نظرة واحدة فقط إلى الشارع الآن تؤكد أننا وصلنا لمرحلة من الخطر لايمكن تجاوزها أو السكوت عنها.. ولو تغافلنا عنها لأصبحنا فى مواجهة خطيرة مع الأجيال الجديدة من الشباب الذى أصبح الآن فى حالة من الفوضى الأخلاقية التى تعم الشارع بشكل قد يكون عاما فلا تجد مكانا يمكن أن تقابل فيه مجموعة من الشباب الصغير سنا إلا وهم يتبادلون السباب بأفظع الألفاظ وأقذر الشتائم وبشكل طبيعى جدا خلال الحوار العادى وليس فى مشاجرة أو مشادة..
نعم وصلنا لمرحلة أن الحوار العادى المتبادل بين الشباب الآن لايخلو من سباب بذئ وكلمات خارجة وحركات وأصوات لا أخلاقية يلقيها الشاب فى وجه زميله الذى يتلقى السباب بابتسامة بلهاء ويكمل حواره بالرد على زميله بسباب مماثل وفى النهاية يضحك الجميع بشكل طبيعى ويستمر الحوار الهزلى والسب العلنى بالأم والأب بأفظع الألفاظ وأحط الشتائم دون إحساس بالعيب أو بالخزى من سب الأم والأب..
هذا بخلاف بعض البلطجة المنتشرة بشكل كبير وكأننا أصبحنا فى ساحة حرب تقليدا لما يبثه علينا رواد الفتنة فى الأفلام والمسلسلات الهابطة التى دمرت ما تبقى من قيم وانتماء وأصبحت هذه البلطجة هى القيمة الوحيدة التى يؤمن بها بعض أجيال قادمة للأسف الشديد..
ولا يقتصر الأمر على الشباب فقط بل وصلت الكارثة لانتشار هذا الوضع المؤسف بين فتيات صغيرات تجدهن يتلفظن بألفاظ خارجة وبأصوات عالية وضحكات غير مقبولة فى وسط الشارع وهو ما شاهدته وأشاهده يوميا بعينى وليس رواية عن أحد بل إن هناك مواقف محددة تحدث أمامى بشكل مستمر أثناء خروج الطالبات من المدارس أو على المقاهى والنواصى.. ولا ننسى طبعا المناظر المرفوضة على مرأى ومسمع من الجميع فى الشارع ووسائل المواصلات وأمام المدارس وفى النوادى والتجمعات.
الخلاصة أننا أمام خطر كبير يهدد أجيالا بأكملها وليس مجرد مجموعة أو جيل واحد.
والسؤال الآن.. هل يمكن الاعتماد على هذه الأجيال فى مواجهة أى خطر قادم وهو أمر متوقع فى كل وقت ومن أى مكان مع التصعيد المستمر على الساحة العالمية الآن لأسباب نعلمها جميعا ويقف لها كل الشرفاء داعمين ومؤيدين للدولة المصرية ولرئيس الدولة وللجيش والشرطة وهو موقف الشرفاء الذين تربوا على حب الوطن والانتماء والوطنية.
الأمر جد خطير وقد وصلنا فعلا لمرحلة حاسمة يجب أن تتضافر فيها كل جهود الدولة ومعها جهود الشعب المصرى من المخلصين الذين يعرفون قيمة الوطن لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التى لو استمرت لكانت النهاية على غير ما نتمنى.
المواجهة حتمية ولو لم نتدخل الآن لوقف النزيف الأخلاقى والقيمى فى الشارع المصرى عند الشباب وأيضا عند بعض الكبار فسوف نصل لنتيجة لن ترضى أحد وسيدفع الجميع ثمنا فادحا فى القريب العاجل من أجيال لم تعد تحترم ولا توقر كبيرا ولا ترحم صغيرا وأصبح التجاوز وانعدام الأخلاق هو المظهر الحضارى الذى يبحثون عنه.
ولا سامح الله كل من ساهم فى هدم الأخلاق والقيم بداية من ابراهيم الأبيض مرورا بعبده موتة وصولا لنمبر وان.. فهم يتحملون مسئولية الانهيار الأخلاقى وانتشار البلطجة بهذا الشكل الذى نعيشه جميعا الآن.
الخطر محيط بنا جميعا ولن يفلت منه أحد ويحتاج تدخلاً ومواجهة عاجلة وحاسمة.. وإلا سندفع ثمنا باهظا شعبا ودولة.