نزوح 100 ألف فلسطينى من دير البلح.. غارات الاحتلال تقلص المناطق «الآمنة» فى القطاع
ذكر موقع أكسيوس الأمريكي،أمس، أن الرئيس الأمريكى جو بايدن طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو سحب القوات الإسرائيلية من ممر فيلادلفيا، فى إطار مرحلة أولية من اتفاق وقف إطلاق النار حتى يمكن مواصلة المحادثات.
قال 3 مسئولين إسرائيليين لموقع أكسيوس إن نتنياهو قبل جزئيا بطلب بايدن ووافق على التخلى عن موقع تسيطر عليه القوات الإسرائيلية فى المحور.
وفقًا للموقع، قال أحد مساعدى نتنياهو «رئيس الوزراء وافق على تغيير أحد مواقع الجيش الاسرائيلى ونقله بضع مئات من الأمتار فقط.. بطريقة لا تضر بالسيطرة العملياتية على طول ممر فيلادلفيا.»
كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الولايات المتحدة قدمت مقترحاً يتعلق ببعض تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
وفقاً لمصادر الهيئة، فإن المقترح الأمريكي، يتضمن تقليص عدد القوات الإسرائيلية فى محور فيلادلفيا الحدودى مع مصر بشكل ملحوظ، بحيث يبقى عدد قليل من نقاط المراقبة فقط.
كما يشمل المقترح زيادة عدد المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم من قبل حماس كل أسبوع من ثلاثة إلى أربعة، أضافت هيئة البث أن المقترح الأمريكى يتضمن تخفيضاً كبيراً فى عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيكون لإسرائيل حق النقض على الإفراج عنهم.
فى نفس السياق قررت حركة حماس ارسال وفد إلى القاهرة بقيادة خليل الحية القيادى فى الحركة للإطلاع على نتائج وتطورات المفاوضات الأخيرة مع الجانب الإسرائيلى حول صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار، من دون أن يشارك فى المباحثات المقرر استئنافها اليوم الأحد سعياً لهدنة مع إسرائيل فى قطاع غزة.
أكدت حماس أنها وفصائل المقاومة تتمسك بشروطها، وهى أن يشمل أى اتفاق وقفاً دائماً وشاملاً للحرب، والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال بما فى ذلك من منطقة «محور فيلادلفيا» وطريق الشهداء مع طريق صلاح الدين «محور نتساريم»، وعودة النازحين والمهجرين دون قيود أو شروط، وضمان إعمار القطاع، وصفقة تبادل حقيقية للأسرى فى السجون الإسرائيلية.
وفى الوقت الذى تتواصل جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس، لأجل التوصل لاتفاق بين الجانبين، لا تزال هناك انقسامات وخلافات عميقة فى الرأى بين المسئولين الأمنيين الإسرائيليين وحكومة نتنياهو، على خلفية انتقاد أعضاء اليمين المتطرف فى حكومته، أى اتفاق لوقف إطلاق النار، وفق ما ذكرت شبكة «سي. إن. إن» الإخبارية الأمريكية.
وأشارت الشبكة إلى أن هناك مسئولين أمنيين يتهمون نتنياهو بتخريب المفاوضات، مضيفة أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق، فقد لا يدوم إلا أسابيع، قبل أن ينهار وتستأنف الحرب فى غزة، لأن إسرائيل ليست مستعدة للموافقة على وقف إطلاق نار دائم.
وأستشهدت «سى ان ان» بتصريحات نتنياهو السابقة فى أواخر يونيو الماضي، حين قال «أنا مستعد لإبرام صفقة جزئية، ، من شأنها أن تعيد بعض الناس. لكننا ملتزمون بمواصلة الحرب بعد الهدنة من أجل تحقيق هدف تدمير حماس. لن أتخلى عن هذا».
بالمقابل، قال مسئول أمريكى رفيع المستوى للشبكة «إنّ الجيش الإسرائيلى يرغب فى وقف إطلاق النار الآن ليحقق هدف إعادة المحتجزين فجميع القضايا العالقة يمكن التحكم فيها».
واعترف المسئول الأمريكى بأنّه «من السهل أن نشعر بالتشاؤم لأن الأمر استغرق وقتًا طويلًا»، مؤكدًا أنه «كان بوسعهم إغلاق هذا الملف مرات عديدة ولكنهم لم يفعلوا».
وسبق أن رفض كل من وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، التوصل لاتفاق هدنة مع حركة حماس، وهددا بحل حكومة نتنياهو.
فى السياق نقلت صحيفة هارتس عن مسئولين إسرائيليين، إن نتنياهو يقود إسرائيل إلى مفترق طرق خطير بين صفقة المحتجزين أو التصعيد فى قطاع غزة، كما أنه أوصل إسرائيل إلى أسوأ وضع استراتيجى لها على الإطلاق مع احتمال اندلاع حرب كبري.
على الصعيد الميدانى ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن عشرات الفلسطينيين – معظمهم من النساء والأطفال استشهدوا جراء هجمات إسرائيلية شرقى خان يونس وفى منطقة مخيم النصيرات بقطاع غزة بينما أصيب آخرون إصابات بالغة بالإضافة إلى أن هناك العشرات من الشهداء مازالوا تحت الأنقاض لم تستطع طواقم الإنقاذ الوصول لهم.
فى تطور آخر، أفادت بلدية دير البلح بنزوح 100 ألف مواطن من شرق المدينة خلال اليومين الماضيين وخروج 20 مركز إيواء عن الخدمة وتؤوى دير البلح مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين، خصوصا فى مركز المدينة ومناطقها الغربية.
أشارت البلدية إلى أن دير البلح التى صنفها الاحتلال منذ اللحظات الأولى لعدوانه على قطاع غزة على أنها منطقة إنسانية آمنة، أصبحت تؤوى قرابة أكثر من نصف سكان قطاع غزة، وبالرغم من ذلك يصعِّد الاحتلال عدوانه عليها.
كما طالبت بلدية المدينة المجتمع الدولى بالضغط على الاحتلال لوقف سياسة التهجير القسرى الذى أصبح منهجية معتمدة لدى الاحتلال ليجعل من كل بقعة فى قطاع غزة غير آمنة وغير صالحة للسكن.
فى نفس الوقت قال جهاز الدفاع المدنى بغزة ان غارات وعمليات الاحتلال قلصت «المناطق الآمنة» فى القطاع من 230 إلى 35 كيلومترا.
وبين الجهاز فى بيان صحفى له، أنه بداية الاجتياح الإسرائيلى البرى لقطاع غزة مطلع نوفمبر 2023 الماضى دفع مئات الآلاف من المواطنين المدنيين فى شمال القطاع للنزوح إلى المناطق الجنوبية، بادعائه أنها مناطق «إنسانية آمنة»، وكانت مساحتها 230 كم مربع أى 63٪ من مساحة قطاع غزة، وتشمل أراضى زراعية ومرافق تجارية واقتصادية وخدماتية تصل مساحتها إلى 120 كم مربع.
أضاف أنه وصولا إلى أغسطس الجارى قلص الاحتلال الإسرائيلى المناطق «الإنسانية» إلى 35 كم مربع بما يعادل 9.5٪ من إجمالى مساحة القطاع، شملت تقريبا 3.5٪ مساحات زراعية وخدماتية وتجارية.
فى سياق آخر قالت كتائب القسام إن مقاتليها استهدفوا ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة «الياسين 105» شرقى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
هذا فيما شهدت الساعات 84 الماضية 5 مجازر أودت بحياة 96 شهيداً و 212 مصاباً.