تشهد الكرة الأرضية فى نحو الساعة الثامنة و56 دقيقة صباح غد الجمعة خسوفا كليا للقمر لن يرى فى مصر والمنطقة العربية، وهو الأول من خسوفين خلال العام الحالى ويتفق توقيت وسطه مع توقيت بدر شهر رمضان للعام الهجرى الحالى 1446.. صرح د. طه رابح رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية وأوضح أن هذا الخسوف يغطى فيه ظل الأرض 118٪ تقريبا من سطح القمر، وستستغرق جميع مراحله منذ بدايته فى الساعة الخامسة و57 دقيقة و24 ثانية صباحا وحتى نهايته فى الساعة 12 وثانية واحدة مدة قدرها نحو ست ساعات وثلاث دقائق تقريبا، فيما يستغرق الخسوف الكلى ساعة واحدة وخمس دقائق تقريبا ويمكن رؤية الخسوف فى المناطق التى يظهر فيها القمر عند حدوثه ومنها أوروبا، وجزء كبير من آسيا، وجزء كبير من أستراليا، وجزء كبير من أفريقيا، وأمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، والمحيط الهادئ، والمحيط الأطلسي، والقطب الشمالى والقارة القطبية الجنوبية.
من جانبه، أشار الدكتور ياسر عبدالهادى رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد إلى أن ذروة الخسوف الكلى ستبدأ فى الساعة الثامنة و59 دقيقة و56 ثانية صباحا تزامنا مع ميلاد بدر شهر رمضان الحالي، وتستمر حتى الساعة التاسعة و31 دقيقة و23 ثانية.
أكد أنه يمكن الاستفادة من ظاهرتى فالكسوف الشمسى والخسوف القمرى للتأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية، حيث إن الظواهر تعكس بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس.
كشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد عن اكتمال بدر شهر رمضان للعام الهجرى الحالى بنسبة لمعان 100٪، فى الساعة الثامنة و56 دقيقة صباح الجمعة بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة، معلنا انتصاف الشهر الهجري، وذلك طبقا للحسابات الفلكية التى أجراها علماء المعهد.
أضاف أنه فى يوم اكتمال الهلال بدراً ستكون ساعات الصوم 13 ساعة و43 دقيقة، وتستمر فى الزيادة إلى أن تصل لأطول فترة صيام يوم السبت الموافق 29 مارس، 29 رمضان الحالى نهاية الشهر، محطمة أطول رقم فى ساعات الصوم لهذا الشهر وهى 14 ساعة و12 دقيقة.
أوضح أن البدر سيبدأ فى التناقص تدريجيا بعد ذلك إلى أن يصل تربيعه الآخر يوم السبت الموافق 22 مارس الحالى فى الساعة الواحدة و31 دقيقة ظهرا.
أشار استاذ الفلك إلى أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقى لقرص القمر، لذلك يبدو القمر كما لو كان بدرا فى الفترة من 12 إلى 16 مارس، لافتا إلى أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية بعدة أسماء أشهرها «قمر الدود» حيث يكثر ظهور ديدان الأرض فى هذا الوقت من العام.
أكد أن وقت إكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
أوضح أن خسوف القمر لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر بدرا، أى عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر «ليسقط ظل الأرض على القمر»، وكسوف الشمس «سواء كلى أو جزئى أو حلقي» لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر محاقا، أى عندما يكون القمر بين الشمس والأرض «ليسقط ظل القمر على الأرض».
أضاف بناء على ذلك فإن كسوف الشمس وخسوف القمر تكون الفترة بينهما دائما حوالى أسبوعين، وهى الفترة التى تفصل بين المحاق والبدر.
أما عن الظواهر المرتبطة بالخسوف، فأكد المهندس ماجد أبوزهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن القمر سيتحول إلى اللون النحاسى أو الأحمر خلال ذروة الخسوف، وفقًا لكمية الغبار والغيوم فى الغلاف الجوى للأرض.
أوضح أن مصطلح «القمر الدموي» ليس تسمية علمية، بل ظهر لأول مرة عام 2013، لكنه أصبح شائع الاستخدام عند حدوث أى خسوف كلى للقمر.
أضاف أن الخسوف الكلى الحالى غير مركزي، أى أن قرص القمر لن يمر عبر مركز ظل الأرض، بل سيكون الطرف الجنوبى للقمر أقرب إلى مركز الظل مقارنةً بالطرف الشمالي، ما سيجعل الجزء الشمالى أقل ظلامًا من الجزء الجنوبي.
أشار إلى أن خسوف القمر الكلى يُتيح فرصة علمية لدراسة تأثير الغلاف الجوى للأرض على الضوء، حيث يمكن للعلماء تحليل تكوين الغلاف الجوى عبر الضوء المنكسر على القمر أثناء الخسوف، ما يساهم فى فهم تغير المناخ وديناميكيات الغلاف الجوي.
يُذكر أن خسوف القمر يحدث عندما يقع القمر فى ظل الأرض، ويكون كليًا عندما يدخل القمر بالكامل منطقة الظل، مما يؤدى إلى فقدانه رؤيته تمامًا فى ذروة الحدث، ووفقًا للحسابات الفلكية، فإن الأرض ستشهد كسوفًا جزئيًا للشمس فى 29 مارس الجاري، وسيتزامن توقيته مع اقتران شهر شوال للعام الهجرى 1446.