تحاول المرأة المخرجة إثبات وجودها بالاستمرار فى تقديم الأفلام والتجارب التى تؤكد موهبتها، من هؤلاء المخرجة أيتن أمين التى تصادف مشاهدتى لفيلم تخرجها فى «أرت لاب» بالجامعة الأمريكية قبل سنوات، ثم كانت الخطوة الكبرى عام 2013 عندما أخرجت فيلم «فيلا ٩٦» وهو الفيلم الروائى الطويل الأول لها، وأتذكر أن أستاذنا الناقد الكبير سمير فريد رحمه الله أشاد بذلك الفيلم على مستوى الكتابة والإخراج والتصوير والأداء التمثيلي.
وفى عام 2020 قدمت أيتن أمين فيلما الروائى الثانى وكان بعنوان «سعاد» هو تجربة تختلف تماماً عن «فيلا 69»، وتم اختياره للعرض فى مهرجان «كان» وقت انتشار وباء كورونا، ورغم ذلك أشادت به الصحافة واستطعنا مشاهدته فيما بعد على شبكة الإنترنت، أما أحدث أعمال «أيتن» فهو فيلمها الروائى الثالث «آل شنب» تأليفاً وإخراجاً، ومن بطولة مجموعة كبيرة من نجوم السينما مثل ليلى علوى وسوسن بدر بالاضافة لبطلة الفيلم نجمة المستقبل أسماء جلال، وهى قادرة على تحقيق المزيد من النجاح على شاشة السينما لو أحسنت اختيار أدوارها وعملت على تطوير أدائها.
تهتم أيتن أمين بشخصية المرأة فى المجتمع كغالبية المخرجات اللاتى يخترن القصة التى تبرز أهمية دور المرأة وقدرتها على العمل والعيش دون الاحتياج للرجل مهما واجهت من صعاب، وأيتن فى فيلمها الجديد مؤلفة ومخرجة بدر وأسماء جلال بالاضافة إلى لبلبة وهايدى كرم وخالد سرحان وعلى الطيب ومحمود البزاوى مع مجموعة من الشباب مثل حسن مالك وشيرين أبوسعدة وهبة يسرى وسلافة غانم.
تريد المخرجة فى أفلامها منح الثقة لفتاة الجيل الجديد وخاصة فى قدرتها على اختيار دراستها وعملها ثم الاختيار الأهم لشريك حياتها، وهى فى فيلم «آل شنب» تريد الإشارة إلى تناقضات المجتمع الذكوري، وغالبية العائلة فى الفيلم من النساء رغم أسمها، وهى تظهر الرجال فى تلك العائلة يريدون خداع زوجاتهم سواء بالسعى للزواج بأخرى أو بالتحايل للحصول على أموالهن، ورد الفعل الطبيعى على ذلك هو عدم ثقة المرأة فى زوجها وشكها الدائم فى سلوكه.
وفى المقابل لا تترك أيتن أمين المرأة دون توجيه سهام النقد سواء لأفكار أو للسلوك الفج بين الأم وابنتها خاصة العلاقة المتوترة بين الأم نيللى «ليلى علوي» وابنتها ليلى «أسماء جلال» التى تريد السفر إلى اليابان للدراسة وينتهى الفيلم بتحقيق ذلك الحلم الجميل.
نجحت المخرجة فى إدارة 41 شخصية ولكن للأسف افتقد الفيلم الدراما التى تجمع كل هذا الكم الكبير من الشخصيات، ولم يقدم القصة التى تتصاعد أحداثها وظهرت كل شخصية بعيدة عن الأخرى مثل الشظايا المتفرقة، والمناخ العام للفيلم يوحى بالسخرية من تلك الشخصيات دون التعمق فى حياتها.
ورغم كل ذلك فإن تجربة المخرجة أيتن أمين تستحق التحية كما قدمت السعودية التحية لإبداع المخرجات فى برنامج «المرأة فى السينما» على هامش مهرجان البحر الأحمر هذا الأسبوع، ومازالت المرأة المخرجة قادرة على تقديم أفضل التجارب على الشاشة العربية.