قال الكاتب والروائي والسيناريست أحمد مراد: ” إن معرض الشارقة تحول من حدث يحاول أن يجذب الجمهور والقراء إلى حدث يسعى إليه الجمهور والقراء، وصار نجاحه وتطوره بقوة دفع ذاتية وعبر تراكم جهد السنوات الماضية، وأضاف مراد: معنى هذا أن البذرة التي غرست منذ سنوات نمت وكبرت وصارت شجرة كبيرة مثمرة، تلك البذرة هى الأجيال التي كانت صغيرة وشبت على حب الكتاب وهى الآن تشكل جمهور المعرض الرئيسي، فضلا عن أن الجاليات العربية في الإمارات كلها حريصة على حضور فعاليات المعرض، تأتي من كل مكان في الإمارات، وهذه مرحلة مهمة جدا وما حدث يشبه الاستثمار في الشجر”.
سلاسة وإحكام
قال أيضا على هامش مشاركته هذا العام : إن التنظيم يزداد إحكاما ويزداد سلاسة، وأشار إلى ضيوف المعرض هذا العام وتميزهم وتنوعم كما وكيفا وإضافة وجودهم لتلك الدورة مؤكدا أنه حرص على استعراض كتاب ضيوف المعرض ولمس ذكاء وتنوع الاختيارات والأسماء، موضحا أن منهم كتاب عرب وعالميين ونجوم سينما وغيرهم،
وعن شعار المعرض هذا العام ” هكذا نبدأ” رأي مراد أن هيئة الشارقة تجيد التعبير عن أهدافها ومضمونها بأكثر من طريقة جذب، وأن اختيار عنوان أو شعار “هكذا نبدأ” يلخص الأمر فكل مشاكلنا وهمومنا وطموحاتنا تبدأ من الكتاب و” هكذا نبدأ” سعينا إليها.. إنك في عالم يتغير في كسر من الثانية ولا سبيل لمواكبته إلا بالكتاب والكتاب يعني المعرفة والاطلاع.
«الكتابة موهبة تحتاج إدارة»
وعن فكرة ورش الكتابة والسيناريو حيث بقيم مراد ورشة سيناريو لجمهور معرض الشارقة، اشار مراد إلى أن الكتابة موهبة لابد لها من إدارة فلابد أن يبدأ الكاتب من فهم القواعد وإتقانها وفهم القواعد هو أهم دعم للكاتب يساعده على الاستمرار، والورش كما تساعد الموهوب على إتقان الكتابة فقد تكشف لآخر أنه لن يصلح لهذا الطريق، فهى لا تمنح موهبة لأحد بل تنظمها، والموهبة تتضح من أول لحظة للمدرب وبعضهم، يكون لديه قصة جيدة لكنه لا يعرف كيف يكتبها وهنا دور الكورس، وكثرة الورش ليست شيئا سيئا فالبحر يطرد بقعة الزيت والكاتب الضعيف ربما يكون معلما ومدربا جيدا وهذا يحدث أحيانا.
قال مراد: ” إن الـ ai سينقل صناعة السينما نقلة نوعية كبيرة في السنوات القادمة وسيغير طبيعة المشهد السينمائي وتفاصيله ورغم أنه مكلف الآن لكننى أثق أن في الأوقات القادمة سيغير ملامح المشهد، وسيساعد المواهب كثيرا وربما يحدث زلزالا قويا يطيح بالمواهب الضعيفة ويرفع المواهب الحقيقية المجتهدة،كذلك أتوقع تطور نوعي كبير في فكرة دور العرض بشكلها وأسعارها الحالية لاسيما مع ما تشهده من تراجع في الإقبال عليها، فكثرة المنصات فتح المجال أمام المشاهد وأصبحت ” الفرجة” أوبن بوفيه، وسيكون هناك ابتكار جديد يحفزك على النزول للسينما لكن ليس بشكلها الحالى، فلا المنصات ستسود ولا السينما ستنتهي”.