الإذاعة الرسمية التى تحافظ على تقاليدها الراسخة
احتفلت اذاعات العالم يوم 13 فبراير الجارى 2025 باليوم العالمى للإذاعة الذى يوافق ذكرى تأسيس إذاعة الأمم المتحدة سنة 1946.
تأتى هذه الذكرى تأكيداً للدور الذى مازالت الاذاعة تلعبه فى مجال الاعلام والثقافة والترفيه فى حياة عشاقها ومريديها من المستمعين الذين يتمسكون ببرامجها ودورها رغم التقدم الهائل الحادث فى وسائل الاعلام الاخرى التى لحقت بها وكان أخرها عالم الانترنت بكل تطبيقاته المتعددة وكذلك الاعلام الرقمى والتطور المذهل فى الذكاء الاصطناعي.
وفى هذا اليوم تذكر الاذاعة المصرية التى عبرت الصحارى والبحار وشغلت العقول والأفكار، وعلمت الصغار والكبار.. نصب على دربها الإذاعات العربية، واستفادت من خبراتها الاذاعات الأجنبية.
رصيدها من العلوم والفنون والآداب لا يقدر بمال، تعلمت عليه أجيال وأجيال، وأشرقت قلوب وتجددت آمال.. كان اسمها محطة الحكومة المصرية للإذاعة اللاسلكية، وبدأت ارسالها بعد ظهر يوم الخميس 31 مايو 1934 وبدأ النداء الأثير المحبب إلى القلوب والأسماع (هنا القاهرة) وكان بصوت المذيع الشاب أحمد سالم.
استمر الارسال 6 ساعات بدأت بآيات الذكر الحكيم للشيخ محمد رفعت، وتعاقبت أصوات نجوم اليوم الأول، المطربة أم كلثوم والمطرب محمد عبدالوهاب والشاعر على الجارم والمطرب صالح عبدالحى والزجال محمود رمزى نظيم والفنان محمد عبدالقدوس والموسيقار مدحت عاصم والموسيقار سامى الشوا.
كان المقر الأول للإذاعة بشارع الشريفين وتم تشكيل لجنة للإشراف عليها برئاسة الجراح الشهير د.على باشا إبراهيم أول عميد مصرى لكلية الطب جامعة القاهرة (قصر العيني).. وكان دورها هو تقديم الاخبار والنشرات وتقديم برامج تعليمية (ثقافية) وإذاعة القرآن الكريم وأحاديث الدينية والأدبية والعلمية والسياسية وايضا تقديم الأغانى والموسيقي.
ومضت الاذاعة المصرية على طريق النجاح والتفوق من البداية، قدمت الأحاديث الدينية لأئمة الأزهر وعلمائه، والأحاديث الأدبية لكبار الكتاب والأدباء والشعراء والنقاد، والبرامج العلمية والثقافية والبرامج الفكاهية والملاحم الشعبية والحفلات الغنائية والأعمال الدرامية والصور الغنائية.. ويحار الإنسان اذا حاول أن يذكر حتى على سبيل المثال أسماء رواد الفن الإذاعى من مذيعين ومخرجين ومؤلفين ومتحدثين وخبراء ومتخصصين وقد ساهمت الإذاعة المصرية فى تطوير سائر الفنون الاخري، السينما والمسرح والتليفزيون.
وخلال رحلتها الطويلة أضافت الاذاعة المصرية العديد من الخدمات الاذاعية: صوت العرب، مع الشعب، ركن السودان، صوت فلسطين، إذاعة القرآن الكريم، إذاعة الشرق الأوسط، وشبكة الاذاعات المتخصصة وأشهرها إذاعة الشباب والرياضة.. ثم تطورت بعد ذلك الآن محطات عديدة على موجه الـ «إف ــ إم» صارت تنافس الإذاعة الرسمية التى تحافظ على تقاليدها الراسخة وأبرزها إذاعة الأغانى وراديو مصر ونجوم اف.ام.
وتراث الاذاعة المصرية يضع مسئولية كبرى فى عنق كل من يعمل بها بالجد والاجتهاد والابتكار، وإلى مزيد من النجاح.