إقامة أكبر محطة للسكة الحديد
توجه الدولة نحو تطوير العشوائيات خلال الفترة الماضية، يمثل مرحلة تحول كبيرة فارقة فى تاريخ مصر.. حيث كان هذا التطوير هدفاً أساسياً للرئيس عبدالفتاح السيسى منذ أن تولى المسئولية لتوفير حياة كريمة للمواطنين، وكانت توجيهاته للحكومة بحصر جميع المناطق العشوائية التى تحتاج تطويراً، وقامت وزارة الاسكان بوضع خطة عاجلة لتنفيذ مشروع التطوير وفقاً لبرنامج زمنى يتم الانتهاء منه فى أقصر مدة زمنية.
وقد نجحت وزارة الاسكان والتعمير فى تنفيذ الخطة وقامت تطوير أكثر من منطقة عشوائية بشكل حضارى مميز يليق بحياة المواطنين مثل حى الاسمرات والدويقة وحقول العنب وغيرها، وأصبحت هذه المناطق وجهة حضارية وصورة مشرفة لمصر.
ومع هذه الجهود الكبيرة التى تقوم بها الدولة فى تطوير العشوائيات، إلا أن هناك بعض المناطق العشوائية مثل منطقة شمال الجيزة مازالت تعانى وتحتاج تسريع وتيرة التطوير فيها عما هى عليه حاليا، حيث ان جهاز تعمير القاهرة الكبرى يتحرك ببطء شديد ولم ينفذ فيها حتى الآن أى محور من محاور التطوير المتعددة فى هذه المنطقة، رغم التحولات والتطورات التى حدثت فى المنطقة، خاصة بعد أن تمت إقامة أكبر محطة للسكة الحديد فيها وافتتحها الرئيس السيسى منذ عدة أشهر.. وهو ما سيؤدى إلى زيادة الضغط والازدحام والتكدس على المنطقة من جانب المسافرين لمحافظات الصعيد والسياح ايضا، مما يتطلب سرعة إعادة تنفيذ مخطط محاور الخلخلة التى كانت موجودة فى خطة التطوير، التى تم الغاؤها وكان سيتم تنفيذها فى بعض شوارع مدينة الامل الملاصقة لأرض مطار امبابة ومحطة السكة الحديد والممتدة إلى الطريق الدائرى وهى شوارع كامل عطية ومحمد نجيب ومسجد الرحمة باعتبارها المتنفس الوحيد لإنقاذ المنطقة من التكدس الشديد والزحام، وبالفعل قامت وقتها هيئة المساحة بالمعاينة، إلا أنه تم وقف وإلغاء مخطط محاور الخلخلة، مما سيكون له آثار سلبية ومخاطر مستقبلية على المنطقة، التى ستصبح وجهة مصر المستقبلية وستكون الكثافة فيها عالية من التكدس والازدحام من جانب المواطنين والمسافرين.
لذا، فإن وجود محاور للخلخلة فى المنطقة شىء مهم يمكن تداركه قبل فوات الأوان، خاصة فى ظل وجود شقق بديلة موجودة ومبنية بالفعل فى أرض مطار امبابة مغلقة حتى الآن ومبنية منذ أكثر من 15 عاماً، يمكن نقل سكان الشوارع التى ستحدث فيها الخلخلة فيها، بالاضافة إلى وجود أكثر من 78 فداناً أرض فضاء بمطار امبابة تمت فيها اقامة شبه مصنع للأسمنت وطحن الحصى، وتسبب ذلك فى وجود نسبة عالية من التلوث والغبار والأتربة التى تتسبب فى الامراض لسكان المنطقة، وكان يمكن استغلالها لتمويل عمليات التطوير فى المنطقة وفقاً للمخطط الذى كان مطروحاً من البداية من جانب وزارة الاسكان والتعمير وجهاز تعمير القاهرة الكبرى لربط محاور الخلخلة التى كانت التى كان سيتم تنفيذها بمدينة الامل وربطها بالدائرى وشارع المطار وكذا محور الوراق ولكن لم يتم فيها أى شىء حتى الآن، كما أن الحديقة التى سبق وتم إنشاؤها فى جزء من أرض مطار امبابة خلال الفترة الماضية وأطلق عليها اسم «حديقة سفارى» حالتها سيئة والخضرة والنجيلة فيها ماتت، بعدما قامت المحافظة بتأجيرها إلى القطاع الخاص، الذى دمرها ولم يحافظ عليها وتدهورت تماماً وأصابها التلف، رغم تكلفة إنشائها العالية، التى تحملتها خزانة محافظة الجيزة، نتيجة للإهمال وعدم المتابعة، الامر الذى يتطلب ضرورة إلغاء التعاقد وإعادة النظر فيه، فليس من غير المعقول أن تنفق الدولة أكثر من 50 ملياراً فى تطوير العشوائيات ثم تأتى بعض الأجهزة المحلية لتشوه منطقة مثل شمال الجيزة العشوائية هذه الانجازات التى تقوم بها الدولة بسبب البطء والتأخير فى تنفيذ عمليات التطوير سنوات عديدة.
السؤال الذى يطرح نفسه: هل السبب فى هذا التأخير، التمويل اللازم أم سوء الإدارة والتخطيط؟!.. رغم أن منطقة شمال الجيزة «مطار امبابة» كانت قد شهدت فى عهد د.على عبدالرحمن محافظ الجيزة السابق جزء من هذا التطوير بقوة وحماس وإنجاز غير مسبوق بداية من افتتاح محور أحمد عرابى للدائرى وافتتاح الحديقة الدولية، إلا أن هذا الحماس اختفى تماماً، وأصبح تطوير منطقة شمال الجيزة فى طى النسيان.
لقد حان الوقت لإحياء مشروع تطوير منطقة شمال الجيزة العشوائية وتسريع عمليات التطوير فيها، وأن تتحرك المحافظة وجهاز التعمير للعمل على سرعة اكتمال تطوير منطقة شمال الجيزة العشوائية، ليكتمل بذلك المشروع القومى لتطوير العشوائيات، الذى تبناه الرئيس عبدالفتاح السيسى من البداية بالشكل الأمثل والصحيح لتوفير حياة كريمة لسكانها وتحقيق حلم سكان مدينة الأمل وامبابة فى معيشة طيبة وشوارع آمنة، خاصه بعد أن أصبحت المنطقة من أهم المناطق الحيوية فى مصر.