحملات الإعلامية وورش العمل التثقيفية. بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب مشاهدة هذه الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعى والإبلاغ عنها وحظرها لوقف انتشارها… لحماية صحتنا يجب علينا جميعًا أن نكون أكثر وعيًا بمخاطر شراء الأدوية عبر الإنترنت، والإبلاغ عن أى إعلانات مشبوهة، والحرص على استشارة الطبيب قبل تناول أى دواء.