بعد الإعلان رسمياً عن مقتل زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، يبرز تساؤل هام حول الشخصية التى ستقود الحركة فى المستقبل، والتى من المفترض أنها ستتولى مهمة التفاوض حول وقف الحرب فى قطاع غزة وإعادة الرهائن الإسرائيلية.
يرى خبراء ومسئولون أن هناك عدة أشخاص يمكن أن تخلف السنوار من بينهم، خليل الحية، نائب رئيس الحركة فى غزة، الذى كان مقرباً للسنوار.
فى أول بيان له أمس، أكد القيادى فى حركة حماس، فى كلمة متلفزة مقتل السنوار، مؤكداً أن هذه العملية ستزيد قوة الحركة.
وأضاف الحية أن حماس متمسكة بخروج القوات الإسرائيلية من غزة وتحرير جميع الأسرى الفلسطينيين، مشدداً على أن الرهائن الإسرائيليين فى غزة لن يعودوا إلا بوقف العدوان على القطاع وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل.
فى هذا الصدد، حذر مسئولون وخبراء أمريكيون أن قتل السنوار يمكن أن يأتى بنتيجة عكسية، حيث من المحتمل أن يتخذ خليفته موقفاً أكثر جموداً، أو على الأقل نفس موقف السنوار، وهذا ما أعلن عنه الحية بالفعل بعد كلمته التى أكد فيها على شروط حماس، التى كانت قد أعلنت عنها الحركة على لسان زعيمها قبل مقتله، بحسب سى إن إن الأمريكية.
الجدير بالذكر أن الحية قاد «حماس» فى المجلس التشريعى عام 2006 بعد فوز الحركة فى آخر انتخابات فلسطينية نظمت منذ ذلك الحين.
يُعد خليل الحية من أبرز مؤيدى المواجهة المسلحة. ونجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية، لا سيما عام 2007، حين أدى استهداف منزله شمال قطاع غزة إلى مصرع عدد كبير من أفراد عائلته.
من بين الأسماء المطروحة أيضاً، محمد السنوار، شقيق يحيي، فبحسب وصف مسئول أمريكى سابق يعد محمد السنوار متشدداً تمامًا مثل شقيقه، بحسب سى إن إن.
لكن المصدر السابق رأى أنه مع استنفاد جزء كبير من الحركة، قد يكون خيارها المفضل هو شخص خارجى قد يكون أكثر قابلية للتوصل إلى صفقة».
وكان قد أعلن الجيش الإسرائيلى على لسان المتحدث العسكرى دانيال هاجاري، أن تل أبيب تبحث بنشاط عن محمد السنوار، وجميع القادة العسكريين للحركة، بحسب ما ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وفقاً لتقارير، فقد شغل محمد السنوار منصب قائد لواء خان يونس فى كتائب القسام، مشيرة إلى أنه كان أحد خاطفى الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط.
أشارت التقارير أيضاً إلى أن محمد السنوار، هو أحد مهندسى أنفاق غزة وأنه اضطلع بتنفيذ أكبر مشاريع بناء شبكة الأنفاق تحت الأرض.
أيضاً، موسى أبو مرزوق أحد الوجوه المعروفة فى الحركة الفلسطينية، ويُعتبر من كبار مسئولى المكتب السياسى لـ«حماس» ومن الممكن أن يشغل رئيس حماس.
يتبنى أبو مرزوق نفس نهج هنية البرجماتى فى المفاوضات، حيث يؤيد «وقف إطلاق نار طويل الأمد» مع إسرائيل والقبول بحدود الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 كحدود للدولة الفلسطينية، لكن هذا الأمر لا يزال يثير بعض الجدل داخل الحركة.
كما أن زاهر جبارين وجه ليس ببعيد عن رئاسة الحركة، حيث تولى منذ فترة طويلة إدارة الشئون المالية لـ«حماس»، وكان مقرباً من الرئيس السابق للمكتب السياسى إسماعيل هنية، الذى وُصفه بذراعه اليمني.
و جبارين على صلة بتركيا، التى أقام فيها لفترة من الزمن. وكان قد شارك فى عمليات نفذها الجناح المسلح لحركة «حماس».
خالد مشعل من الوجوه المرشحه أيضاً لرئاسة الحركة، حيث تم اختياره من قبل رئيساً للمكتب السياسي، حيث استمر فى منصبه حتى العام 2017، ثم خلفه بعد ذلك هنية.
نجا مشعل من محاولة اغتيال عام 1997 فى عمّان بعد عملية نفذها جهاز المخابرات الإسرائيلي.