«الليدى» ليست رواية تاريخية .. وإنما ذات خيال تاريخى
نافست «مقامرة على شرف الليدى ميتسي» رواية الكاتب والروائى الشاب أحمد المرسى حتى اللحظات الأخيرة على جائزة البوكر العربية وتوقع لها الكثيرون تحقيقها وكانت الرواية المصرية الوحيدة التى تخترق جدار القائمة القصيرة فى نسخة البوكر الأخيرة وهى رواية نسجت أحداثها بخلفية تاريخية وصاحبها إعلامى وكاتب عمل فى عدد من وسائل الإعلام ونوافذه المقروءة والمرئية وصدر له من قبل ثلاث روايات: «ما تبقى من الشمس» التى حصدت جائزة ساويرس ، و» مكتوب» وأخيرا روايته التى نافست على البوكر لذا يعتقد المرسى أن ما وصلت إليه روايته الأخيرة وضعه فى تحد صعب وأصبح مطالبا أن يتفوق على نفسه فيما يقدم بعد ذلك.
> تقع أحداث الرواية فى القاهرة فى عشرينات القرن الماضى ، وتحديدا عقب وباء الأنفلونزا الإسبانية، فهل أثر«كورونا» فى اختيارك لموضوع وزمن الرواية؟
– أعتقد أن مرحلة وباء كورونا قد غيرت فينا جميعًا، وأعتقد ان فكرة الموت والفقد اقتربت منا جميعًا، وفكرنا كثيرًا فى تلك الليالى الطويلة فى معنى الفقد والأمل، والإحباط وقد تأثرت بكل تأكيد بذلك، فقد غيّر الوباء شكل العالم المعاصر وخلق أزمات وجودية جديدة، وأنا اعتقد ان الأدب بعد كورونا لن يكون مثل قبله.
عندما أقرأ عن تعامل البشر مع أوبئة سابقة، أجد تشابهًا كبيرًا، حتى فى ما أفرزته تلك المراحل من أفكار، ولهذا أعتقد أننا أعدنا تجربة شيء اختبرته البشرية فى وقت ماض. وبالطبع هذا كان له تأثيره على الرواية.
> لماذا اخترت كتابة رواية تاريخية وكيف أصبحت ملماً بالفترة التاريخية؟
– لا أوافق على وصف الرواية بكونها رواية تاريخية، فهذا ظلم كبير لها، ولكن هى رواية إنسانية ذات بعد تاريخى أو خيال تاريخى بمعنى أن أحداثها تدور على خلفية تاريخية ، أو تدور فى زمن مختلف، وكتابة عمل يدور فى زمن مختلف يتطلب الكثير من البحث، والحفر والتنقيب، من أجل الوقوف على أدواته. وأشعر بالسعادة عندما تأتينى تعليقات القراء متعجبين كيف نقلت العالم بهذه الدقة وكأنى أعيش فيه، ولذلك أعتقد ان أى عمل يجب أن يبذل فيه المجهود الكافي، وأنا أبدًا لا أتعجل خطوة النشر لكنى أغرق فى عالمى حتى أتأكد أنه لم يعد هناك ما أقدمه.
> الموت والفقد ربط أبطال عملك بطريقة ما ، كيف ترى الموت فى مقابل الحياة .. فكرتك انت عنه؟
– أنا أعتقد أن الموت هو واحد من محركات الحياة الرئيسية، وبدونه ما كانت الحضارة، لإنى مؤمن بأن اللبنة الأساسية لبناء الحضارة الإنسانية بالكامل هى تلك اللحظة التى أدرك فيها الإنسان معنى فنائه.
الحظ والاجتهاد
> «الليدى ميتسي» وصلت بك للبوكر، حدثنى عن مشاعرك عن ذلك، وهل توقعت لها ذلك ، بمعنى آخر هل تؤمن بالحظ فى الكتابة ام أنك تعرف أنها رواية جوائز؟
– أنا لا أؤمن بالحظ، ولكنى أؤمن بالتوفيق، لا يحدث شيء بسبب الصدفة أو الحظ، الفرص موجودة، ولكن علينا فقط بذل الجهد الكافى من أجل إيجاد تلك اللحظة التى سنتلاقى فيها بمجهودنا والكاتب الحقيقى لايكتب وفى عقله الجوائز او الجمهور أو خلافه، بل يكتب وفى رأسه شيء واحد هو الصدق، أنا فقط أكتب بصدق.
> فى كتابتك تستخدم الأحلام او السحر الممزوج بالحكاية هل يبدو ذلك تمهيد لكتابة عمل فنتازى أو على حد الواقعية السحرية؟
– أنا أعشق الواقعية السحرية، ومؤمن أن لها جذورًا فى حضارتنا الشرقية، مؤمن كذلك أنها موجودة فى حكايات جدتي، وكبار السن، أعشق كذلك كتابات أمريكا اللاتينية، وعملى القادم يحتوى على مثل هذه العناصر، ولكنى اعتبر أن الكتابة فى هذا النوع من الأدب مخاطرة كبيرة، ولكنى مؤمن أنى استطيع أن أخوضها.
> وكيف ترى قيمة الجوائز وأثرها على الكاتب؟
– لا يمكن أن نقارن بين الجوائز، كل جائزة لها رؤية ولها دور خاص بها، كل جائزة لها قيمتها، جائزة ساويرس صنعت لى ظهيراً شعبياً فى مصر، وعرفتنى البوكر بالقارئ العربي، ووسعت من رقعة قرائى بشكل كبير، ولذلك كل جائزة لها ظروفها، وأنا بالطبع ممتن وسعيد بارتباط اسمى بهذه الجوائز المهمة الكبيرة.