كان اجتماعاً وتجمعاً مختلفاً.. مع شخصيات كبيرة «فعلا».. «أصول وفكر وعائلة وثقافة ورؤية» فى مناقشة جادة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة تحت عنوان «آمال -أمانى -واقع».
الاجتماع كان فى منزل أحد كبار العائلات واستمر ساعتين «تخللهما ساعة لواجب الضيافة» وسط مشاركة واسعة من كبار العائلات والقبائل العربية والنقابيين ورؤساء هيئات سابقين وبعض الشخصيات العامة والخبراء من مختلف التخصصات.. مجموعة تتفق على هدف واحد وكلمة واحدة.. نائب فاهم لديه ما يقدمه.. لا يسعى للأخذ أو تبييض الماضى أو تحقيق مكاسب.
وفجأة وبدون مقدمات هرع أحد العاملين فى المنزل إلى حيث يجلس مضيفنا وأسر فى أذنه ببعض كلمات فقام مسرعا نحو الباب وهو يضحك بصوت مرتفع – لم نعرفه عنه من قبل -قبل أن نضحك جميعاً فقد وصل أحد النواب الحاليين والطامحين فى الفوز بترشحه على قوائم الحزب.
اختار النائب الحالى و«المرشح المحتمل» الجلوس بجواري؛ وهمس لى خير مجتمعين ليه، نظرت له من أسفل النظارة ثم وضعت قدما فوق أخرى قبل أن أقول؛ عادى بحزم وشدة – لم يعهدها أحد فى من قبل – بندرس دعم مرشح فى الانتخابات القادمة ونضع الشروط التى يجب توافرها فيه.. ونفاضل بين برامج ورؤية الأحزاب.. استمر حديث القامات الموجودة دون النظر لوجود النائب من عدمه حتى وصلنا إلى النظام الانتخابى الأنسب لمصر، وهل هو النظام الحالى الذى أقره مجلس النواب مجددًا، والذى يجمع بين القائمة المطلقة المغلقة والفردى، أم النظام الذى اقترحته بعض القوى والاحزاب خلال الحوار الوطنى والذى يجمع بين القائمة النسبية والفردى.. وهنا اعتدل النائب فى جلسته ثم قال: فرق اه واختلافات اه كلها كويسة وتمام؛ المهم أعمال الواحد فى الدائرة والخدمات التى قدمها.. ضحك الاغلبية قبل أن يطلب أحدهم أن أوضح له الفارق بينهما.. انتقلنا بعد شرح بسيط لسيادة النائب عن الفرق بين القوائم وميزات كل منها وعيوبه ثم تطرقنا إلى تقييم أداء نواب الدائرة خلال هذه الدورة وهل يستمرون أم الأفضل وجوه ودماء جديدة.. وهنا طلب منا صاحب المنزل الانتقال إلى مكان تناول العشاء بعدما قال «خالونا نأكل قبل الكلام ما يسخن».
النائب ترك مكانه بجوارى وهرع للجلوس وسط أنصاره ومؤيديه.. وصاحب المنزل وأقاربه فى الوسط.. وأنا وبقية الضيوف فى المواجهة.. وبدأ الحوار والأسئلة.. كم طلب إحاطة تقدمت به وعدد البيانات العاجلة التى طرحتها والاستجوابات والأسئلة وكم اقتراحا برغبة قدمته وعلى أى أساس وافقت على الميزانية العامة للدولة وعلى الحساب الختامى.. وكم جلسة حضرتها فى اللجنة التى اخترت الانضمام لها من لجان المجلس وغيرها من الأسئلة التى تدور حول دوره النيابى الحقيقى.. استمع النائب بصدر رحب لكافة الأسئلة ثم قال نظمت عشر قوافل طبية صرفت الأدوية لما يقرب من 12 ألف مريض ودفعت المصروفات المدرسية لما يقرب من ألف طالب سنوياً ووزعت ما يقرب من خمسة آلاف شنطة رمضان سنوياً وأقمت مائدة رمضان وعملت معرضين للملابس بأسعار مخفضة وعرض عند دخول المدارس ونسقت مع رئيس الحى لإنارة ورصف عشرات الشوارع؛ ثم عاد للوراء قليلا وهز رأسه وابتسم وقال ووزعت هدايا قيمة فى الدورات الرمضانية وعلى أوائل الشهادات العامة وفى عيد العمال وذبحت خمسة عجول ووزعتها فى العيد.. ولم أترك فرحاً أو طهوراً أو سبوعاً إلا وكنت أول من «ينقط».. احتسى رشفة شاى بصوت مرتفع ثم همس «أقول لكم على سر» أنا بدفع شهرية لمحلات الفراشة على مستوى الدائرة حتى أكون أول من يعرف بحالات الوفاة «وأعمل الواجب».. اختتم النائب كلامه وسط تهليل وتصفيق من أنصاره ومؤيديه وابتسامة تحمل عشرات المعانى منى وممن حضر اللقاء.