فى حياة الدول أبطال يصنعون مجدها.. يتسابقون فى تقديم أرواحهم من أجل عزها وفخرها.. ولاننى من أبناء الإسماعيلية.. فقد كنت قريباً من هذه النماذج المضيئة فى سماء الوطن.. فنحن فى الإسماعيلية أسرة واحدة.. نعرف بعضنا البعض جيداًً.. فهؤلاء الأبطال الذين استشهدوا فى نصر أكتوبر المجيد.. كنا نعرفهم جيداًً.. ونعرف عائلاتهم.. فأشقاؤهم زملاؤنا.. اما فى الدراسة.. أو فى النادي.. أو فى أماكن اللعب الرياضى سواء كرة قدم فى الشوارع.. أو فى ساحات الملاعب المفتوحة.. بالإضافة إلى أن الإسماعيلية بلد صغير.. يصفونه بأنه حجرتان وصالة.. وهو ما يعنى التحام أهلها ببعض.. وهذه ميزة تتميز بها الإسماعيلية.. عن باقى المدن.. فالعلاقة ممتدة من الجدود إلى الآباء ثم الأبناء.. من هنا فكلنا يعرف جيداً.. هؤلاء الأبطال الذين سجلوا أعظم بطولات عرفتها العسكرية فى التاريخ.. اسمحوا لى ان نستكمل ما بدأناه الأسبوع الماضي.. عن هؤلاء الأبطال.. قدمنا البطل الطيار اللواء حسين القفاص.. ابن قرية البهتينى بالإسماعيلية.. والبطل عريف مجند الشهيد عمر حسن الفرك.. ابن قرية نفيشة الذى فجر نفسه مع مدفع العدو الإسرائيلي.. ليسكته للأبد.. بينما صعدت روحه إلى جنة الخلد.. كنموذج فريد سيذكره التاريخ جيلاً بعد جيل.. قدم روحه وعمره من أجل وطنه.. واليوم نتحدث عن البطل الشهيد الرائد يحيى محمد الصولي.. الذى كان يتقدم الصفوف الأولى فى وحدته.. وتمكن من دخول القنطرة شرق وتحريرها من العدو الإسرائيلي.. ودارت معركة عنيفة بين وحدته والعدو.. ونجح الرائد يحيى الصولى فى استعادة القنطرة شرق للمرة الثانية.. وكان الثمن هو حياته.. فهو أول شهيد فى كتيبته.. اما قصة البطل الشهيد الرائد طيار السيد محمد سليمان بخيت.. أحد أبناء عائلة بخيت الشهيرة بالإسماعيلية.. وقد كان شقيقه ابو بكر.. صديقى وزميل الدراسة فى جميع مراحل التعليم قبل الجامعي.. ووالده المهندس محمد سليمان بخيت رئيس مركز ومدينة الإسماعيلية.. هذا البطل.. ضحى بنفسه دون تردد.. فبعد ان قام بتنفيذ مهمته بنجاح فى ايقاف وتحطيم تقدم مجموعة من دبابات العدو.. وكان يقضى على كل ما يشاهده من قوات للعدو.. وأثناء عودته وقبل عبوره القناة.. شاهد تجمعاً لدبابات العدو.. وكانت ذخيرته قد نفذت.. قرر ان ينطلق مندفعا بأقصى سرعة ليصطدم بمقدمة دبابات العدو.. ليوقف تقدمهم.. ومحطما أكبر عدد منهم.. ليسقط بطائرته شهيداً مسجلاً أعظم دروس حب الوطن.. فى تاريخ الوطنية العسكرية.. والرائد الشهيد طيار السيد محمد سليمان بخيت.. كان ترتيبه الأول على كلية الطيران.. وحصل على نوط الواجب العسكرى من قائد قوات الطيران فى ذلك الوقت لواء طيار محمد حسنى مبارك.. كما حصل على نوط الواجب العسكرى من الرئيس أنور السادات.. وإليكم قصة بطل إسماعيلاوى آخر.. الشهيد العقيد السيد أحمد الحجف.. مساعد كبير معلمى مدرسة الصاعقة.. شارك كقائد لقوات الصاعقة فى معركة رأس سدر.. تصدى بفرقته لأحد ألوية العدو الإسرائيلى المدرع.. ومنعه من دخول رأس سدر.. ولكن العدو وبعد 48 ساعة عاود اللواء مدرع الإسرائيلى هجومه للمرة الثانية على رأس سدر.. ولكن استطاع البطل السيد أحمد الحجف ورجاله هزيمتهم.. ويصاب البطل السيد الحجف بشظية فى صدره.. لتصعد روحه إلى السماء يوم 22 أكتوبر 1973.. ومن الأبطال أبناء بلدى الرائد الشهيد أحمد حسن القرعلي.. ابن عائلة القرعلي.. أول شهداء النصر.. واللواء على جمال.. أحد أبطال الصاعقة خلف قوات العدو.. والبطل عبدالجواد سويلم من أبناء عزبة ابو عمر بأبوصوير.. فقد ساقه ويده وعينه اليمني.. اقول.. ان هؤلاء الأبطال.. صنعوا ملحمة النصر.. اقدمهم لجيل الشباب.. ليقفوا أمام تاريخ وطنى مشرف لأبطال فعلاً من ذهب.