> بلغت شهرته الآفاق بمزجه بين الثقافة العربية والشرقية والأوروبية.. ولم لا وهو الأديب الذى اعتز بقلمه وجمع حوله صفوة رجال الفكر والثقافة من المفكرين والأدباء والروائيين والقاصيِّن وتتلمذ على يديه الأدباء وصنع مدرسة فكرية واصلت بين الشرق والغرب ولم لا وهو الأديب الذى كان له شخصيته العربية المستقلة الذى عانق شتى مدارس الأدب وروافده وأحب وتأثر بأئمة الكلام فى منطقتنا العربية والشرق أوسطية ومحيطنا الإسلامى من بينهم بديع الزمان الهمزانى وابن المقفع وأبى حيان التوحيدى وشاتو بريان وفلوتير ولامارتين ودوديه وغيرهم وعندما سافر إلى باريس نهل فى عاصمة النور معين الأدب الأوروبى بعامة والفرنسى بشكل خاص.. وأخذ على عاتقه مهمة التنوير العقلى والوجدانى ونجح فى مزج ثقافتين متبانيتين حضارة الشرق الروحية والغرب المادية.. واستفاذ هنا من النشأة فى قريته والأزهر الشريف ودراساته فى باريس من أصول راسخة فى ثقافته العربية والاسلامية والاستفادة من علوم الغرب.
> رغم انه تفوق فى اللغة العربية وعلومها من واقع التحاقة ودراسته فى الجامعة الأهلية القديمة ودرس القانون بفرنسا والصحافة أيضاً.. مؤلفاته وترجماته لها أفضال كثيرة على الثقافة العربية بالعودة إلى البلاغة العربية الأصيلة وتطعيم الفكر العربى بروائع الآداب الأوروبية وحمل عن جدارة لقب مهندس الاسلوب وشاعر الفكر وعندما درس الفرنسية بعد اللغة العربية التى برع فى تخصصها كان دوره المهم فى تعليم د. طه حسين عميد الأدب العربى اللغة الفرنسية وكان برغم ارتباطه بلغات الشرق حمل عبارته الآثرة الرابطة العربية أهم من الرابطة الشرقية مما يعكس إيمانه بعروبته وطالما ردد بقوة أدبنا العربى بمضمونه عالمى فى موضوعه عربى فى اشكاله عكس رفيقه فى فرنسا العميد طه حسين الذى نادى بثقافة البحر الأبيض المتوسط.
> انه صاحب مجلة «الرسالة» و«الرواية» الأديب والمفكر د. أحمد حسن الزيات الذى كتب «من وحى الرسالة» وترجم آلام فرتر لجوتة وكرس حياته للغة العربية وآدابها بالجامعة الأمريكية.
كرجل ابن فلاح بسيط ارتبط بطين التربة المصرية الخالص حيث ولد عام 1886م بعد الاحتلال الانجليزى لمصرى بست سنوات تقريبا.. وأصدر مع مجلة «الرسالة» حالة للغة العربية وأنشأ جيلا مع صدور أول أعدادها فى 15 يناير 1933م وسط الأزمة الاقتصادية العالمية فى قرية بحضن الدلتا تابعة لمركز طلخا دقهلية.. وكانت معارك الرسالة الفكرية حراك ثقافى بين قادة الفكر والأدب فى عالمنا العربى فى ثلاثينيات القرن الماضى ولمدة 20 عاما.. وأسرته الفقيرة لها دور فى النشأة والرعاية وتأثره بالفلاحين فى ذلك الزمان وسط الحالة البائسة التى كانوا يعيشونها فى محافظة كانت عائلات الاقطاع والابعاديات تسيطر عليها.. ويتعرضون لظلم اجتماعى واضح ونجح والده بحالته أن يساعده فى الكتاب لحفظ القرآن الكريم فى القرية وبعدها ينتقل إلى طنطا لدراسة الفقه والأدب ويغادرها إلى الأزهر بالقاهرة قبل أن يلتحق بالجامعة الأهلية وتفجرت مع وصوله القاهرة السيولة العلمية ليعمل مدرسا للغة العربية وآدابها.
> وصف فى حياته بالرائد الإنسانى والمصلح الاجتماعى ولنبوغه حاز على جائزة الدولة التقديرية عام 1962م فى الأدب قبل وفاته بست سنوات عام 1968 وهو أحد أدباء ثورة 1919 الفكرية ساهم فى تجديد الأدب العربى وله دور رائد فى تجديد اسلوب الأدب وتجديد الجهود الأدبية فى الفكر ومن يقرأ وحى الرسالة يلمس دوره فى خلق جيل جديد من خلال مدرسته وكتاباته المتفردة حيث استطاع رفيق وصديق د.طه حسين عميد الأدب العربى أن يقدم للمكتبة العربية العديد من المؤلفات ويقدم أجيالا من عمالقة الفكر والأدب ليترك سيرة زكية لرمز مصرى خرج من عمق الريف الأصيل.
الولادة والنشأة
ولد فى 2 ابريل فى قرية دميرة القديمة التابعة لمركز طلخا على فرع دمياط وهى قرية مثل آلاف القرى فى ريفنا المصرى بالطوب اللبن والقش على أسطح منازلها بعد الثورة العرابية بعدة سنوات وكانت هذه المنطقة كزمام زراعى وسط اسرة بسيطة تعيش فيها وسط جغرافية طلحا حيث أبعادياتها يمتلكها العائلات الكبرى ومنها البدراوى باشا فى الغرب والأمير عمر طوسون فى الشرق وبين هذا وذلك يعيش البسطاء من الفلاحين فى كفر دميرة القديم ووسط هذه الظروف القاسية من الحياة فى ذلك الوقت ولد الطفل أحمد حسن الزيات وكان الابن الثالث لأسرة من 7 أفراد بينهم بنتان والأب كان بسيطا لكن كان ذا ثقافة دينية وفلاحا زراعيا وينتهى نسبة إلى الشيخ مجاهد فى قرية نبروه القريبة من كفر دميرة وتحوى مقاما للشيخ مجاهد الذى تنتسب إليه عائلة الزيات كما لخصها كتاب « الجمهورية » الذى صدر قبل سنوات.
> كانت والدته فلاحة مثل أمهاتنا الفلاحات المصريات وينتهى نسبها إلى المدينة المنورة فهى من عائلة جذورها هناك وهاجر جدها إلى مصر واستقر فى طلخا.. وكانت عائلتها تلقب بلقب «مدني» وكانت الأم تتميز برجاحة العقل والذكاء الفطرى ووالده ملم بقواعد القراءة والكتابة.. ولم يكن يمتلك قيراطا واحدا من الأرض بل كان فلاحا أجيرا بمهنة الزراعة التى يجيدها مع حرفة البناء بالطوب وكان يعيش على قطعة أرض يستأجرها بمساحة صغيرة من أرض «الوسية» ليعيش منها الأسرة ولم يكن فى كفر دميرة القديم مالك واحد حيث ان محمد على باشا قد خصص 7 قرى أحدهما هذه القرية إلى على باشا الشريف الذى ينتمى إلى أصول تركية.. وتتابع على امتلاكها ضمن زمام كفر دميرة القديم ملاك آخرون حتى انتهى الأمر إلى عائلة البدراوى باشا وكان الفلاح الأجير يسمى «التملي» وأجره بسيط لا يتعدى قرشا اضافة إلى فدان يقوم بزراعته ووسط هذه الأجواء كانت طفولة الصبى أحمد حسن الزيات.
«كُتاب القرية»
كانت قرية كفر دميرة تضم كتابين صغيرين يدير الأول الشيخ الزنفرانى والثانى الشيخ حسن ودخل أحمد كتاب الشيخ حسن فى الحارة المنحنية المجاورة لمنزلهم.. وعند سن الخامسة أرسله أبوه إلى الكتاب عكس أقرانه فى سن السادسة أو السابعة وشاء حظه أن يكون أول طفل من آل الزيات يتم تعليمه وجميع اخوته الأكبر منه يعملون بالزراعة وايضا اخيه فتح الله الذى التحق بالأزهر مقتفيا أثر حسن الزيات وتوفى قبل أن يتم تعليمه غير حسن «الصبى النابه» بالذاكرة القروية والخط الجميل وعند الـ 11 عاما حفظ القرآن وتم الاحتفال به، أما الشيخ حسن راعى الكتاب فقد كان ضعيف البصر واعتمد على الفتى حسن فى كتابة الأحجبة كما كان يقرأ للصبية القصائد الفقهية.
فى قرية الرُبع
وعندما أتم حفظ القرآن تم ارساله إلى قرية الرُبع بالدقهلية أيضاً ليتعلم تجويد القرآن الكريم ويتعلم القراءات السبع وأتم ذلك والتحق بالأزهر الشريف ونجاه الله عندما بلغ الثانية عشرة من مرض الملاريا الذى كان منتشرا فى ذلك الوقت.. وشاء القدر أن يجرب الطفل صغيرا السباحة فى بحر شبين المتفرع من فرع دمياط وأشرف على الغرق وأنقذه أحد أبناء القرية الشيخ بيومى وبرغم الحادث لم يبعد حسن الزيات عن زيارته شبه اليومية لبحر شبين للسباحة به.
> وفى عام 1902 داهم القرية وباء «الكوليرا» وكان حديث الناس وزلزل كيان قريته بكثرة الوفيات وملابس الحداد وسط الذهول من الفاجعة وذكر ذلك الزيات نفسه فى قصة طفلة قريته «زهرة» التى كانت فى حارته وهى يتيمة تتمتع بمسحة من الجمال وكيف مات أخوها وشقيقتها وبقيت وحدها مع عمتها العجوز.
وكُتب للزيات النجاة من الوباء واتجه إلى الأزهر الشريف للعلم والمعرفة وفى قاهرة المعز كانت مرحلة جديدة من النشأة.
التحاقه بالأزهر كان مصدر شرف لعائلته وهذا كان فى داخله انه سيعمل مهنة أكبر غير الفلاحة وآلام الفلاحين والهروب من الظلم والاستبداد وابعاديات الباشاوات.. وفى الأزهر وضح ميله إلى اللغة العربية والنحو والعلوم الدينية وفى حلقات الأزهر بدأت تتفتح عيون أحمد حسن الزيات على عالم جديد وأقام مع زملاء له من القرية إلى أن وصلت أخته القاهرة لتقيم مع زوجها العائد من السودان وفى الأزهر كان ثالث اثنين فى هذا الوقت طه حسين ومحمود الزناتى وعاش الثلاثة كفرد واحد قاسمهم المشترك الأدب والقصص الشعبى وهذا كان طريقه إلى الشيخ محمد عبده حيث كان يدرس فى الرواق العباسى ودرس على يد الشنقيطى المصطلحات وكتاب المفصل للزمخشرى والحماسة لأبى تمام والكامل للمبرد وفى حلقات الشيخ المرصفي.. لكن الثلاثة حسين والزيات والزناتى تعرضوا لموقف لمحاكمتهم من الشيخ حسونة النواوى والشيخ محمد بخيت ووصل إلى المطالبة بفصلهم.. وأنقذهم أستاذ الأجيال لطفى السيد الذى كان يترأس جريدة «الجريدة» التابعة لحزب الأمة واستمع إليهم وقبل شيخ الأزهر وساطته وعادوا إلى الأزهر.. لكنهم تركوا الأزهر وتلقوا العلم فى مسجد الحسين والمؤيد.. وتصادف انشاء الجامعة الأهلية عام 1908 والتحق بها الزيات وزميلاه طه حسين والزناتى وفى الجامعة تتلمذ على يد المستشرقين «تلليفو وجويدى وسانتللا ولتيمان» الذين شكلوا معظم أساتذتها.. وعمل الزيات مدرسا للغة العربية بإحدى المدارس المصرية ورشحه الشيخ المرصفى لأحد المستشرقين «بلاج» الذى يختار له الشيخ المرصفى المدرسين الأكفاء لتدريس اللغة العربية بالمدارس الفرنسية.
> وارتبط أحمد حسن الزيات بعلاقة قوية وصلت إلى الصداقة مع «بلاج» الذى كلفه بترجمة «لافونتين» وحبكها فى القالب العربى وبعد ذلك التقى بمدرس الفرنسية الفريد دوزينيه الذى علم الزيات اللغة الفرنسية وكانا يعملان فى مدرسة الفرير بـ «الخرنفش» واستمر الزيات بذات المدرسة حتى 1914 عندما عين فى المدرسة الاعدادية الثانوية ويدرس فى الجامعة التى حاز منها على الليسانس 1912م.
وهذه المدرسة التى أسسها الشيخ عبدالعزيز جاويش ومعظم هؤلاء كانوا طلاب ثورة 1919 والتقى وقتها أحمد حسن الزيات مع يوسف الجندى فى مدينة زفتى وشاركوا فى قطع طريق السكك الحديدية والهاتف والتلغراف قبل أن يقتحم المدينة جنود الانجليز ويفر الجندى إلى القاهرة ويجلس على مقهى «نيو بار» بالأوبرا وحاصر الانجليز المقهى وبتفتيش الزيات والجندى عثروا على مسدس مع الأخير، أما الزيات فكان معه منشورات ألقاها الجالسون تحت المنضدة كى لا يراها الجنود.. وكان الزيات يرتدى قفطانا وجبة واحتار العسكرى الانجليزى كيف يفتشه وكان معه المسدس الخاص بالجندي.
> وظل الزيات مدرسا وسط احداث الحرب العالمية الأولى من 1914 حتى 1922 وهذه المدرسة كان لها دور فى الحركة الوطنية المصرية وكان من أساتذتها العقاد والمازني.
العمل فى الصحافة
> وفى عام 1918 بينما يعمل مدرسا عرض عليه العمل بالصحافة فى جريدتى مصر والاستقلال وكان قيصر وصمويل وتادرس المنقبادى قد أصدرا جريدة مصر عام 1895 أما الاستقلال فقد أصدرها جبرائيل بشارة تقلا ومحمد عزمى 1921 وكان يحتضنهما عبدالخالق باشا ثروت ورفض أحمد حسن الزيات العرض وبقى فى المدرسة الاعدادية الثانوية.
الجامعة الأمريكية
> فى عام 1922 اختارته الجامعة الأمريكية رئيسا للقسم العربى بمبلغ هو الأكبر بين أقرانه فى ذلك الوقت 60 جنيها وفى نفس العام التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية بالقاهرة وذلك بعد ثورة 1919 وأمضى فى المدرسة عامين أما الثالثة فسافر إلى باريس مستبدلا الزى الأزهرى بالافرنجى عندما صعد على الباخرة وظل الزيات رئيساً لقسم اللغة العربية بالجامعة الأمريكية حتى 1929 وحتى بعد عودته من باريس التى سافر إليها عام 1925.
الزواج
كعادة الريف المصرى تزوج الأديب د. أحمد حسن الزيات مبكرا من إحدى قريباته عام 1902 وأنجب ابنته سعاد التى عاشت عامين وتوفيت عام 1909 ولحقت بها أمها بعد زواج لم يستمر سوى سبع سنوات.. وبعد عودته من باريس عام 1926 تزوج للمرة الثانية وأنجب ابنه «رجاء» عام 33 وأنجبت أيضاً بعد عودته من العراق ابنه علاء وكانت وفاة ابنه رجاء فى العام الرابع من عمره فاجعة هزته وقد أهدى كتابه من وحى الرسالة لفقيده رجاء بتوقيع «والدك الحزين إلى يوم يلقاك» والتى وضع صورة ولده وتحتها التوقيع.
ضياع أصول كتابه
من الحوادث التى حزن عليها د. احمد حسن الزيات فقده لأصول كتابه الذى عجز عن كتابته من جديد وكان قد فقده فى العراق الكتاب بجواره ويراجع مجلة الرسالة بنفسه ويلقى بالأوراق بجواره وجاءت الخادمة وسرقت كل أوراقه بما فيها مسودة الكتاب فى القمامة وكان بعنوان «العراق كما رأيته» وعندما تذكر الكتاب وابنه كانت المسودة كانت قد مرت أيام فلم يره وكان من صدماته ان نظره ضعيف نتيجة لإصابته فى عينه وهو صغير فى كفر دميرة القديم وترك مرض الرمد سحابة على كلتا عينيه سببت له عائقا بصريا.. وقد ذكر فى كتابه من وحى الرسالة تفاصيل كثيرة عن صابر وأيضاً كتاب «ذكرى عهود» وكان للمرأة دور مهم فى حياته بدأت بأمه التركية والقريبون منه أفادوا انه كان رومانسيا عاطفى النزعة وأول حب طرق بابه فى قريته أشار إليه فى قصته الغرام الأول فى القرية وبطلة القصة مع الطالب الأزهرى هى «نور» احدى جانيات القطن فى حقل الأسرة.
أيام فى بغداد
وبعد عودته من باريس سافر إلى العراق وكان د. طه حسين قد عرض عليه العمل بالجامعة عام 1926 وكان وقتها مديرا لها لكنه رفض لأن العائد ليس مغريا وكان يحصل على 70 جنيها من الجامعة الأمريكية ورفض أيضاً العمل فى وزارة المعارف التى رشحه لها أحمد شوقى أمير الشعراء بطلب من الوزير على باشا الشمسى وزير المعارف وقتها وفى هذه الأثناء جاء عرض من مدرسة المعلمين العليا بالعراق فى بغداد وشجعه د. لطفى السيد على قبوله وأمضى بها 3 سنوات تعد من أخصب أيام حياته وبمرتب مائة جنيه وعاد كما وعده د. لطفى السيد بعد 3 سنوات بالعودة إلى الجامعة وترك الجامعة المصرية عام 1932 وفى هذه الأثناء كانت المفاجأة عندما تم فصل صديقه د. طه حسين من الجامعة واستقال د. لطفى السيد.
> ومع هذه الأبواب المقفلة لم يجد إلا طريق «الرسالة» والصحافة الأدبية وكان يساهم فى جريدة الشعب ويرأس مجلة الأزهر وأنشأ الرسالة عام 1933 واستمرت حتى 1953 لتظل علامة بارزة فى تاريخنا الأدبى والصحافى المعاصر وكانت موضوعا مهما لدراسات الماجستير والدكتوراه وفكر أحمد حسن الزيات وبعدها انضم لعضوية مجمع اللغة العربية بمصر عام 1948 ومجمع اللغة بدمشق والمجمع العلمى ببغداد وعضوية المجلس الأعلى للفنون وغيرها من اللجان الأدبية وقد نال جائزة الدولة التقديرية عن كتابه من وحى الرسالة أعلى جوائز الأدب فى مصر.
قرأ خبر وفاته وشكر الأدباء على رثائه
قبل وفاة الأديب الكبير بنحو 7 سنوات وتحديدا عام 1961 وهذه واقعة ذكرها ابنه الدكتور علاء الزيات أحد أطباء مصر الماهرين ان أحد الكتاب كتب ان «حياة الزيات انتهت» ويقصد هنا حياته – بالطبع – الأدبية وظن البعض ان الزيات توفى وتناقلت الصحف الخبر فى الخارج وكتب صديقه الأستاذ عبدالله بن خميس صاحب ورئيس تحرير الجزيرة السعودية التى تحولت إلى جريدة الجزيرة وتصدر حتى الآن من الرياض ناعيا صديقه الزيات بمقالة بعنوان «مات الزيات» داعيا له بالرحمة والمغفرة.. ومقال آخر للكاتب السعودى فيصل بن معمر يعاتب وسائل الاعلام والاذاعات فى عالمنا العربى انها لم تتحدث عن الأديب الكبير.. وعندما قرأ الزيات هذه الأخبار قال انه الوحيد فى عالمنا العربى الذى اتيحت له قراءة ما كتبه زملاؤه عن وفاته وكتب لهم يطمئنهم ويشكرهم وقال: سرنى أن يقول الأصدقاء والناس كلمة صدق وإخلاص وأرسل للصحف التى نشرت خبر وفاته وقال فيه «رحم الله الزيات ميتا ويرحمنا أحياء».
الوفاة
توفى الأديب الكبير عن عمر ناهز 82 عاما بعد رحلة حافلة مع الأدب والحياة بعد أن انتصر للغة العربية وآدابها ومعه أحس الجميع ان اللغة العربية انجبت معبرين عنها يملكون ناصية القول والبلاغة والاسلوب وتتسع لتأملات ابن سيناء والغزالى وابن خلدون وابن رشد ولكل الفنون.. وكان احمد حسن الزيات الأديب والمفكر احد ثمرات حركة التجديد التى وضعها الدكتور لطفى السيد أحمد وقدم ثقافة عربية اسلامية مع معطيات الحضارة الأوروبية.. ومات بعد أن أصابه مرض أقعده عام 1968 بعد أن أرخ لقراء العربية عظمة لغتنا ومفرداتها بعد احياء تقاليد جمال التعبير وروعته ولا أحد ينسى مقاله الرائع «فلاحون وأمراء» الذى استوحاه من كفر دميرة حيث كان الفلاحون وأسرته يعيشون وسط ابعاديات الريف فقد أنشأ بيئة أدبية ساطعة وسيظل الأدب مدينا له ولرسالته «المجلة» وروايته التى قدمت الأدباء فى ثلاثينيات القرن الماضى ولن ينسى أحد الرسالة والرواية ومع الأدباء نردد: سلام على رسالة أحمد حسن الزيات الأديب الكبير ابن «قرية كفر دميرة بطلخا».