منذ جاء هذا الربيع العربى «2011» وبعد اختلاط المفاهيم، وتحول الثورات المزيفة إلى إرهاب ممنهج وإلى معامل لإنتاج الإرهابيين، منذ تلك اللحظات، والإسلام المحمدي، الذى نعرفه، يُستخدم أسوأ استخدام من جماعات وشيوخ، ودول، لقد تم إهانة الدين؛ بقرآنه وسنته الشريفة، ونبيه الكريم، أشد الإهانات من قبل داعش وأخواتها، وتحول على أيديهم إلى ظاهرة مخيفة فى أرجاء الدنيا، وألصقوا به ما ليس فيه من قبائح عبر ممارساتهم الإرهابية الممتدة زمنياً من العام 2011 حتى اليوم، وجغرافياً من العراق وسوريا مروراً بسيناء فى مصر وانتهاء بليبيا ونيجيريا والصومال وغيرهم.
> إن الإسلام الذى قدمته تلك التنظيمات، ليس هو إسلام محمد بن عبدالله «صلى الله عليه وسلم» إنه نوع آخر من الدين، لا علاقة له بالاعتدال والسماحة والدعوة بالتى هى أحسن، ولا بالعدل والحق والإصلاح، بل والثورة كما أصلها الإسلام المحمدى الأصيل !
> حول هذه القضية و»الغلاة الذين يحاولون التقدم» باسم الاسلام وهو منهم براء… دعونا نتحدث:
>>>
أولاً : ينابيع الغلاة والتكفيريين :
فى معركتهم الأخيرة، وبعد أن أزيحوا عن سدة الحكم فى بلادنا العربية ..يحاول الاخوان والقاعدة وداعش «وكلهم من نبع واحد !»، يقدمون أنفسهم باعتبارهم يمثلون صحيح الدين، والدنيا !! وهو الأمر الذى ثبت عدم صحته والدليل نهر الدماء التى سالت خلال السنوات الماضية، لمسلمين أبرياء، لو كانت هذة الجماعات ، مسلمة حقاً، لما سالت .. ولكنها يقيناً ليست من الإسلام فى شيء !! .
> إن أدبياتهم ووثائقهم وفتاواهم التى نشرت، وأمكن الوصول إليها، قامت أساساً على «التكفير» وتبرير الذبح، وليس على الإسلام، واليوم نقدم قائمة بأبرز تلك الوثائق والكتب المرجعية؛خاصة لدى ابنة الاخوان المخلصة ؛»داعش « بل وحتى لدى الاخوان أنفسهم والتى منها «كتاب إدارة التوحش لأبى بكر الناجى – كتاب ملة إبراهيم لأبى محمد المقدسى – كتاب معالم فى الطريق لسيد قطب مع حواشى ومقدمات داعشية جديدة تلائم المرحلة الراهنة التى يمر بها التنظيم – كتاب فصول فى الإمامة والبيعة لأبى منذر الشنقيطى – كتاب مسائل من فقه الجهاد لأبوعبدالله المهاجر واسمه الحقيقى عبدالرحمن العلى وهو مصرى الجنسية وله كتاب آخر اسمه «معالم الطائفة المنصورة فى بلاد الرافدين» – كتاب دعوة المقاومة الإسلامية لأبومصعب السورى – وكتاب رفع الالتباس عن ملة من جعله الله إماماً للناس وهو من مأثورات وكتب جهيمان العتيبى قائد المقتحمين للمسجد الحرام فى مكة عام 1979 – وكتاب أهل التوقف بين الشك واليقين ومؤلفه حلمى هاشم «مصرى الجنسية» ويكنى باسم / عبدالرحمن شاكر نعم الله – وكتاب «مد الأيادى لبيعة البغدادي» – وكتاب «أقلام الآنام بميلاد دولة الإسلام فى العراق والشام» وهما تأليف أبوهمام بكر بن عبدالعزيز الآثرى – كتاب «موجبات الانضمام للدولة الإسلامية فى العراق والشام وهو من تأليف أبوحسن الأزدى – كتاب «المعارضون لدولة المسلمين» تأليف أبومحمد الأزدى – كتاب «البيعة ثم البيعة ثم البيعة» تأليف أبويوسف البشير – كتاب تنبيه الأنام لما فى التفرقة من آثام وأهمية التوحد فى دولة الإسلام تأليف «أبوسعد العامل» – كتاب «نصرة لإعلان دولة الإسلام متى يعرفون معنى الطاعة» تأليف أبوالمنذر الشنقيطي.
> بدورها لم تتهاون الدولة الإسلامية فى العراق والشام «الحروف الاولى من اسمها : داعش «، عند إعلان تشكيل حكومتها عن تأسيس وزارة خاصة للأمور الفقهية والشرعية المتعلقة بالدولة، أطلق عليها اسم وزارة الهيئات الشرعية وتولاها الوزير أبو عثمان التميمى ، ووضعت هذه الوزارة كتباً جديدة تترجم الثوابت الشرعية لدى «داعش» وكانت كتب الاخوان وسيد قطب فى مقدمتها بمقدمات داعشية – إخوانية جديدة !!!!! كل هذا الشر والشذوذ الدينى تم محوه وتعطيله بفضل تضحيات الجيوش العربية فى العراق وسوريا ومصر وغيرها!
>>>
ثانياً : التكفير هو الأصل :
فى كل تلك الإصدارات التى تعمدنا تقديم وذكر أسمائها لاستزادة المعرفة لدى القارئ ولتوثيق دقيق لهذا الفكر ومرجعياته؛ كان الاخوان وربيبتهم داعش وأخواتها من تنظيمات تدعى الإسلام، تؤسس لفكرة «التكفير» فى ثوبها الجديد، وتعيد إنتاج تراث الخوارج وجماعات التكفير والهجرة والحشاشين مرة ثانية بوسائل اتصال حديثة وتقنية تليفزيونية متطورة؛ إن «الخلافة» التى استهدفت تلك الإصدارات إحياءها لهى خلافة قائمة على الدم، والذبح، وتاريخ ووقائع ممارساتها منذ 2011 وحتى 2025 يؤكد ذلك ويغنى عن أى بيان.
ثالثاً : موقف الإسلام الصحيح من هذه «الينابيع» التكفيرية التى آن لها أن تجفف من خلال الفقه الصحيح، والمقاومة العلمائية الجادة؛ يقول – الإسلام الصحيح – إن هكذا فتاوى تكفيرية، وإرهابية، لا يقرها لا القرآن ولا السنة، بل يرفضونها تماماً، إن العلماء الثقات من شتى المذاهب الإسلامية يجمعون على حرمة الدم المسلم وحرمة استهداف الأبرياء والمدنيين من غير المسلمين طالما لا يقاتلوننا، فقد حُرم قتالهم وأن من قتل نفساً واحدة، كمن قتل الناس جميعاً، وأياً كانت التبريرات التى تساق هنا فإن الحرمة واضحة وحججها قاطعة، وفى هذا المعنى يؤكد الله سبحانه وتعالى على عقد الأمان والسلامة حتى للمشركين طالما لا يقاتلوننا فيقول «وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه»، فالتوبة والأمان من حق كل مسلم، شريفاً كان أم وضيعاً، فيصح الأمان لآحاد المسلمين رجلاً كان أو امرأة.
>>>
> وبعد .. إن الإسلام يرفض هكذا أفكار وفتاوي؛ ومن ثم هو يرفض الاخوان وداعش، ويطالب بتجفيف منابع فكرهما الشاذ؛ لأنه يسيء لصحيح الإسلام كما أتى به النبى ؛ والذى كان مستشرفاً وصائباً، فى رؤيته المستقبلية حين تنبأ بأمثال داعش، وفقاً للحديث المروى عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه والذى قال : قال رسول الله : «يخرج آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» «متفق عليه».
> وهل هنالك شك اليوم أن هؤلاء هم الاخوان و» داعش» ومن والاهم من… دول وشيوخ، وأجهزة مخابرات هكذا نفهم ونؤمن، ومن ثم ندعو وبقوة إلى تجفيف ينابيع هذا الفكر الخطر، ليس على الأوطان فحسب، بل على «الإسلام» المحمدى الطاهر، نفسه. والله أعلم.