كتبت مقالين هنا عند تولى د.أحمد هنو وزارة الثقافة وتضمنتا تسليط الضوء على أحد أهم روافد الثقافة فى مصر منذ عشرات السنين وهو المسرح وماوصل إليه الحال..والحقيقة فى الوقت الذى استقبل الوزير المقالين بتفهم وتركيز..أصاب ذلك البعض القليل بالضيق والعصبية وظهر ذلك بوضوح فى ردودهم التى لم تتضمن سوى السرد لعدد من المسرحيات الموجودة فى دور المسرح والتى لم تحقق التواجد الجماهيرى ماعدا مسرحية»مش روميو وجولييت» إخراج القدير عصام السيد والتى تم الإعداد لها على مدار سنوات طويلة..
ولحسن الحظ جمعنى لقاء سريع مع «د.هنو» فى إحدى المناسبات المهمة والتى سأتكلم عنها فيما بعد.. والحقيقة فقد أشاع الوزير فى المكان أجواء من الإيجابية والبهجة..ولم يكن من أصحاب رفع الياقات بل كان فى قمة التواضع والبساطة لدرجة أنه عند دخوله المكان ولمحنى وإثنين من الزملاء جاء مسرعاً والابتسامة تملأ وجهه ليرحب بنا بكل ود وحميمية ولم أكن إلتقيته من قبل وجهاً لوجه..وهنا أيقنت أن إختياره لهذا المنصب المهم حالفه الصواب لأنه يملك من الأدوات الشخصية مايؤهله للنجاح فى تغيير الحركة الثقافية وخاصة المسرحية للأفضل..وبعد إنتهاء مراسم المناسبة ذهبت لتحيته وهمست فى أذنه «ياريت مايكونش حضرتك زعلت من اللى كتبته»..فرد بابتسامة هادئة» لا..أبداً..مفيش زعل خالص»..فقلت « لاأملك لك إلا النصيحة والدعاء بالتوفيق»..فطبطب على كتفى قائلاً» ألف شكر..بس إصبروا عليا شوية.. لسه فى حاجات كتير جايه»..فقلت» المشكلة إنك محتاج أدوات جديدة خالص غير اللى موجودة عشان تساعدك فى تحقيق اللى انت عاوزه»..قال» تقصد كذا وكذا»..قلت «مش بس كده فى أدوات كتير لازم تتغير عشان تبدأ معاك المشوار بفكر جديد ومش معقول أحد المناصب لم يجلس فيه مسئول أكثر من عامين ولم يتم تغييره من تسع سنين»..قال»الموضوع محتاج شوية صبر.. وأنتم شايفين البدايات وأولها كذا وكذا» .. وهنا إلتف حوله العديد من الموجودين يريدون تحيته واتفقنا على التواصل فيما بعد» ..
والحقيقة فإن التغييرات والتجديدات التى أجراها فى بعض المناصب لم يصاحبها إرتياح من الكثيرين.. وأعتقد أيضاً لم يكن هو راضياً عنها.. وبكل صراحة منزهة عن أى هوي..الوزير معذور لأنه ورث تركة ثقيلة تحتاج مجهوداً ليل نهار.. وقد شعرت فى كلامه أن تفكيره يتجه لإحداث تغييرات جذرية وأنه سيستعين بقيادات شابة تواكب رغبته فى النهوض بالوسط الثقافى وسيلجأ إلى أصحاب الخبرات فى إختياراته للبحث عن هذه القيادات.. وماعلينا إلا مساندته حتى يتحقق المراد.