«اعتصموا ولا تفرقوا».. جملتان مترادفتان تعنيان من أول وهلة أن الوحدة هى كلمة السر وراء «قوة الأمة» لذا فإن فلسفة الاتحاد والتكاتف والاصطفاف التى طالما نادى بها المصلحون فى أمتنا قد لاقت صدى واسعًا فى الأوساط كافة وتمنى المخلصون من بنى جلدتنا أن لو ترجمت الألفاظ التى تدعو إلى الوحدة فيما بيننا كعرب إلى واقع عملى ساعتها سيكون الحال غير الحال تمامًا.. ولنا فى حوادث التاريخ القريب والبعيد على السواء العبرة والعظة فيوم أن توحَّد العرب دانت لهم الأمم وبسطوا سيطرتهم على الكثيرين من مناطق الكرة الأرضية بل والأكثر من ذلك صار عدوهم يرهبهم ويعمل لهم ألف حساب..
وما أحداث السادس من أكتوبر العاشر من رمضان منا ببعيد.. حيث ظهر اتحاد العرب فيما بينهم مساندين ومآزرين دول المواجهة مع العدو الإسرائيلى بل والأكثر من ذلك استخدام العرب ما لديهم من قوى غير عسكرية كان لها مفعول السحر حيث منع العرب البترول عن الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا المساندين والداعمين بقوة لدولة البغى والعدوان فعادت أوروبا إلى عصورها الوسطى بعد الوقفة العربية الواحدة وعرف العالم أجمع.. كيف ستكون قوة العرب إذا اتحدوا.
من أجل ذلك نقول وبكل صدق إن قوتنا كعرب لن تنبع إلا من وحدتنا فيما بيننا ونحن نملك من المؤهلات الكثير الذى يجعلنا نتكامل فيما بيننا لدينا القوة البشرية المؤهلة علميًا ولدينا الثروة التى تمكننا من نقل أرقى التكنولوجيات العالمية أيضًا هناك وحدة من التاريخ واللغة والدين والعادات والتقاليد كل هذا وغيره يجب علينا الإفادة منه حتى تعود للعرب هيبتهم التى يحاول أعداؤهم الانتقاص منها فى كل وقت وحين.
ولعل القمة العربية القادمة فى القاهرة كانت فرصة مواتية اعلن العرب من خلالها كلمتهم للعالم.
إذن التجربة العملية أثبتت لنا جميعًا أن الوحدة العربية أمر بات ضروريًا لكل العرب ليس هذا الجيل فقط، بل وللأجيال القادمة.. ولعل لذلك نتائج إيجابية ملموسة إستراتيجية واقتصادية واجتماعية.. وغيرها..
وعندها سيكون خير العرب للعرب وليس لأحد آخر يبقى فقط أن نعمل بجد من أجل تفعيل النماذج التى تؤدى بنا فى نهاية الأمر إلى أن نكون فى وحدة تماثل الاتحاد الأوروبى إن لم نتفوق عليه فى كثير من الجوانب.
وها نحن الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج نضع الآمال الكبيرة على قمة القاهرة القادمة لتكون هى «ضربة البداية» للُحمة العربية المنتظرة.. وساعتها سنردد معًا «فعلاً.. العرب كل العرب بخير».