جلست مع صديقى الصدوق فى كافيه «شيك دعانى للجلوس عليه» نتبادل أطراف الحديث حول الانتخابات النيابية القادمة ومواصفات المرشحين وأهم الشروط الواجب توافرها فيهم؛ ودار الحديث حول العديد من الجوانب العلمية والفنية والاخلاقية والمالية وذهب هنا وهناك ثم تطرق إلى «المعرفة».. وهنا كان الخلاف .
صديقى لا يهتم أن يعرف المرشح الأدوات الرقابية داخل المجلس ولا الفرق بين طلب الإحاطة والبيان العاجل وطلب المناقشة والاقتراح برغبة والسؤال والاستجواب..المهم عنده أن يعرف كيف يوزع الإعانات الاجتماعية «مالية -عينية»بطريقه صحيحة وأن تصل إلى مستحقيها.
أخذت رشفة من فنجان القهوة ثم بادرته قائلا طب على الأقل يلتزم بواجبات أعضاء المجلس وأن يقدم للمجلس إقرار ذمة مالية «حقيقى» عند شغل العضوية وعند تركها وفى نهاية كل عام.. وألا يشترى، أو يستأجر، شيئًا من أموال الدولة أو أياً من أشخاص القانون العام أو شركات القطاع العام، أو قطاع الأعمال العام، ولا يؤجرها أو يبيعها شيئًا من أمواله أو يقايضها عليه، ولا يبرم معها عقد التزام، أو توريد، أو مقاولة أعمال أو خدمات أو تقديم أعمال استشارية بأجر أو بدون أجر، أو غيرها، – طوال مدة العضوية بالذات أو بالواسطة .
تغيرت ملامح وجه صديقى قبل أن أبادره وأن يلتزم بإبلاغ المجلس بأى هدية نقدية أو عينية يتلقاها بسبب العضوية أو بمناسبتها.. وأن يلتزم فور اكتسابه العضوية باتخاذ الإجراءات اللازمة لفصل ملكيته فى أسهم أو حصص الشركات عن إدارة أى أسهم أو حصص فى هذه الشركات، خلال مدة لا تجاوز ستين يومًا من اكتسابه العضوية.
صديقى صمت تماما «واعتدل» فى جلسته.. وهو يقول فى نفسه أنا «فتحت على نفسى فتحه».
رجعت إلى الخلف قليلا وقد ظهرت على وجهى ابتسامة.. ثم قلت طب على الأقل يعرف مهام عضو المجلس والتى تتضمن التشريع والرقابة وممارسة الصلاحيات التشريعية والسياسية والمالية، بالإضافة إلى تمثيل الشعب وتقديم الخدمات للمواطنين.. ويشارك فى إعداد مشاريع القوانين ومناقشتها والتصويت عليها.. وأن يمارس الرقابة على أعمال الحكومة من خلال الأسئلة البرلمانية والاستجوابات.. وأن يشارك فى مناقشة وإقرار الميزانية العامة للدولة.. ويراجع النواب الحساب الختامى للدولة.
وأخيرا يقدم الخدمات للمواطنين فى مناطقهم، ويساعدهم فى حل مشاكلهم.
صديقى نظر لى نظرة تحمل عشرات المعانى ثم انصرف دون أن يحاسب ..! بل «شوح بيده» قبل أن يقول روح دور عليهم .. لا أعرف حتى الآن لم غضب صديقى ؛ أليست هذه هى مهام النائب ودوره داخل المجلس أم القصة أصبحت وجاهة ومنظرة وحفاظاً على مكاسب وحصانة.
مصر تمر حاليا بمرحلة إصلاح حقيقى تحتاج فيها إلى نواب حقيقيين يناقشون ويبتكرون ويقدمون حلولاً ومقترحات.. ولا تحتاج إلى نواب الخير «والمنظرة والبرستيج» وإخفاء الماضى.