و«إعادة السمع».. وخلافات الميراث.. و«بيريحنى بكايا ساعات!!»
ألم نقل لكم مرارًا وتكرارًا أننا البلد الذى لا ينام فيه أى شخص جائعًا.. نحن بلد الخير.. كل الخير.. حتى فى أحلك الأوقات والأزمات.. نحن القلوب الطيبة النقية التى تخرج أفضل وأحلى ما فيها لتمنحنا الأمل والقوة عندما تعاملنا الحياة بقسوة وعندما نعتقد أن كل الأبواب قد أغلقت فى وجوهنا.. نحن التكافل والرحمة والمودة على أرض الكبيرة دائمًا وأبدًا مصر الكنانة.. مصر المحبة، مصر العطاء.
وانظروا وتأملوا حالنا فى الشهر الفضيل رمضان.. شوارعنا.. مدننا.. محافظاتنا تتلألأ بالأنوار فى كل مكان.. فرحة ما بعدها فرحة.. واحتفاء ما بعده احتفاء.. إنه رمضان.. إنه الشهر الفضيل فى أرض الأزهر.. فى مدن وقرى التمسك بالثوابت الأخلاقية والمعايير الدينية والعادات والتقاليد التى تتحدى العولمة ورياح التدمير وإزالة ومحو الهوية.
وإذا كان النور قد أضاء الشوارع، فإن نور الإيمان قد أضاء القلوب بموائد للإفطار فى كل مكان تجمع فيها الناس شرقًا وغربًا يتشاركون فى اقامتها وخدمتها فى مشاهد خيالية للعائلة المصرية التى تتقاسم لقمة العيش فى تلاحم لا مثيل له.
وعندما نقول إنه لا يوجد من ينام جائعًا فى هذا البلد، فإننا نقولها عن ثقة وعن قناعة لأن القلوب العامرة بالخير تتسابق لإطعام الفقراء والمجتاجين وعابرى السبيل.. وهناك بيوت فتحت أبوابها فى شهر الكرم والجود تستقبل وتقدم المساعدة لكل محتاج وتبحث عن سعادتها فى أن ترسم الابتسامة على وجوه الآخرين.
فى بلادنا لا نحتاج إلى من يذكرنا بمسئولياتنا الاجتماعية والمجتمعية.. فى بلادنا المال مال الله..والخير يجب أن يعم الجميع.. وانظروا إلى أحوالنا فى رمضان.. هل هذا بلد يعانى من أزمة اقتصادية.. هل هناك نقص فى السلع والمواد الغذائية.. أم أن هذا بلد غنى ثرى.. أم أنها البركة.. بركة رمضان.. وهى فعلاً بركة.. وربنا يديم علينا النعمة.
> > >
واكتب عن الذين يبحثون عن الحق فى الحياة.. اكتب عن الذين ولدوا وقد فقدوا حاسة السمع.. واكتب عن الدولة المصرية الجديدة التى اهتمت بأحوالهم وساعدتهم فى إجراء عمليات بالمجان رغم أنها تتكلف الملايين من أجل زراعة «قوقعة» الكترونية تمكنهم من التقاط الأصوات والسمع والاندماج فى الحياة.
وقد وردنى من عدد من أولياء أمور بعض الذين أجريت لهم هذه العمليات المعقدة لاستعادة السمع يتحدثون فيها عن متاعب وعقبات ما بعد تركيب السماعات الالكترونية من ارتفاع أسعار قطع الغيار والبطاريات ودروس التخاطب والمتابعة الفنية لسلامة «السماعات الالكترونية»!!
ولن أتحدث عن الأرقام الفلكية لهذه «السماعات» ولا عن متاعب الحصول على قطع الغيار وبرمجة السماعات.. اتحدث عن البحث فى طرق لكيفية رعاية هؤلاء بعد أن أجروا العمليات الجراحية.. لا توجد جهة مسئولة عن المتابعة والتقييم.. ولا جهة تعمل على التنسيق مع الجهات المختصة لتقديم الدعم لهم.. هؤلاء فى حاجة لاستثمار السماعات الالكترونية .. والحوار مازال قائمًا.. ومطلوبًا.
> > >
ولا يوجد أسوأ من هذا الخبر وهو المتعلق بقيام أحد الأشخاص فى محافظة البحيرة بمحاولة هدم منزل شقيقه بـ»لودر» بسبب خلافات على الميراث.
والواقع أن الخلافات على الميراث فى الريف تأخذ بعدًا بالغ القسوة يتجاوز كل الحدود الشرعية إلى لغة فرض الواقع وهضم الحقوق خاصة المتعلقة بالنساء..!! والواقع أيضا أنها فى كثير من الأحيان خلافات تتعلق بمتر أو مترين من الأرض وتصل إلى القطيعة بين الأخ وأخيه.. حاجات «تجنن».. ولا تصدق.. ولكنه الواقع وإلا ما كان الأخ قد قاد «اللودر» وشرع فى هدم منزل أخيه على من فيه..!
> > >
وفى السباق الرمضانى التليفزيونى هذا العام فإن رمضان استطاع التفوق فى نسبة المشاهدة على رامز.. ولأنه لا يفل الحديد إلا الحديد «فلوس» نمبروان كانت الأعلى تأثيرًا من دولارات «إيلون مصر» والاثنان يقومان بتوزيع الفلوس.. وكلها «فرجة» وكلها تسال واللى يدفع اكثر هيلاقى مشاهدات اكثر.
> > >
وأين أنت يا مأمون يا شناوى.. من أين كنت تأتى بكل هذه الكلمات التى تشجينا وتبكينا وتعبر عن مشاعرنا وأحزاننا وآلامنا مهما مرت السنون وقطار العمر.. وأين أنت يا بليغ حمدى يا فيلسوف وعبقرى الموسيقى والألحان.. وتعالوا.. تعالوا نستعيد كلمات أغنية غنتها أم كلثوم عام 1965 ومازالت تحرك داخلنا كل المشاعر والأحاسيس والشجون.. وفين دمعك يا عين بيريحنى بكايا ساعات.. بخاف عليك وبخاف تنسانى والشوق إليك على طول صحانى، غلبنى الشوق وغلبنى وليل البعد دوبنى، ومهما السهد حيرنى ومهما الشوق يسهرنى، لاطول بعدك يغيرنى ولا الأيام بتبعدنى عيون كان بتحسدنى على حبك ودلوقتى بتبكى عليا من غلبى.. وفين انت يا نور عينى ياروح قلبى.. فين.. فين.. أشكليك فين.. عندى كلام وحاجات.. فين دمعتى يا عين.. بيريحنى بكايا ساعات.. بيريحنى بكايا ساعات..!
وآه يا مأمون.. آه يا بليغ.. آه يا أم كلثوم.. بيريحنى بكايا ساعات.. بيريحنى بكايا ساعات..!
> > >
واللهم يا مهيء الظروف، خالق الأسباب، لك أمورنا كلها، فمكنا مما نريد، وما نحلم وما نطمح، اللهم أكفنا شر الدنيا، شر الفقد، شر الفاجعة، شر أنفسنا، اللهم جمل حالنا وأجعله حالا يرضيك ثم يرضينا، ربى أنت الميسر وأنت المسهل، سهل أمرنا، وحقق مطالبنا يا رب ياكريم.
> > >
وأخيرًا:
إياك أن يشتكيك أحد إلى الله.
> > >
وأخبروا من ذهبوا أنه لم يملأ فراغهم أحد.
> > >
ولقد كبرنا دون أن ننتبه، لم يسمح لنا نكبر على مهل.