تحدثت من قبل فى أحد المقالات السابقة عن اللغة «الفرانكو ـ عربي» ومدى تأثيرها على لغتنا العربية الجميلة وطريقة كلامنا مع بعضنا وان هذا النهج المتبع غير صحيح لانه بعيد كل البعد عن اصول اللغتين بمعنى اخر «لا هى عربى ولا هى انجليزي» ولدينا الان ظاهرة خطيرة منتشرة حاليآ « اللى المفروض ناخد بالنا منه « قد تتسبب فى كوارث وهى أحد الطرق التى تساهم فى طمس اللغة العربية هو «كيبورد الموبايل» لوحة المفاتيح المحمول الذى يغير كلماتنا المكتوبة دون دراية وهذه الظاهرة منتشرة حالياً بشكل ملحوظ.
فى كثير من الأحيان تشاهد جملة فى الواتس أو على الفيس بها غلطات لفظية أو إملائية مكتوبة من شخص ما رغم ان صاحبها يجيد اللغة وذلك يحدث لأن «كيبورد الموبايل» يغير سريعا الكلمات أثناء كتابتها ويرغمنا على بعضها وبعد نشرها تجعلنا مخطئين وجهلة باللغة أمام الغير وهذا ما حدث بالضبط فى محادثة جماعية مع اصدقائى وكتب أحدهم كلمة سعار بدل سعر وهذا الشخص صحفى مخضرم ولا يمكن أن يخطأ مثل هذا الخطأ الفادح وطبعا انقلب «الشات» لضحك بيننا وهذا حدث معى فى أكثر من مرة وانا اكتب جمل على وسائل التواصل وأخرها زميلتى أبلغتنى بخطأ فى كلمة وفى اسرع وقت تم تعديلها وكان هذا تصرف ذكى .. وللعلم اغلب البرامج التى تستخدم الكتابة على الموبايل بتحور الكلمات فى سبيل اعطاءنا أفضل وأقرب لفظ لما نكتبه مع ثقتنا الزائدة ننشر سريعا وفى اعتقادنا أننا كتبنا الصح ونلاحظ بعد ذلك وجود لفظ غلط ونعاود كتابته او أن يمر هذا الخطأ مرور الكرام دون علم صاحبه أو خوف أحد أصدقائه من إحراجه وابلاغه بالخطأ ومن هنا تقع الكارثة ونتعود على النظر الى الكلمات الخاطئة المكتوبة بأيدينا وليست بعقلنا وننشئ بإيدينا لغة جديدة تتعارض مع لغتنا.
الأغلبية تكتب من الموبايل ولهذا لابد أن ننتبه قبل ما ننشر أى شئ نكتبه على الموبايل و«ياريت ناخد بالنا» ونتأكد من العبارة وكما نعلم ان نقطة فى كلمة تغير معنى والأهم أننا هنحافظ على لغتنا التى تتوارثها الأجيال وأيضاً منظرنا الذى قد يبدو سيئاً «واحنا مظلومين» وهناك مثل شهير يقول « فى التأنى السلامة وفى العجلة الندامة» المطلوب باختصار التركيز والتمعن وعدم التسرع فى النشر .