من الضرورى ألا تفلت إسرائيل من المسؤولية عن الجرائم التى ارتكبتها فى غزة و يجب توثيق كافة الجرائم التى قامت بها قوات الاحتلال من خلال إنتاج أفلام وثائقية وشهادات حية للضحايا، وإحالة هذه الملفات إلى المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة. يجب أن يتم عرض هذه الوثائق فى جميع دول العالم، لإبراز حقيقة ما يجرى على الأرض بعيدًا عن الروايات المضللة التى تحاول إسرائيل ترويجها.
إلى جانب توثيق الجرائم، من المهم تنظيم حملات ضغط دولية على الحكومات الغربية، لدفعها نحو وقف دعمها العسكرى والسياسى لإسرائيل. لقد آن الأوان للمجتمع الدولى أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية، وأن يضع حدًا لهذا الإفلات المستمر من العقاب الذى طالما تمتعت به إسرائيل.
محاولة إسرائيل لتحويل القضية الفلسطينية إلى أزمة لاجئين هى سياسة خطيرة تهدف إلى طمس الحقوق الفلسطينية، وتحويل الأنظار عن جوهر القضية وهو الاحتلال والاستيطان. يجب أن يكون الموقف الدولى واضحًا وحاسمًا: التهجير القسرى جريمة لا يمكن القبول بها، والعدل ليس مجرد خيار، بل هو واجب إنسانى وأخلاقى يجب أن يتحقق.
فى الأشهر الأخيرة، قامت إسرائيل بتدمير آلاف المنازل والمستشفيات والمدارس فى قطاع غزة، مما تسبب فى قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بينهم آلاف الأطفال والنساء. هذه العمليات العسكرية الممنهجة لم تكن مجرد استهدافات عشوائية، بل سياسة مدروسة تهدف إلى محو معالم الحياة فى غزة، ودفع أهلها إلى خيار واحد وهو النزوح القسرى.
تعمل إسرائيل على استخدام المناورات السياسية فى محاولة للخروج من مأزقها الحالى، حيث تسعى إلى تشتيت انتباه المجتمع الدولى عن جرائمها الكبرى ضد الإنسانية، خاصة فى غزة. وبهدف تفادى المحاسبة على جرائم الحرب التى ارتكبتها، تلجأ إلى خلق ضجة إعلامية وسياسية لإلهاء الرأى العام. ومن بين هذه المناورات، تعتمد إسرائيل على سياسة التهجير القسرى كأداة لتحويل الأنظار عن انتهاكاتها، مما يُعد جريمة جديدة تُضاف إلى سجلها.
يعد التهجير القسرى أحد أخطر الأدوات السياسية التى تستخدمها إسرائيل لتصدير أزماتها الداخلية وإبعاد الأنظار و الهروب الكبير عن الجرائم التى ارتكبتها بحق الإنسانية. هذه السياسة ليست مجرد مقترح عابر، بل تمثل جزءًا من استراتيجية ممنهجة تهدف إلى تحميل الدول العربية والمجتمع الدولى عبء الكارثة التى صنعتها إسرائيل بيدها. بدلًا من مواجهة الحل السياسى العادل الذى ينادى به المجتمع الدولى، وهو حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية حرة ومستقلة، تحاول إسرائيل إعادة إنتاج أزمة جديدة تتمثل فى دفع الفلسطينيين إلى النزوح واللجوء القسرى.
فى النهاية، لا يمكن السماح لإسرائيل بالهروب من مسؤولياتها أو إعادة إنتاج المأساة الفلسطينية بنسخة جديدة. الحل الوحيد والعادل هو إنهاء الاحتلال، وقيام دولة فلسطينية مستقلة، تعيش بكرامة وحرية بعيدًا عن القمع والتهجير.