حرصت لأول مرة على الحضور ومتابعة احتفالات بعض المدارس بتخرج أولادنا فى المراحل التعليمية الأولي، والأعياد القومية لبلدنا مع اختلافها وتتابعها، وكم كانت سعادتى بما رأيته وتابعته وسط أهالى البراعم والطلبة والطالبات من مهرجانات وأناشيد واستعراضات مميزة فاقت فى مضمونها أعمار من يقدمها من أبنائنا، وكيف تفنن هؤلاء فى تقديمها بتمكن وعمق اقترب فى مجمله من أعمال كبار الفنانين ونجوم الاستعراض.
لن يرهقك البحث وراء سبب أو عوامل هذه الظاهرة، أو الإجابة عن أسئلة معتادة وملحة ومنها، من يقف خلف إبداع البراعم والشباب صغار السن، وكيف أجاد كل منهم فى التعبير عما داخله من مشاعر وانطباعات تجاه بلده، والتعبير عن حبه وانتمائه له، وفخره واعتزازه بالانتماء إليه، واستعداده لبذل المزيد من الجهد والعرق فى سبيل رفعته وتحقيق أمانيه وأحلام شعبه فى المجالات والمناحى المختلفة . فكل هذه الأسئلة ستقودك بالطبع إلى الدور الوطنى المميز لشركات الإنتاج الدرامى والسينمائى وما حققته وقدمته على مدار السنوات الأخيرة من مساهمات.
تكاد تنتهى من رؤية ومتابعة فيلم مميز وهادف ويروى تفاصيل دقيقة مما دار فى مجتمعنا، قد تكون غائبة عن الكثيرين منا، حتى تدخل فى عمل غنائى استعراضى يلهب حماس ووطنية الجميع سواء من الكبار أو الصغار سنا، ويردده أفراد الأسرة الواحدة فى كل تجمع أو لقاء عائلي، أو تدخل إلى أجواء الشعر والإلقاء فتجد صنوفا من عبارات الوطنية والانتماء وقد تملكت من أبنائنا بشكل غير مسبوق، أو تنتقل تدريجيا إلى مجموعة من المحاضرات والندوات الكبرى التى نظمتها هيئات ومؤسسات الدولة هنا وهناك، وكيف ساهم المتحدثون فيها فى توعية الشباب وتحذيرهم مما يحاك حولهم، وتبهرك استجابة الجميع وتحرك من هذا المنطلق.
لن يكلفنا الأمر الكثير، هو الدعم المعنوى القائم على اقتناع وإيمان بأهمية هذه الأعمال وحيوتها وتأثيرها المباشر فى مجتمعنا، وتحقيق النسبة الأكبر من أهدافنا بفضل التوجيه السليم والمدروس لكل عناصر ومقومات العمل المجتمعي.. ودعم وتوجيه لا يقل أهمية على مستوى الأسرة الواحدة، وتشجيع المواهب وتنمية روح الإبداع لدى صغارنا، بحيث تتكرر المشاهد ذاتها كل عام وعدة مرات فى العام الواحد، فنجنى سويا ثمار التعب من زيادة درجات ونسب الحب والانتماء والولاء لبلدنا.. تحيا مصر ويحيا كل مظهر أو مشهد مشرق ومبشر بها.