> ساعات قليلة وتعلن نتيجة الثانوية.. تلك المرحلة الفاصلة فى حياة أبنائنا الطلاب والتى تمثل بداية حياة جديدة فيها يبدأ الأبناء أولى خطوات المستقبل والتخطيط لما يمكن أن تكون عليه حياتهم المستقبلية.. ومن هنا فإن على الآباء والأمهات التريث وإسداء النصح لأبنائهم وهم يختارون نوع الدراسة الجامعية التى يرغبون فيها.. وبالتالى فلا يجب أن يكون المجموع الذى حصل عليه الطالب أو الطالبة هو المعيار الذى على أساس منه يتم اختيار الأبناء لكلياتهم.. بل الأجدى والأوفق فى هذا الشأن أن يكون الاختيار طبقاً لقناعات شخصية لدى أبنائنا الطلاب مع اسداء بعض النصح لهم بمعنى انهم حين يختارون يجب عليهم أن ينظروا إلى الأمام لا إلى تحت «أقدامهم» فالبرامج الدراسية الحديثة التى أدخلتها كثير من جامعاتنا روعى فيها النظرة المستقبلية من حيث حاجة سوق العمل سواء أكان محلية أو إقليمية أو دولية وبالتالى فخريجو هذه التخصصات المختارة بعناية يجدون فرص العمل متاحة لهم داخليا وخارجيا.
من أجل ذلك كله فعلى الطلاب وأولياء أمورهم عند اختيار نوع الدراسة الجامعية أن يكونوا بعيدى النظر.. فعبارة كليات «القمة» وكليات «القاع» كلها أمور عفى عليها الزمان ومن ثم فالنظرة يجب أن تتغير وأن يتم ارشاد أبنائنا إلى كل ما هو فى صالحهم فى مستقبل حياتهم حتى يجدوا الفرص المناسبة التى تتوافق مع ميولهم وبالتالى نجدهم يبدعون فى مجالات عملهم وهذا ما نريد أن نصل إليه.. فكل مَنْ يحب مجال عمله يتفوق فيه ويصل فيه إلى درجة الإبداع.
أبناؤنا طلاب الثانوية العامة عليهم أن يجددوا من تفكيرهم وأن يكون اختيارهم لدراستهم الجامعية وفقاً لما يرغبون هم فى دراسته وليس الآباء والأمهات فكم من طلاب وطالبات أجبروا على نوع دراسة معينة طبقاً لمجاميعهم المرتفعة وعلى الرغم من ذلك فشلوا فشلا ذريعا فيما بعد.. لماذا؟ لأنهم أجبروا على هذا الأمر وهم غير راغبين فيه وبالتالى كان الاخفاق هو النتيجة الطبيعية التى حدثت لهم فى بداية خطواتهم الأولى فى الدراسة الجامعية.
على الجانب المقابل إذا نظرنا بواقعية لفريق آخر من أبنائنا الطلاب الذى اختار دراسته طبقاً لقدراته ورغبته هو وليس أحد آخر.. وجدنا ان هذه الفئة من الطلاب قد حققوا نجاحا كبيرا فى مجالات عملهم بل وأبدعوا فى أمور كثيرة.. كان سوق العمل مفتوحة أمامهم داخليا وخارجيا.. ومن هنا فإننا نسدى النصيحة لأبنائنا الطلاب وهم على مشارف أولى خطواتهم الجامعية أن يتريثوا فى اختياراتهم وألا يجعلوا لمجاميعهم المرتفعة الأولوية عند الاختيار بل ينظروا إلى القدرات الشخصية وهل تتوافق تلك القدرات مع نوع الدراسة التى اختاروها حتى يكتب لهم النجاح والتميز فى حياتهم العملية وأن يأخذوا فى اعتبارهم البرامج والتخصصات الجديدة التى انتشرت فى كثير من جامعاتنا والتى تراعى وتتوافق مع فرص العمل حالياً ومستقبلا.. والله نسأل التوفيق والسداد لأبنائنا الطلاب.