ستظل جماعة الاخوان الإرهابية وجرائمها وافعالها الشيطانية النقطة السوداء على الثوب الأبيض للحضارة المصرية.
حضارتنا العريقة عمرها عشرات السنين لم يلوثها إلا تلك الجماعة المارقة حضارة صنعها المصريون بعلمهم وتفوقهم واصرارهم وانسانيتهم وغزلوها بعرقهم وكدهم فجعلوا منها اعظم حضارة فى التاريخ الانسانى بشهادة الاعداء والاصدقاء والاشقاء.
واجهت الحضارة المصرية تحديات وازمات ومآزق خطيرة وعديدة تغلبت عليها وانتصرت فى معاركها رغم عنفها وشدتها.. لم تترك ندوبا او اثارا كما تركت تلك الجماعة منذ انشأتها المخابرات البريطانية عام 1982.
كل الجماعات والتنظيمات والاحزاب والمجموعات سواء السياسية أو غيرها التى ظهرت فى تاريخ مصر لم تجعل من كراهية الاوطان والشعوب هدفها الاول ولم تتخذ العنف اداتها الوحيده ولم تجعل نفسها مطية عند الاعداء والخصوم يستخدمونها فى تدمير وتخريب الاوطان واشاعة الفوضى والحروب الاهلية كما فعلوا منذ نشأتهم وكل جرائمهم وخيانتهم وعمالتهم مسجلة ومصورة والجميع شاهدها والكل يؤمن بعد ان رأى بعينه عنفها انها جماعة خارجة على القانون والاعراف والدين وانها تتخذ من الشعارات الدينية لافتات للاختباء خلفها والايحاء بانها جماعة تبغى تطبيق الشريعة وبطبيعة الحال الكل لا يصدقها عندما يرى افعالها الاجرامية وخيانتها وعمالتها للاجهزه الاستخبارية لتحالف دول الشر كيف يصدقون شعاراتها الدينيه وهى تتناقض تماما مع التآمر مع الاعداء على تخريب الوطن وذبح الابرياء وقتلهم بدم بارد فى سبيل الوصول الى كرسى الحكم كما يريد لها الاستعمار الجديد.
ما فعلته عناصر تلك العصابه وقيادتها وما اتخذته من اساليب عنف وحقد وكراهيه وبُغض خلال تاريخها الذى يقترب من 96 عاما فى كفة وما فعلته واقترفته وارتكبته من اجرام فى السنة التى حكمت فيها فى كفة تانية.
ربما لم نكن شهوداً على بداياتها لكن كنا شهودا فى الشوارع والميادين فى السنة «السوداء» وحتى قبلها فى ميدان التحرير فى 25 يناير 2011 هى تقبض على ما تتصوره من المندسين وتخطفه وتدخله مدخل عماره وتمارس ضده ابشع وسائل التعذيب وكل من اختفوا أو قتلوا فى تلك الأيام كانت الجماعة الإرهابية تقف وراءه لتفريغ الميدان من اى معارض لها لكى تستحوذ على الكيكة كاملة كما خطط لها محور الشر.
وبالارهاب والتهديد والتزوير اصبحت تحكم وتصورت ان الامور آلت اليها وانها ستبقى فى الحكم 500 سنه كما صرح احد قيادييها.
اصابها الغرور عندما تحدت الشعب واتبعت سياسة «التمكين» بتعيين العناصر الإرهابية المتطرفة «الجاهلة» بكل شئ فى مناصب عليا للسيطرة على مفاصل الدولة رغم ان اقصى ثقافتها السمع والطاعة وتبويس ايد المرشد.
لقد كانت تلوح فى الافق سحابات سوداء تغطى سماء البلاد تمنع الرؤية لكن بوعى الشعب والشباب الوطنى الواعى ادركوا خطورة ما تخطط له الجماعة ونجحوا فى تشييد حائط صد ضد كل قرار أو اجراء تتخذه الجماعة وظهرت جماعة «تمرد» والتف حولها الشعب تساندها جبهة الانقاذ المعارضة وبينما اتبعت تمرد وجبهة الانقاذ النضال السلمى كانت مخططات الجماعة جاهزة للتخلص من كل صوت معارض بالتهديد وبالعنف والخطف وبينما الجماعة غارقة فى التخطيط للانتقام كانت دائرة المقاومه السلمية تتسع وتنتشر وتستمر على مدار اليوم وعندما وجدت الجماعة ان الشعب كله ضدها حصرت نفسها فى «ميدان رابعة» ثم ميدان النهضه واتخذت منهما منصات تطلق التهديد والوعيد ولكن كل هذا لم يكن سوى حلاوة روح بعد ان وجدت الجماعة تلاحم جيشنا الوطنى العظيم بالجماهير الثائرة لحماية البلاد من المخاطر التى تتهددها فكان من الطبيعى ان ينحاز لها ويطمئن الملايين فى الميادين والشوارع فى كل المدن.
وكانت الطامه الكبرى عندما قامت عناصر الجماعة الإرهابية بفض اعتصام امام قصر الاتحادية قبل ايام من ثورة 30 يونيو استخدموا ابشع اساليب العنف والقتل والتعذيب والاجرام كانت المشاهد تدمى القلوب كيف يكون بيننا مثل هؤلاء القتله الذين يتلبسهم الغل والحقد والكراهيه للشعب والوطن.
لكن جاءت ثورة 30 يونيو وبيان 3 يوليو ليخلص البلاد من هذه البقعه السوداء وتعود مصر للمصريين حرة ابيه ثوبها ناصع البياض.