يتواصل الحديث عن الأسلحة الحديثة لإفشال الدول والأدوات غير التقليدية فى ساحة الصراع وتشمل أيضاً:
استغلال الفتن الاجتماعية والطائفية:
استغلال الانقسامات الداخلية، سواء كانت دينية، طائفية، أو اجتماعية، هو أحد الأسلحة الحديثة التى تستهدف تفكيك المجتمع المصرى من الداخل، إذ تسعى جهات معادية إلى تأجيج الصراعات بين فئات المجتمع المختلفة واستغلال أى توترات عرقية أو دينية لإثارة الفوضى وإضعاف الوحدة الوطنية. ترويج الأفكار التى تعزز الانقسام والكراهية يُعد جزءًا من هذه الحروب الحديثة.
تشويه الصورة الخارجية:
من بين الأسلحة الخطيرة المستخدمة ضد مصر هو تشويه صورتها على الساحة الدولية. استخدام المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام العالمية لتوجيه انتقادات مستمرة لسياسات مصر الداخلية، سواء كانت متعلقة بحقوق الإنسان أو الحريات العامة، يهدف إلى الضغط على الدولة وعزلها دوليًا، هذا الأسلوب يستخدم لإضعاف علاقات مصر بالدول الكبرى والشركاء الاقتصاديين، مما يؤثر على مكانتها الإقليمية والدولية.
ولكن.. كيف تواجه مصر هذه الأسلحة الحديثة؟
فى مواجهة هذه الأسلحة غير التقليدية، يجب على مصر أن تعتمد على عدة استراتيجيات:
1- الوعى الشعبي: من الضرورى تعزيز وعى المواطنين بمخاطر الحروب الحديثة والأدوات المستخدمة فيها. الوعى هو السلاح الأقوى فى مواجهة الشائعات والمعلومات المغلوطة.
2- تطوير القدرات السيبرانية: تعزيز الأمن الإلكترونى وحماية البنية التحتية الرقمية يجب أن يكون أولوية قصوى للحكومة، لمواجهة أى هجمات سيبرانية محتملة.
3- السيطرة الإعلامية: تحسين الدولة لقدراتها الإعلامية للتصدى للأخبار المزيفة والترويج للحقائق، وذلك من خلال تعزيز وسائل الإعلام الوطنية واستخدام أدوات الإعلام الرقمى بفعالية.
4- الاستثمار فى الاقتصاد المحلي: مواجهة الحرب الاقتصادية تتطلب تعزيز الاعتماد على الذات، وزيادة الإنتاج المحلي، والتوسع فى الاستثمارات الداخلية والخارجية التى تقوى الاقتصاد وتحصنه ضد الضغوط الخارجية.
5- تعزيز الوحدة الوطنية: على الدولة العمل بجد لتقوية الروابط بين فئات المجتمع المختلفة، ومحاربة أى محاولات لبث الفرقة أو الفتنة الطائفية.
وفى الختام اؤكد على ان الأسلحة الحديثة التى تُستخدم لإفشال الدول تعد أكثر خطورة من الحروب التقليدية لأنها تعمل فى الخفاء وتستهدف استنزاف الدول من الداخل، ومع ذلك فإن مصر بفضل وعى شعبها وقدرتها على التكيف والتطوير، قادرة على مواجهة هذه التحديات، والرد الحاسم على هذه المحاولات هو التماسك الوطني، والاستمرار فى بناء الدولة بمؤسسات قوية واقتصاد متماسك، وتحقيق العدالة الاجتماعية التى تُعزز الاستقرار الداخلي.