أكيد سوف تسأل نفسك وأنت تقرأ هذا العنوان فى أول أيام رمضان وما هو الأحسن ومن شاهده وحكم عليه؟ وجوابى عليك: مهلاً ان هو إلا مجرد سؤال نبحث من خلاله عن توقعات تدعمها أسماء طاقم العمل وخاصة المؤلف ثم المخرج وبعد ذلك الأبطال لأن السيناريو هو الأصل والفصل وهل مبتكر وجديد فى شكل ومضمونه أم مجرد تحديث لعمل قديم سبق أن رأيناه وهم يصبغونه بلون جديد واسم جديد ليس إلا.. كله هذا عن حرب البرومو التى بدأت مبكرًا واتخذها البعض مقياسًا لنجاح عمل على حساب آخر وفقًا لأرقام مشاهدة البرومو.. وهى مقاييس ظالمة للكثير من الأعمال التى تجاوزت الثلاثين.
أسلوب المشاهدة
كنا فيما سبق نعرف بعد أيام قليلة من رمضان مستوى الأعمال ونحدد بسهولة أفضلها وأحسنها لكن مع اختلاف أسلوب المشاهدة.. تفرقت أعداد الجماهير.. بعد ان كانت تتجمع حول مسلسل بعينه فى ميعاد محدد.. الآن يتفرج كل فرد فى الأسرة وفقًا لظروفه.. ونظام عمله وعباداته.. هناك يتابع المسلسل على الموبايل.. وآخر على المنصة.. وثالث على قناة تليفزيونية فى موعد يناسبه.. وغالبية القنوات تعيد المسلسل الواحد ثلاث مرات على مدى الـ 24 ساعة وقد يعرض هذا العمل فى عدة قنوات.. الأمر الذى يعطى فرصة أكبر للمتفرج أن يشاهده عندما يريد بل هناك بعض المتفرجين يؤجلون مشاهدة العمل فيما بعد رمضان على المنصة وبذلك تفرقت أرقام المشاهدة بين الأعمال على اختلافها.. وكل هذا لا يمنع المسلسل المتميز أن يعلن عن نفسه فى الزحام.
وإذا كانت معظم القصص تدور فى قوالب اجتماعية مع الاعتماد على التشويق والإثارة والأكشن.. لهذا ينفرد عمل مثل «جودر» بميزة الاختلاف لأنه يدور فى أجواء خيالية مختلفة من وحى ألف ليلة وليلة.. وهو يدخل موسمه الثانى وأنا أرى أنه من المسلسلات التى تحتمل الأجزاء لأن القصص ممتدة بعكس ما نرى من استثمار نجاح العمل لكى يكون له أفرع ومواسم..مثل المداح الذى يدخل عامه الخامس فى أجواء الشعوذة والسحر بلا مبرر وفيها الكثير من التكرار.. واستنفذ أحمد مكى كل ما عنده فى الكبير وهذا العام يطل بشيء جديد يثير شغف المتفرج لكى يتابعه.. مع العلم أن هناك بعض شركات الإنتاج الصغيرة كانت تقدم الأجزاء لكى تستفيد من ديكورات تكلفت الشيء الفلانى فى جزء لكى تكرره فى أجزاء تالية وهى مغامرة قد تنجح فى جانبها المادى لكنها مع المستوى الفنى غير مضمونة إلا فيما ندر.
عندما نقرأ عن مسلسل «قهوة المحطة» للمؤلف عبدالرحيم كمال بما نعرف عنه من ثقافة وخبرة درامية راسخة حتى أصبح الآن هو الألفة فى مدرسة المسلسلات حاليًا.
الفكرة ان كل محطة قطار فيها مقهي، تجمع المسافر على حسب وجهته وأسباب سفره أو الواصل وله خطته ومشاويره ومن المقهى هذا الذى يجمع الشامى والمغربى تنطلق الدراما وعمل فنى من النوعية هذه صعب فى كتابته ولا يغامر للخوض فيه إلا من يمتلك أدواته جيدًا.. لهذا يستفز الموضوع الناقد والمتفرج خاصة ان طاقم العمل أصحاب خبرات رشدى الشامى – بيومى فؤاد – انتصار.. وكما عرفت مدته 15 حلقة.. وهو يعيدنا إلى مسرحيات قديمة كتبها سعد الدين وهبة ونعمان عاشور.. تدور فى مكان بعينه ثم تتفرع الأحداث من خلال الشخصيات والوا ضح أن التريند مسألة تشغل كافة صناع المسلسلات بدليل وجود معركة حول «البرومو» أو اشارة العمل وملخصه الذى يعرض فى دقيقتين أو أكثر قليلاً.. لكى يثير شهية المتفرج وقد وجدت أن هناك من كتب على الفيس بأن المليار قد شاهدوا «البرومو» وهو كلام مبالغ فيه جدًا، لكنها محاولة لجر رجل الزبون إلى مسلسل ماذ لو أنه بعد كل الارتفاع الأقل فى الدعاية لا يرقى مستواه الفنى إلى المناسب بالتأكيد ستكون النتيجة هبوطا «هائلا وسقوطا مدويا».
متفرج اليوم
جمهور اليوم مختلف عن الأجيال السابقة، فهو لا ينتظر رأى الناقد أو ما يكتب فى الصحف وأجهزة الإعلام ودعاية السوشيال ميديا لأنه يقول رأيه على صفحته والبعض لديهم درجة عالية من الانتشار وله تأثيره.
جمهور اليوم منفتح على مسلسلات أجنبية منها التركى والهندى والصينى والكورى والبرازيلى والأمريكى واليابانى والعربى من لبنان وسوريا بصفة خاصة ولا يمكن خداعه أو الضحك عليه بسهولة.
والفنان المثقف يعرف أن احترامه لنفسه سوف ينعكس على احترام الجمهور له.. حتى لو كان له رأيه فى مستوى العمل المعروض.. وعليه يجب أن يدقق فى الاختيار.. ولا مانع أن يختفى فى موسم.. لكى يظهر بعدها أقوى وأفضل.
والشاعر الكبير نزار قبانى قال أكثر من مرة عندما سألوه: لماذا تختفى عن الإعلام أكثر مما تظهر وكانت إجابته: حتى لا يمل الجمهور منى وأنا أمامه 24 ساعة، ولذلك يأتى الجمهور على ندواتى الشعرية محملاً بالشوق إلى الاستماع.. ثم اننى أيضًا يجب أن أشتاق إلى جمهورى ويصبح الاشتياق متبادلاً بينى وبينهم.. وهو ما يعطينى درجة من التميز بين زملائى وبعضهم يكاد أن يذهب إلى الناس فى بيوتهم ويعيش معهم فى غرفة النوم والصالون.
بيت الكابتن
فى قائمة الأعمال الرمضانية مسلسل «الكابتن» بطولة أكرم حسني.. وهو ممثل شاطر خفيف الظل استثمر نجاحه فى شخصية سيد أبو حفيظة.. وفى الأعوام الماضية كان له مسلسل لطيف هو «بابا جه»..ثم «مكتوب عليا» وأتمنى أن يكون الكابتن فى نفس المستوى وان كانت الفكرة جيدة ويمكن ان تعطيها مساحة كبيرة لخلق كوميديا الموقف عن كابتن طيار سقطت طائرته وهو الوحيد الذى نجا ولكن ارواح بعض الركاب تطارده ولكن ابنة الكابتن محمد صلاح سوف تكون حاضرة فى مسلسل «كامل العدد» وقد نجحوا فى اقناع «مو» بان تخوض «مكة» هذه التجربة.. وهى حركة ذكية للترويج لمسلسل له جمهوره.. باجوائه الاجتماعية بين الكبار والاطفال.. والعمل يحتمل وجود الانسة «مكة» وسط مجموعة المسلسل ولاجل خاطر محبة الملايين لابى مكة سوف ينتظر اطلالة مكة.. لانها ابنة الغالي.. لكن كيف تم توظيف هذا ما سنعرفه.. حتى تكون دعاية فى محلها.
اسئلة سريعة
> هل نرى جديدا فى عتاولة الحرق والقتل والبلطجة؟
> مصطفى شعبان فى الجلباب الصعيدي.. ليس المهم ان تغير ملابسك..الاهم تغيير اسلوب الاداء فى موضوع يستفزك لكى تخرج كل ما عندك.
> نيللى كريم وروبى وكندة مع المخرج محمد شاكر عبداللطيف..المفاجأة واردة جداً.
> لام الشمسية.. بين أمينة خليل واحمد السعدنى هل تفوز على ظلها؟
> قلبى ومفتاحه.. بين مى عز الدين وآسر ياسين والمخرج تامر محسن.. عنوان عريض لمخرج نثق فيه.
> أحمد امين «النص».. اتوقع له الواحد الصحيح.
> شباب امرأة مع غادة كاريوكا.. مغامرة فيها الكثير من المخاطر.. إذا قدمت القديم فما الجديد؟ واذا شطحت فى الجديد طالبة اللجوء إلى عمل ناجح سينمائيا.. على الشاشة الصغيرة حتما سوف يختلف.. خلينا نشوف الست!
> دنيا سميرغانم.. «عايشة الدور».. يا بنت سمير ودلال.. انتى عايشة الدور من زمان بموهبتك الواضحة!