يعقد مجلس الجامعة العربية ، اليوم ،اجتماعا على المستوى الوزارى فى دورته العادية (161).
واستقبل الأمين العام أحمد أبو الغيط امس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية فيصل المقداد وزير خارجية سوريا، حيث تناول اللقاء آخر المستجدات على الصعيد الإقليمي.
وصرح جمال رشدى المتحدث الرسمى باسم الأمين العام بأن اللقاء ركز على الحرب العدوانية التى تُباشرها إسرائيل ضد المدنيين فى قطاع غزة، والعجز العالمى عن وقف هذه المذبحة اليومية وما يعكسه ذلك من ازدواجية للمعايير لدى عددٍ من عواصم القرار فى العالم، والتى ما زالت تتمسك بتوفير الغطاء السياسى لإسرائيل برغم انكشاف مدى وحشية هذه الحرب العدوانية ومخاصمتها لأبسط معايير الإنسانية والأخلاق. وقال رشدى إن الأمين العام للجامعة عبر خلال اللقاء عن أن الحفاظ على سيادة سوريا وتكامل ترابها الوطنى وخروج القوات الأجنبية غير الشرعية من أراضيها هى مبادئ تُعد محل اجماع كامل من الدول العربية.
كما استقبل أبوالغيط محمد على عمر وزير الدولة القائم بأعمال وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولى بجمهورية الصومال الفيدرالية، وصرح جمال رشدى بأن أبوالغيط أكد على موقف الجامعة العربية المساند للصومال والمتضامن معه فى الدفاع عن سيادته ووحدة أراضى البلاد ورفض مذكرة التفاهم الموقعة بين اثيوبيا وإقليم «ارض الصومال» فى يناير الماضي. وأوضح رشدى أن الوزير نقل امتنان فخامة رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية لدعم الجامعة العربية لوحدة الصومال وسيادته ولموقفها القوى حيال التهديدات التى تواجه بلاده، منوهاً بجهود الجامعة فى هذا الصدد.
من ناحية أخرى أصدر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أمس نداء يدعو فيه لحقن دماء الشعب السودانى تعظيماً لحرمة شهر رمضان الكريم.
قال أبوالغيط فى النداء الذى وزعته الجامعة العربية اليوم تحت اسم (نداء الأمين العام لحقن دماء الشعب السودانى تعظيماً لحرمة شهر رمضان الكريم) «إن يد جامعة الدول العربية ستظل ممدودة لكل مسعى يرنو نحو استعادة السلام فى السودان».
أضاف الأمين العام: «على أعتاب شهر رمضان المعظم الذى يحل بعد أيام قليلة لاتزال الدماء السودانية الغالية تراق وجرح الوطن ينزف بسبب الحرب الدائرة فى ربوع البلاد على مدار عام كامل تقريباً، مهددة معها أحلام ملايين السودانيين وآمالهم المشروعة فى حياة آمنة ومستقرة فى وطن يسعهم».
ودعا الأشقاء السودانيين إلى عدم ادخار أى جهد فى البحث عن كل ما يقرب من خيارات السلام والحوار وإيثار الوطن على ما عداه واتخاذ كل خطوة جادة تسكت المدافع وتضمد الجروح وتعيد الأمل فى المستقبل.. مشيراً إلى أن هذه الحرب الضروس شردت ملايين السودانيين من منازلهم وقراهم، وضربت العاصمة القومية للبلاد وعرضت أسر وقرى بأكملها إلى جرائم يندى لها الجبين ، وبذرت الخوف والرعب فى قلوب الأبرياء بعد أن فقدوا أحبتهم وممتلكاتهم ونشرت خطابات الكراهية والثأر والانتقام فيما بين أبناء الوطن الواحد.
وقال الأمين العام: «إننى أذكر جميع السودانيين بأن التسامح وصفاء القلب من صفاتهم المشهورة التى عرفوا بها وسط جيرانهم، وأن المساهمات القيمة للأجيال السابقة فى الدفاع عن أمتهم وقارتهم وبناء نهضتها لم تمح من الذاكرة، وأن لهم أن يستذكروا هذه الصفات وهذه الجهود».
أضاف أبوالغيط: «فى هذه اللحظات المصيرية التى تمر بها بلادهم ومؤسساتهم القومية على أعتاب شهر التسامح الذى يتسابق فيه المسلمون إلى الخير والعفو وإيثار الغير، أدعو الأشقاء السودانيين إلى حقن دمائهم تعظيماً لحرمة الشهر وحرمة الوطن وحرمة أعراضهم ودمائهم».. مؤكدا أن يد جامعة الدول العربية ستظل ممدودة لكل مسعى يرنو نحو استعادة السلام والاستقرار والأمل فى السودان ولصالح السودانيين.