رغم كل ما يحيطها من تحديات فى شتى الاتجاهات الإستراتيجية للدولة المصرية.. رفضت مصر تصفية القضية الفلسطينية.. وتهجير سكان غزة.
.. ورغم ما تعانيه مصر من تحديات اقتصادية صعبة فرضتها ظروف دولية معقدة وجائحة ضربت كل العالم وحرب روسية ـ أوكرانية أثرت على سلاسل التوريد والإمداد وضاعفت أسعار السلع والنقل.. وحرب إبادة خاضتها إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى غزة وتوابعها فى البحر الأحمر وخسارة مصر ما يزيد على 7 مليارات دولار من إيرادات القناة.. رفضت مصر كل الإغواءات والإغراءات ومئات المليارات.
.. رغم كل هذه التحديات وغيرها.. رفضت مصر المساومة أو المقايضة على حقوق الشعب الفلسطينى فى تحرير أرضه.. وبناء دولته المستقلة عند حدود الرابع من يونيو حزيران عام 1967.. وعاصمتها القدس الشرقية.. وحق العودة لمن تركوا بيوتهم قسراً فى 1948.
.. رغم كل هذه التحديات خاضت مصر معارك شرسة.. لم يهدأ لها بال ولم تغمض لها عين منذ الثامن من أكتوبر عام 2023 عندما شرعت إسرائيل فى تدمير غزة.. بهدف محوها من الخرائط الجغرافية وتشريد شعبها وإبادة أطفالها ونسائها وشبابها وشيوخها فى تطهير عرقى سوف يذكره التاريخ بأسوأ صفحات الخزى والعار ومع كل التحديات.. وهى ثقيلة ثقيلة.. أدركت «مصر السيسى» منذ اللحظة الأولى أهداف العملية الإسرائيلية الغاشمة.. وانتهاكاتها كل المواثيق الدولية والأخلاقية وإصرارها المتكرر على إفساد كل محاولات التقريب أو التهدئة بل عمدت إلى تأجيج الصراع وتوسعته كلما استطاعت لذلك سبيلاً.
.. ولم تصمت مصر.. أو تقف «تستنكر وتشجب» بل شمرت عن ساعديها ودعت لقمة عربية مع بداية الأحداث.. وكثفت مساعيها لدى كل القوى الحرة فى هذا العالم تستنفر طاقتهم للوقوف إلى جانب الحق الفلسطينى وإنقاذ الفلسطينيين من ويلات حروب الإبادة والتطهير العرقى دون أى مراعاة للقيم الإنسانية أو القوانين الدولية أو القانون الدولى الإنسانى.. ورفضت القاهرة أى سعى لإسرائيل لفرض الهيمنة وتعميق سياسة الأمر الواقع فإن للأرض الفلسطينية «أصحاب» هم ـ دون غيرهم ـ أصحاب الحق الأوحد فى تقرير مصيرهم.
.. ووقفت القاهرة أمام كبريات الدول ترفض إمرار أبنائها عبر الأراضى المصرية إلا بشرط السماح للمصريين بتوصيل المساعدات لأهالينا فى قطاع غزة.
.. وبالأفعال لا الشعارات واللافتات حرصت «مصر السيسى» على الوصول الآمن بالمساعدات الكافية لسائر الغزاوية الذين قاتلوا بشرف.
.. مصر التى ساندت الفلسطينيين طوال تاريخها.. ومنذ النكبة عام 1948 لم تتوان مصر عن دورها التاريخى الثابت والمنحاز للشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة.
.. «مصر السيسى» التى ومنذ الثامن من أكتوبر عام 2023 وهى تتحمل العبء الأكبر والمسئولية الأعظم لنفاذ المساعدات والوصول بها إلى شمال غزة وجنوبها ووسطها وشرقها وغربها.
.. «مصر السيسى» التى قدمت مساعدات تقترب من المليون طن مواد إغاثية بما يمثل أكثر من 90 فى المائة من جملة ما وصل قطاع غزة من مساعدات على مستوى العالم.
.. «مصر السيسى» التى جهزت وتجهز ما يزيد على 600 شاحنة يومياً تحمل المؤن والمساعدات لأبناء غزة الصامدين فوق الأطلال ووسط البرد القارس والأمطار الغزيرة وقسوة المناخ.
.. «مصر السيسى» التى جهزت على أرض الفيروز 7 مخازن لوجستية كبيرة لاستقبال وتوصيل المساعدات إلى أبناء غزة.. وأتاحت ميناء العريش لاستقبال سفن المساعدات المحملة بالخيام ودورات المياه الميدانية.
.. «مصر السيسى» التى استقبلت ما يزيد على 800 مصاب فلسطينى وجريح تم علاجهم بمستشفيات الشيخ زويد والعريش وبئر العبد النموذجى.
.. «مصر السيسى».. التى لا تهزها الشائعات أو الأكاذيب.. وكان اصطفاف 114 أسرة فى مدينة رفح المصرية الجديدة «رداً صادقاً» على ما حاول ترويجه المرجفون وأهل الشر وصنَّاع الفتن فإن رفض مصر أى مساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى هرماً ثابتاً فى السياسة المصرية.. والقناعة المصرية شعباً وحكومة ومؤسسات ودولة.
.. «مصر السيسى» التى وضعت فوق أرض سيناء ما يزيد على 007 مليار جنيه فى مشروعات زراعية وصناعية وإسكانية فإنها ليست أرضاً «فارغة» ولا صحراء «بلا صاحب» بل إن لها أماً مصرية وأباً مصرياً ورمالها تنطق بدماء المصريين كل المصريين دفاعاً عن شرفها وعرضها وطولها أرضها وسمائها.
.. «مصر السيسى» التى تستهدف بناء 81 تجمعاً تنموياً بأرض الفيروز منها 11 بشمال سيناء و7 فى جنوب سيناء تستوعب ما يزيد على 2212 أسرة سيناوية أصيلة يكون لكل منها 5 أفدنة أرضاً زراعية وقيراطاً من الأرض بمساحة 571 متراً مربعاً لبناء بيت عليها فضلاً عن بناء 12 تجمعاً حضرياً تستوعب 71 ألف بيت بدوى تكفى لإقامة 96 ألف نسمة منها 6 فى رفح و11 بالشيخ زويد و4 بالعريش.
.. وتقف مصر بكل قوتها.. تعلن بعلو صوتها أمام العالم أجمع رفضها القاطع لخطة تفريغ غزة من أهلها بدعوى إعمارها.. وما يستتبعه ذلك من تصفية للقضية الفلسطينية والإضرار الحتمى بمقتضيات الأمن القومى العربى.. والتأثير المباشر على الأمن القومى المصرى.
.. نقولها جميعاً بعلو الصوت.. «إلا مصر» مهما حدث ويحدث وما سوف يحدث.. «كلنا فداك».. ولتبقى مصر حرة أبية لنا وللأجيال القادمة.