وسوريا.. المصالحة الوطنية أم النزاعات الداخلية؟!
لا نكتب اليوم نشيدًا فى التربية القومية، ولا نردد عبارات حماسية فى حب الوطن.. ولا ندعم فى حديثنا إلا البلد الذى ننتمى إليه.. الوطن الذى نحتمى به.. الحصن والملاذ والأمن والأمان.. نتحدث عن تجمع الخصوم.. تجمع شركاء الشر الذين لا يريدون بنا خيرًا والذين يبحثون ويسعون ويحرضون على تصدير الفوضى إلى بلادنا مرة أخرى وادخالنا فى متاهة ودوامة نضيع معها ونفقد معالم وخارطة الطريق.
والذين يرسلون ويحثون ويدعمون محاولات تصدير الفوضى إلينا يدركون جيدًا أن مصر هى القلعة الأخيرة التى يتمنون سقوطها ليسهل السيطرة على الجميع وتنفيذ المشروع الخبيث بشرق أوسط جديد أو شرق أوسط مختلف.
ومدخلهم فى اقتحام العقول هو اللعب على أوتار المعاناة بتضخيم أزماتنا الاقتصادية وبالوقيعة بين عناصر الأمة بإدعاءات ومبالغات واشاعات خبيثة ومدروسة تدفع فى اتجاه احقاد مجتمعية وطبقية وتعمل على التشكيك فى الاشخاص والرموز وكل الانجازات.
وحين نقول حفظ الله مصر.. فإننا على ثقة من أن الشعب الذى مر بتجربة بالغة الصعوبة عندما سقط النظام فى عام 2011 وعندما كانت أجهزة الدولة فى أعقابها غائبة عن اتخاذ القرار هذا الشعب الذى شاهد ولمس كيف خرج أسوأ ما فينا خلال هذه المرحلة لن يقبل أى مساس بتماسكه الاجتماعى.. ولا أى تعريض للخطر ينال جبهته الداخلية وتماسكه القوى.. هذا الشعب يدرك جيدًا حجم التهديدات التى تتعرض لها مصر.. هذا الشعب يعلم علم اليقين أن بلاده مستهدفة وأن الهدف الذى يتجمعون لتحقيقه يتعلق بمستقبل مصر.. هذا الشعب على قلب رجل واحد لأن الدفاع عن الوطن فى هذه الظروف والأحوال هو قضية وجودية لا تتعلق بالأشخاص وإنما بمستقبلنا جميعًا.
> > >
وماذا عن سوريا؟ ماذا عن سوريا التى تمثل بالنسبة لنا الشراكة التاريخية والامتداد الطبيعى..! إن سوريا الآن تحتفل.. وسوريا مازالت فى صدمة ما بعد السقوط المفاجيء والعجيب والسريع لنظام الأسد.. سوريا مازالت تفتح أعينها لترى ضوء النهار ولكنها لم تدخل بعد فى مرحلة البحث عن جنى الثمار.. وأمام سوريا سيناريوهات عديدة.. فقد تكون سوريا على غرار ما حدث فى جنوب أفريقيا دولة مدنية تشهد انتقالا هادئًا للسلطة بتشكيل حكومة انتقالية تضم كل الفصائل العسكرية والقوى الوطنية وقد تشهد سيناريو آخر شبيهًا بما حدث فى عدد من الدول العربية بعد الثورات والمتمثل فى نزاعات وصراعات داخلية بين الفصائل المسلحة وهو ما يعنى تعميق الانقسام واضعاف سوريا وادخالها فى فوضى لن تنتهى..!
ولكى ينجح السيناريو الأول الذى نأمله ونتمناه لسوريا فإن الدول العربية عليها أن تقدم لسوريا دعمًا لا محدود لإعادة الإعمار وتوفير المساعدات الإنسانية حتى يتمكن أكثر من سبعة ملايين سورى هربوا من نظام بشار من العودة إلى بلادهم وبدء حياة جديدة فيها.
إن سوريا لا يجب أن تترك وحدها وهذا ليس تدخلاً فى شئونها الداخلية ولكنه حبًا فى سوريا وخوفًا عليها.
> > >
وماذا عن إعادة إعمار سوريا؟! ان الشركات المصرية يجب أن تكون فى مقدمة من يدخلون سوريا للمساهمة فى مشاريع إعادة الإعمار.. لدينا كل الخبرات والإمكانيات اللازمة لتنفيذ المشروعات الضخمة فى إعادة البناء.. ولدينا الشراكة الاستراتيجية التى تفتح الباب لشركاتنا بالمساهمة الفعالة.. والشركات المصرية عليها أن تكون مستعدة لأداء الواجب فى اطار المصلحة المشتركة.
> > >
وفى حديث الشأن الداخلى.. فلا حديث يعلو فوق حديث الصدمة والحزن وخيبة الأمل بعد فشل النادى الأهلى فى الفوز على الفريق المكسيكى فى بطولة كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تكون فى الجزيرة.
وبداية فإننا نقول إن لاعبى النادى الأهلى فى أدائهم فى الملعب كانوا رجالاً وبذلوا كل الجهد وخانهم التوفيق فى الفوز بالمباراة قبل اللجوء لضربات الجزاء.. وكانوا يبحثون عن اسعاد جماهيرهم قبل التفكير فى المكافآت والميداليات.. وقدموا كل ما لديهم ويستحقون كل الثناء على الآداء الذى كان مشرفًا..! أما ما حدث فى ضربات الجزاء فذلك هو التوفيق وعدم التوفيق والحظ تخلى عن الأهلى فى هذه الليلة.. وكانت الخسارة غير المتوقعة رسالة لإدارة الأهلى بأن الفريق ينقصه شيء ما..! لم يتم العلاج والبحث عن الأسباب فإن الأهلى هذا العام قد يخرج خال الوفاض من كل البطولات..!
> > >
وجاءنى يتحدث عن علاقته بوالده.. وباختلاف دائم فى الرؤى والأفكار وينتظر منى رأيًا وتدخلاً..! ويا ابنى العزيز.. الاب هو الشخص الذى يدعمك نفسيًا ويطمئنك طوال الوقت ويضحكك وأنت فى ذروة ضيقك.. هذا شيء لا يقدر بثمن.. فالآباء يقولون والأيام تشرح.. وسيعلمك والدك كل شيء إلا العيش بدونه..! يا ابنى استثمر كل لحظة فى الحياة بالاستمتاع بكونك قريبًا من أبيك.
> > >
وعندما جلست استمع إلى كروان الشرق فايزة أحمد وهى تغنى أنا قلبى ليك ميال ومفيش غيرك على البال.. أنت وبس اللى حبيبى فإننى عدت بالإكراه إلى الوراء.. إلى سنوات طويلة مضت عندما كانت فايزة تعنى للأم.. وللأخ.. للأسرة.. عندما كانت فايزة فى قمة عطائها مطربة خالدة لم تحصل على ما تستحقه من التقدير.. كانت الصوت الذى يسكن القلوب فى هدوء.. مطربة ست الحبايب يا حبيبة.. وهل هناك من غنى بعدها للأم بنفس الرقة والدفء والحنان.. مطربة ضاعت فى زمن الكواكب والنجوم التى كانت فى هذه المرحلة.
> > >
وأخيرًا:
> كان سببًا فى ابتساماتى ولكنه أبدع فى بكائى.
> والشخص الذى حطمك ولا يمكن أن يكون الشخص الذى سيعالجك.
> وأود أن أخبرك بأننى لم أجد شخصًا يشبه الحياة إلا أنت.
> وقل شيئًا.. تعبت من التلميح.