الأنظار تتجه صوب «المنامة»
فإن ما ارتكبته آلة الحرب الإسرائيلية من جرائم ضد الإنسانية وما خلفته وراءها ..رهيب
وسط حالة من الترقب.. تتجه أنظار الشعوب العربية ودول العالم بأسره ومنظماته الأممية والدولية إلى «المنامة» عاصمة مملكة البحرين الشقيقة.. الكل ينتظر ما سوف تسفر عنه القمة العربية فى دورتها الثالثة والثلاثين وما سوف يصدر عنها من قرارات تواجه بها الأمة العربية تحديات جساماً غير مسبوقة فى شتى المجالات السياسية وفى القلب منها غزة.. ثم القضايا الاقتصادية والاجتماعية وفى القلب منها تحقيق التكامل الاقتصادى العربى وتعويض ما فات العالم العربى فى سباق التعاون الدولى والعلاقات البينية العربية العربية فإن ما تحقق حتى الآن فى مجال التعاون الاقتصادى العربى العربى لا يزال – فى الحقيقة – دون مستوى طموحات المواطن العربى وتطلعاته.
الأنظار تتجه صوب «المنامة» فإن ما ارتكبته آلة الحرب الإسرائيلية من دمار وخراب وجرائم ضد الإنسانية وما خلفته وراءها من عدد قياسى رهيب من الشهداء خاصة الفلسطينيين الأطفال وما تكشف من وجود مقابر جماعية للفلسطينيين فى غزة وأحيائها كل ذلك أثقل الضغط على ضمير الشعوب العربية.. بما يجعلها فى حالة انتظار لما سوف تسفر عنه قمة المنامة.. علاجا للحالة العربية فى مواجهة ما يحدث فى غزة.. والتعامل مع ما سوف يعقب الحرب من أوضاع سكانية وبيئية وبنية تحتية مدمرة.. وشهداء وجرحي.
والحقيقة أن تعامل قمة «المنامة» حول «غزة» لن يكون بمنأى عن موقف مصر الثابت وعما تم فى مؤتمر القاهرة للسلام الذى عقد فى أكتوبر الماضى والذى انتهى إلى إدانة العنف والتهجير القسري.. وضرورة الوقف الفورى للعدوان الإسرائيلى على غزة.. والالتزام الكامل بالاحترام لاتفاقيات جنيف عام 1945 ووقف جميع انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولى بالأرض الفلسطينية المحتلة واتخذت القاهرة فى سبيل ذلك ٣ مسارات أولها رأب الصدع الفلسطينى الفلسطينى والثانى حشد كافة القوى العربية والدولية لوقف فورى لإطلاق النار والثالث تبنى حقوق الشعب الفلسطينى فى المحافل الدولية وحقه فى دولته المستقلة.
يضاف إلى ذلك التصعيد والتوتر وسياسة «حافة الهاوية» التى توشك أن تغرق المنطقة بأسرها فى أتون الحرب وأحداث السودان وليبيا واليمن وسوريا.. وأمن البحر الأحمر.. والحفاظ على الأمن القومى المائى لمصر والعالم العربى جميعها تمثل «عامل ضغط» يحتم على القادة العرب نسيان الخلافات البينية.. والاتجاه بكل القوة والإخلاص نحو مواقف أكثر قوة فى مواجهة بربرية إسرائيلية غير مسبوقة ودعم أوروبى أعمى وصمم دولى يعتمد المعايير المزدوجة ويجعل الباطل إلى «حقاً».. ويطمس عن قصد حقوق الشعوب الساعية إلى تقرير مصيرها وفى القلب منها الشعب الفلسطينى الذى يواجه منذ أكثر من ٧ شهور حرب إبادة لا مثيل لها عبر التاريخ البشري.
تتجه الأنظار إلى قمة «المنامة» التى اختارت التكامل والتعاون العربى عنوانا لها فى مواجهة التحديات والمخاطر.. ولا شك أن العالم العربى بما يملكه من ثروات وموارد بشرية وطبيعية جبارة إذا ما توحدت إرادات الدول العربية فإنه قادر بلا شك على تحقيق المعجزات وأن يكون فى مقدمة العالم وتكتلاته الاقتصادية.