من المؤكد ان 3 يوليو القادم سيكون نقطة فاصلة فى تاريخ السياحة المصرية.. كما كان 3 يوليو 2013 نقطة فاصلة فى تاريخ مصر حينما نجح الشعب المصرى بمساندة قواته المسلحة فى ازاحة جماعة الإخوان الإرهابية عن حكم مصر.. فإن 3 يوليو 2025 سيكون بإذن الله نقطة فاصلة فى السياحة المصرية.. تنطلق منه مصر لتحقيق حلمها فى زيادة اعداد السائحين الذين تستقبلهم سنويا حتى نصل بإذن الله الى 30 مليون سائح عام 2030 بإيرادات تتجاوز 30 ملياردولار..
ولكى نحقق هذا الحلم علينا ان نسابق الزمن كما سبق وكتبت الأسبوع الماضى..
ونغير من اسلوب التفكير الذى ينتهجه البعض.. وهو القاء اسباب التعثر فى التحرك على طرف آخر.. وانا اعنى ما اقول لاننى اشاهد منذ سنوات نفس الأسلوب بلا تغيير.. عدد من المستثمرين السياحيين يحرص دائماعلى التقليل من مطاراتنا وقطاع الطيران ككل وكأنه هو حجر العثرة فى سبيل تقدم وازدهار السياحة.. وينسى هؤلاء ان العمل الجماعى هو من يؤدى المنظومة ككل وان السياحة والطيران وجهان لعملة واحدة.. وانه يجب ان تسير عمليات التنمية فى القطاعين فى وقت واحد وفى مسارات متوازية.. واكبر دليل على ذلك هو ما حدث فى البحر الاحمروجنوب سيناء..
ان نسبة تتجاوز 70 ٪ من حجم حركة السياحة القادمة الى مصر تستقبلها مطارات البحر الاحمر «الغردقة ومرسى علم» وايضا مطار شرم الشيخ بجنوب سيناء.. وهذا يرجع الى ان نسبة تقترب ايضا من اكثر من 75 ٪ من الطاقة الفندقية لمصر التى تقترب حاليا من 230 الف غرفة فندقية بالمحافظتين.. جنوب سيناء والبحر الاحمر.. ولو عدنا جميعا بالذاكرة لسنوات قريبة قبل عام 2010 الذى استقبلت مصر فيه 14.7 مليون سائح.. وهو عام الذروة السابق الذى كنا نؤرخ به للسياحة المصرية حتى تجاوزنا هذا الرقم العام الماضى.. لنتذكر جميعا مطارات الغردقة وشرم الشيخ وكيف كانت هناجر وليست مبانى ركاب توفر كل وسائل الراحة والأمان للمسافرين والقادمين لمصر للاستمتاع بجمالها وجوها المتميز صيفا وشتاء.. وان النهضة والطفرة السياحية التى تحققت كانت بسبب سير المسارين معا.. مسار تطوير وتحديث وزيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات.. وايضا الطفرة التنموية الكبيرة فى الطاقة الفندقية فى كل من المحافظتين.. والذى استمر فى تحقيق زيادة من الطرفين.. المطارات تمت زيادة طاقتها الاستيعابية عدة مرات.. وايضا عمليات انشاء الفنادق والمنتجعات السياحية ظل تتضاعف اعدادها عاما بعد عام..
والآن جاء الدور على الطرفين من جديد ليسابقا الزمن حتى نلحق ما فاتنا خلال سنوات شهدت فيها مصر احداثا عطلتها كثيراً..
وقد اصبحنا امام مفترق طرق اما أن نتجاوزه معا واما ان نتعثر معا.. ومن هنا فعلى كل جانب ان يتفرغ للعمل بدلا من القاءالمسئوليات على الاخر.. ونأمل ان يشهد قطاع السياحة اقبالا من المستثمرين السياحيين على انشاء فنادق جديدة.. وليس اعادة تشغيل الفنادق المغلقة فقط.. اننا نحتاج الى إعادة التشغيل للفنادق المغلقة.. وانشاء فنادق ومنتجعات جديدة.. الى جانب ضرورة مساهمة المستثمرين فى تحويل مقار الوزارات بوسط القاهرة الى فنادق وهو ما يمكن أن يضيف خمسة آلاف غرفة فندقية جديدة للقاهرة.. هذا الى جانب ما نحتاج اليه من فنادق فى المنطقة المحيطة بالمتحف المصرى الكبير.. كل هذا واكثر يحتاج الى جهود المسثمرين وأموالهم.. ويحتاج ايضا الى مساندة الحكومة وتذليل اى عقبات فى سبيل ضخ استثمارات جديدة يحتاجها قطاع السياحة ليستوعب الأعداد المتوقع وصولها لمصر مع الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير فى 3 يوليو القادم..
ونحن فى انتظار الدراسات والاتفاقيات التى تجريها وزارة الطيران المدنى لزيادة الطاقة الاستيعابية لمختلف مطاراتنا المصرية.. مع اسناد عدد من المطارات لشركات ادارة عالمية لتقديم خدمة افضل لجميع الركاب والقضاء على السلبيات.. وايضا فى انتظار زيادة اساطيل مختلف شركات الطيران المصرية.. وتحيا مصر.